يبرز في الوقت الراهن حدث وموضوع رئيسي في شرق كردستان وإيران، ألا وهو تسميم الطالبات في المدارس، ويتطور هذا الحدث من قبل كل من إعلام المعارضة الإيرانية وأيضاً إعلام النظام الإيراني المحتل، وكذلك الإعلام العالمي وفقاً لذهنيتها، وعند النظر إلى البيانات والمعطيات التي يتم نشرها من جهات مختلفة حول هذه القضية على وجه الخصوص، فهي حالة مخيفة للغاية ومقلقة، فإن لم يتم التغلب عليها ، فسوف تؤدي إلى حدوث عواقب سلبية للغاية.
كانت حركة طالبان أيضاً قد سممت الطالبات
وبحسب المعلومات والبيانات التي نشرتها وكالة إرنا، التابعة للنظام الإيراني، حدث حوالي 100 هجوم من هجمات التسميم منذ البداية، وبحسب هذه الوكالة، فإن 4 مدارس فقط للبنين تعرضت لهذا الهجوم، وتسمم من بينهم 900 طالبة أيضاً، وباعتبار أن وكالة إرنا مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالنظام، يمكن القول أن البيانات والنتائج التي تنشرها بهذا الصدد هي متحيزة ومن الواضح أنها تقوم بالموالاة للنظام، وبحسب راديو "زمان"، يُذكر أيضاً أنه قبل الآن، تم تسميم الطالبات ليس فقط في إيران فحسب، بل أيضاً في أفغانستان، حيث تعرضت الطالبات للتسمم المنهجي من قِبل حركة طالبان الحاكمة، وذلك لسد الطريق أمام تعلم الفتيات على وجه الخصوص، وحتى أنه تم الإشارة إلى استخدام غاز آرغون فوسفات، الذي استخدمته حركة طالبان ضد طالبات المدارس.
شن الهجوم ضد 5 آلاف شخص
ويجري أيضاً تقديم النتائج والمحصلات المثيرة للاهتمام من قِبل بعض المسؤولين الرسميين للنظام الإيراني، حيث إن الحصيلة الأكثر وضوحاً، تم تقديمها من قِبل البرلماني الإيراني محمد حسان أصفري، الذي يُفترض أنه عضو في اللجنة القانونية في البرلمان الإيراني، وبحسب البيانات التي يقدمها هذا الشخص، فقد تم الهجوم ضد 5 آلاف طالبة، وفقد أربعة منهن لحياتهن على الأقل، ولا تزال هذه الهجمات الكيماوية مستمرة في الانتشار، وتزداد الحصيلة الحالية يوماً بعد يوم، ويوضح هذا الامر أيضاً مستوى ومدى توسيع هذا الهجوم.
النظام الإيراني ينتقم من ثورة"المرأة، الحياة، الحرية"
ومقابل هذه الصورة التي تظهر كنتيجة مرعبة، سيسعى النظام إلى الانتقام من ثورة" المرأة ، الحياة ، الحرية"، التي تطورت تحت قيادة المرأة، من خلال إعداد خطة في مراكز الحرب النفسية الخاصة، كما سيسعى بخطة متطورة لإخراج نفسه من هذا الوضع ويقوم بتضليل المجتمع، وفي الوقت نفسه، يوضح هذا الوضع عن نفسه من خلال الأسباب والذرائع السخيفة والمضحكة التي لا يصدقها حتى الجاهلون وحتى الأطفال الصغار، وخاصة أن أسباب تسمم هؤلاء الطالبات، التي وردت في وسائل الإعلام مثل وكالة إرنا، تزييف للحقيقة وتكشف المتهمين والمجرمين بطريقة مضحكة للغاية.
المسؤول الأول هو النظام الإيراني
ويقول النظام إن هذا التسمم مبالغ فيه إلى حد كبير، ويدعي أن 90٪ من حالات التسمم هذه دخلت المستشفى نتيجة التوتر، كما تزعم وكالة الأنباء الإيرانية (IRNA) مرة أخرى على وجه الخصوص، أن الطلاب يقومون بأنفسهم بنشر الغاز السيئ ويسممون أنفسهم من أجل الهروب من الامتحانات، حتى أنه يُقال في بعض التصريحات الغريبة للنظام، إن الطلاب يقومون بصنع الغاز من متفجرات الأطفال، وأن الطلاب يسممون أنفسهم بشكل متعمد، وتوضح تصريحات النظام هذه والواردة في وسائل إعلامه، أن الجاني والمسؤول عن جميع هجمات تسميم الطالبات والمسؤول الأول هو نظام الاحتلال الإيراني.
