وقفة المرأة الحرة تستذكر ذكراها السنوي الثالث بعرض الصور لفعالياتهم

وقفة المرأة الحرة في روج آفا تستذكر الذكرى السنوية الثالثة لتأسيسها بعرض معرض للصور التي تضمن فيها أعمال الرابطة خلال ثلاثة سنوات وذلك في مركز رابطة المرأة الحرة في مقاطعة قامشلو .

حيث حضرها العشرات من النساء بالزي الكردي التراثي بالإضافة إلى حضور العديد من المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية وأكثرها المراكز الذي تعنى بشؤون المرأة ودورها في المجتمع, بالإضافة إلى  تزيين المركز بصور التي تضمن أعمال التي قامت بها رابطة المرأة خلال ثلاث سنوات.

كما بدأ مراسم الإحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً للشهداء ومن ثم تم قراءة بيان من قبل الناطقة بإسم رابطة المرأة الحرة في روج آفا هناءعلي

وجاء في  نص البيان ما يلي:

لا معنى للحياة بدون المرأة, فقيل أن يبلغ الإنسان أشدة يقضي نصف عمره مع المرأة الأم  ونصف الأخر مع المرأة الشابة إلا إن لم يمنع تعرض المرأة للعنف والسلب حقوقها, فبعد أن تمكنت السلطة الذكورية المتمثلة بطبقات الكهنة والملك الإله من أضعاف دور الآلهة الأم بداً عصراً جديد, عصراً مناقضاً للعصر الذي كان يسود فيه العدالة والمساواة, حيث حمل معه الكثير من المأسي نتيجة لغياب الأخلاق وليود المجتمع العبودية ويتطور بعدها إلى الحضارة الإقطاعية ومن ثم إلى الرأسمالية والآن الحداثة الرأسمالية, حيث سخرت الأنانية الذكورية تلك المفاهيم في خدمة غرائز وأفكاره التسلطية وسعى بشتى الوسائل إلى تغييب دور المرأة وحتى إستعبادها, وقد ناضلت المرأة في سبيل تحررها من الهيمنة الذكورية والتحرر من قيود الإستعباد التي كبلتها وحاولت إختراق الحواجز التي كانت تجعل منها إنسانة من الدرجة الثانية, فقامت بالعديد من الأعمال التي تثبت قدرتها على مجاراة الرجل حيث إشتركت في القتال وفي العلوم وفي السياسة وغير ذلك إلا إنها كانت محاولات فردية غير منظمة ولم تحقق أي تحسن في وضع المرأة بشكل عام.

وفي مطلع القرن العشرين ظهرت حركات نسائية نشيطة تدعو إلى منح المرأة كامل حقوقها وتمكنت من تحصيل بعض الحقوق وتكسير بعض الحواجز إلا إن مقاومة الذهنية الذكورية والرجعية كانت عنيفة, فزاد الخناق أكثر على المرأة وبشكل خاص في بلدان الشرق الأوسط وقد بلغ العنف المادي والمعنوي ضد المرأة أشده بعد الأزمة السورية عام 2011 ليعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ولتبرز الذهنية التسلطية وحشيتها ضد المرأة وأطفالها حيث كانوا أكثر من تعرضوا للظلم , فتعرضت المرأة ومازالت معرضة لمختلف الأعمال اللاإنسانية من تهجير وحرمان من الحقوق والإدارة , وخطر الإغتصاب والإحتيال  والعنف وحتى التجريد من الإنسانية كالبيع في أسواق النخاسة في كلاً من المدن الرقة والموصل وغيرها دون أن يستثنى أي مكون, حيث توحدت الذهنيات الشريرة ضد جميع النساء من جميع المكونات كرداً وعرباً وسرياناً وغيرهم , وقد تلقت المرأة الكردية النصيب الأكبر من هذه الأعمال الإجرامية.

