بعد احتلال التركي لمقاطعة عفرين، ارتكبت الدولة التركية الفاشية إبادة ثقافية بحق المرأة حيث حرمتها من كافة حقوقها التي كانت تتمتع بها في ظل الإدارة الذاتية، كما أدت الحرب إلى أضرار وسوء في المعاملة وممارسة العنف المباشر المتمثل بالقتل والاغتصاب والإتجار بالنساء والاختطاف وارتفاع حالات الانتحار والاعتداء الجنسي، والعنف الغير مباشر المتمثل بانخفاض المستوى التعليمي وزواج القاصرات.
وفي هذا الصدد أجرت وكالتنا لقاءً مع الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين لمقاطعة عفرين والشهباء، المحامية روشين حدو، حيث أشارت في بداية حديثها إلى انتهاكات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في مدينة عفرين قائلة: "منذ بداية هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة عفرين وحتى هذه اللحظة يرتكب الجيش الفاشي أشد الانتهاكات بحق المدنيين من القتل والخطف والاستيلاء على أملاك الأهالي والابتزاز، بالطبع لم تقتصر هذه الانتهاكات بحق المدنيين فقط، إذ حولت دولة الاحتلال التركي مدينة التي تعرف بطبيعتها إلى صحراء قاحلة من خلال قطع الأشجار وحرقها وبيعها".
وتابعت روشين حديثها بالقول: "لقد رأينا بأن المرأة كانت الأكثر تعرضاً لأنواع العنف والقتل نتيجة الهجمات على مدينة عفرين أثناء العملية الاحتلالية، لقد استهدف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته قوة المرأة العفرينية التي وصلت إلى مرحلة ما من حريتها وكانت تلعب دورها في كافة مجالات الحياة في ظل الإدارة الذاتية، ونفذوا ممارسات لا إنسانية بحق النساء من خطف والقتل والاغتصاب والتعذيب تحت حجج واهية لابتزاز الأهالي من أجل دفع فدية مالية، وارتفاع نسبة زواج القاصرات في مدينة عفرين وذلك بالغصب".
وأضافت روشين: "لقد سعى الاحتلال التركي إلى تجريد المرأة من مكانتها ومحاصراتها فقط في المنزل، وأدت الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في مدينة عفرين إلى ارتفاع نسبة الانتحار بشكل ملحوظ".
كما أشارت روشين إلى أن الجميع بات يعلم المرأة في مدينة عفرين لعبت دورها في المجال العسكري من خلال انضمامها إلى وحدات حماية المرأة وهزمت أكبر تنظيم إرهابي في العالم وهو تنظيم داعش، لذلك سعى الاحتلال التركي من خلال مرتزقته إلى الانتقام من نساء عفرين والمثال على ذلك التمثيل بجثمان الشهيدة بارين كوباني التي عدت كرسالة انتقامية من أجل تنظيم داعش.
وحملت روشين الاحتلال التركي والمجتمع الدولي مسؤولية الجرائم التي تحصل في مدينة عفرين وخاصة بحق المرأة بصفتهم الحاكمون في تلك المناطق وقالت: "تتحمل دولة الاحتلال التركي، بصفتها الحاكم الفعلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم، والانتهاكات المرتكبة في عفرين المحتلة، كما يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يرتكب بحق أهالي عفرين، وخصوصاً النساء، فالصمت تجاه هذه الجرائم يعدُّ بمثابة المشاركة في ارتكابها، حيث توجد إلى الآن أعداد غير معروفة من النساء المعتقلات في السجون، فيما تستمر عمليات الإبادة الجماعية في المنطقة".
وفي ختام حديثها ناشدت المحامية والرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في مقاطعة عفرين والشهباء، روشين حدو الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية وعلى رأسهم هيئة الأمم المتحدة لوضع حد للانتهاكات التي تحصل بحق المرأة، والقيام بواجبهم تجاه جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته ومحاسبتهم واعتبار الدولة التركية دولة احتلالية ومستبدة.