يجري التخطيط للهجمات من قِبل وزارة الاستخبارات (اطلاعات)
تتطور هذه الهجمات كردة فعل على انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، بطريقة ممنهجة، ويجري التخطيط لها في مراكز الحرب الخاصة الإيرانية الخاضعة لسيطرة وزارة الاستخبارات (اطلاعات) ، فضلاً عن مؤسسات وهيئات الاستخبارات التابعة لها، وبحسب بعض المصادر المطلعة داخل أروقة النظام الإيراني، التي لا يمكن الكشف عن أسمائها لأسباب أمنية، فإن "هذه الهجمات مخططة للغاية، ويجري التقيد بها كسياسة دولة وبتعليمات صادرة من أعلى المستويات"، كما هناك في بعض الأحيان أيضاً آراء مثيرة للدهشة لدى بعض الأشخاص غير المرتبطين بالنظام والمستقلين، مفادها أن هذا الهجوم طورته قوى أجنبية، ويتضح أن النظام الإيراني هو من يروج لهذه الآراء ويجعلها حديث الساعة بطريقة ذكية ومتعمدة للغاية، وإن هذه الأفكار والتحليلات التي تطورت بهذا الشكل لا يعلمون بأنها تصب في خدمة النظام المحتل، كما أنهم لم يفهموا شيئاً عن عمق الحرب الخاصة للنظام الإيراني الذي له تاريخ عميق في هذا الصدد، وإن لم يتوضيح حقيقة الحرب النفسية الخاصة للنظام الإيراني وهجومه الأخير المرعب الذي صدم الجميع، فقد يحقق هذا الهجوم الذي يشنه النظام الإيراني بعض النتائج.
وعندما نقيّم أن الهدف الرئيسي لهذا الهجوم أيضاً، هو لكي لا تتمكن المرأة والشبيبة والمجتمع من الانتفاضة مرة أخرى، حينها، إن لم يتم كشفه وفضحه ليس فقط على مستوى ضيق، فإن خطر التأثير السلبي على ردة الفعل الاجتماعية المقاومة و المنتفضة والمنادية بالحرية سيكون أعلى بكثير على مستوى اجتماعي واسع جداً، حتى أولئك الذين خططوا للهجوم من خارج مدارس البنات، بما في ذلك الهجوم ضد بعض مدارس البنين، بارعون جداً في التمويه والتضليل وخداع المجتمع بشكل متعمد، ولا ينبغي أن نستغرب من هذا الوضع المخادع المضلل.
ويواصل نظام الاحتلال الإيراني أبحاثه الحثيثة لتمويه هذه الجريمة من خلال جهود مبذولة من مستويات رفيعة حتى لا ينكشف ما قاموا به من أفعال، ويتم تنفيذ هذه الأجندة أيضاً في الصحف التابعة له مثل صحيفة مردم سالاري ووكالات مثل وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ISNA، ويزعم على وسائل الإعلام هذه شخصاً يُدعى سردار سيد منتظر المهدي، ويُعرف كمتحدث باسم فراجا (قسم من قيادة قوات النظام) بالقول: يقوم 4 آلاف عنصر من عناصر الأمن الخاص، السري والعلني، بالتحقق من المدارس يومياً ويتحكمون في العملية، وتدل هذه التصريحات على هذا المستوى، على أن النظام يبذل جهوداً عقيمة وعديمة الجدوى، وبات حقيقة النظام الفاشي والمحتل معروفاً بشكل جيد لدى جميع شعب شرق كردستان وشعوب إيران، فمن غير الممكن خداع المجتمع بسهولة، حيث إن كل شيء ظاهر للعيان، لأنه لا توجد قوة خارج حلقة النظام المحتل في إيران قادرة على تنفيذ هذا الهجوم الكيماوي بطريقة منسقة داخل إيران وبشكل متوازن وبهذا النطاق الواسع على الطالبات.