ونوه في البيان: إن بالمقابل لم تقف المرأة  في روج آفا- شمال سوريا مكتوفة اليدين وإستطاعت عبر فلسفة الأمة الديمقراطية التي قدمها القائد والمفكر الكردي عبدالله أوجلان أن تنظيم صفوفها وتوحد جهودها لتنشأ بعد إعلان ثورة 19 تموز عام 2013 مؤسساتها التي تجسد روح المرأة  الحرة والمناضلة ليطلق على هذه الثورة من قبل الكثيرين إسم ثورة المرأة , حيث إنخرطت المرأة بشكل خاص المرأة الكردية في الكثير من المجالات التي كان ممنوعاً عليعا وأثبتت قدرتها فيها, فأنشأت وحداتها العسكرية والأمنية ومنظماتها الحقوقية والثقافية إلى جانب المشاركة في إتخاذ القرار وإنشاء مؤسساتها التي تضمن لها الحضور القوي في مختلف مجالات الحياة والتي من أبرزها وقف المرأة الحرة في روج آفا التي تعد واحدة من نتاج ثورة 19 تموز, فكانت إنطلاقتها الأولى كمؤسسة ديمقراطية مستقلة في مدينة قامشلوعام 2014 إستناداً الى شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر" وكعضواً فعال في مجلس " إتحاد ستار" الذي يعد بمثابة الإدارة المشتركة للنساء,

ولتثبت وجودها لاحقاً في مختلف مدن روج آفا – شمال سوريا وتحقق حضور قوي في مختلف الأنشطة الإنسانية الإجتماعية والإقتصادية التي تهم بالمرأة  والطفل عبر مختلف لجانها التي قدمت عشرات المشاريع من أجل تطور المجتمع الحر بشكل ديمقراطي وطبيعي والتخفيف من آثار الحصار والحرب, ولم تكتفي بالإهتمام بالمرأة في مجتمع روج آفا وحدها بكل مكوناتها من الكرد والعرب والسريان والأرمن وغيرهم بل أولت إهتماماً للمرأة من المجتمعات الأخرى حيث كان حضور وقف المرأة الحرة مؤثراً في مخيمات اللاجئين والنازحين وقدمت الكثير من الدعم المعنوي والمادي للمرأة القادمة من المناطق التي تسود فيها الايديولوجيات الظلامية.

كما واكد في البيان:مازالت وقف المرأة الحرة مستمرة في تطور أعمالها ومشاريعها المختلفة التي تقدم الدعم للمرأة والطفل في مختلف المجالات الإقصادية, الإجتاعية, السياسية, الصحية والتعليمية إسنتنادا إلى فلسفة الأمة الديمقراطية, بالإضافة إلى ذيادة التنسيق مع مختلف المؤسسات والمنظمات التي تهتم بشؤون المرأة, كون المرأة لا تنال معرضة لمختف أشكال العنف بإسم الدين والسلطة والعادات البالية  من جنايات الشرف والثأئر والمهر والزواج المبكر وزواج البدل وتعدد الزوجات وغير ذلك ,إلى جانب تثمينها تحت إسم الزواج وسلب إرادتها وتأثرها بظروف الحرب والهجرة وما يترتب على ذلك من تعرضها للإضطرابات النفسية والصعوبات المعيشية .

وأختتم في نهاية نص البيان:نحن كأعضاء في وقف المرأة الحرة في روج آفا  نؤكد  إلتزامنا بالقيم التي تحقق العدالة للمرأة, وتطوير مشاريع الفكر الحر والهوية الحرة للمرأة والطفل وتطوير كلاً من الوضع الإقتصادي والإجتماعي والحقوقي والتعليمي لهما وبشكل خاص الأطفال فاقدي الوالدين والمرأة العاملة والمطلقة والتي فقدت عائلتها ,وكذلك العمل المستمر من أجل إعادة المرأة إلى مكانتها الطبيعية وتقديم المساندة اللازمة لها لتكون قادرة على مواجهة الذهنية السلطوية والرجعية وصعوبات الحياة من أجل إعداد جيل جديد يؤمن بروح المساواة والعدالة الإجتماعية واللذان يشكلان الهدف الجوهري لوقفة المرأة الحرة في روج آفا وحضوركم اليوم يشكل دعماً معنوياً لرسالتنا ودليلاً على مقدار التحرر الذي نالته المرأة في ظل فلسفة الأمة الديمقراطية.

وبعد الإنتهاء من قراءة البيان تم عرض سنفزيون يتحدث عن لمحة من أعمال وفعاليات وقفة المرأة الحرة في روج آفا  وأختتم مراسم المعرض بإستطلاع الحضور على الصور الذي تمت عرضها في المعرض في وسط الأغاني الثورية.