تراجع نسبة حالات العنف بعد تأسيس رابطة المرأة

ربما تختلف أشكال العنف الممارس ضد المرأة من منطقة إلى أخرى ومن بيئة اجتماعية إلى أخرى تبعاً لمستوى الوعي الاجتماعي أو لشكل العلاقات السائدة.

 ربما تختلف أشكال العنف الممارس ضد المرأة من منطقة إلى أخرى ومن بيئة اجتماعية إلى أخرى تبعاً لمستوى الوعي الاجتماعي أو لشكل العلاقات السائدة، إلا أن جوهر وأسباب ظاهرة العنف واحدة في كل المجتمعات وتتعلق جميعها بسيادة العقلية الذكورية السلطوية وما نجم عنها من عادات وتقاليد.

في بلدة تل كوجر التابعة لكركي لكي يعيش أبناء المكونين العربي والكردي جنباً إلى جنب منذ مئات السنين، ومثلها مثل باقي مجتمعات المنطقة فإن للمرأة في هذا المجتمع قصة طويلة مع مظاهر العنف والقمع والاضطهاد.

ومع بدء ثورة روج آفا وجدت المرأة نفسها أمام استحقاقات ثورة مجتمعية تضمن لها حقوقها في المشاركة في الثورة وكذلك تضمن لها الحماية من الظلم والغبن والعنف المفروض عليها. وعليه باردت نساء تل كوجر بالبحث عن سبل لتنظيم ثورتهن بدعم ومؤازرة تنظيم ستار (مؤتمر ستار حالياً)، فأسسن بتاريخ 9 شباط عام 2015 رابطة المرأة للتدريب والتوعية في بلدة تل كوجر.

الإداريات في الرابطة نوهن إلى أن الرابطة تسعى بالدرجة الأولى إلى حماية حقوق المرأة وحل مشاكلها بالإضافة إلى تعزيز تنظيم النساء وتأهيلهن من خلال المحاضرات والندوات التوعوية وكذلك الدورات التدريبية.

تشرف على الرابطة في الوقت الحالي 3 إداريات من مختلف مكونات البلدة وريفها، كما تتبع الرابطة أيضاً عدد من اللجان وهي لجان الصلح، التدريب، الأرشيف، المالية، واللجنة الاقتصادية.

تبدأ الرابطة عملها يومياً حيث تستقبل المناوبات نساء المنطقة اللواتي تراجعن الرابطة لعرض مشاكلهن أو للاطلاع على أعمال ونشاطات الرابطة. الإداريات أكدن إن نساء المنطقة كن مترددات في البداية ولكنهن فيما بعد وجدن في الرابطة ضالتهن سواء لجهة الدفاع عن حقوقهن أو لتوعيتهن وتدريبهن. وعليه نظمت الرابطة العديد من المحاضرات والندوات التوعوية تشارك فيها العشرات من النساء.

إما على صعيد حل المشاكل والقضايا الخاصة بالنساء قالت الإدارية في رابطة المرأة في بلدة تل كوجر أحلام المحمد، إن حولي 155 قضية وردت إلى رابطة المرأة خلال 8 أشهر الأخيرة، تم حل معظمها في إطار الرابطة كما أحيلت بعض القضايا إلى الجهات المعنية. فيما لا تزال 18 قضية قيد الدراسة.

أحلام، نوهت إلى معظم القضايا الواردة تتعلق بقضايا العنف المنزلي، الخلافات لعائلية، زواج القاصرات، تعدد الزوجات وغيرها من القضايا.

وبما أن الرابطة ليست جهة قضائية فإنها تلجأ إلى حل القضايا بالمصالحة والتراضي حيث تجتمع لجنة الصلح مع أطراف الدعوى والاستماع إلى آرائهم والاستفسار عن أسباب الخلاف ومن ثم العمل على حل الخلاف بالتراضي والتفاهم.

ولا يقتصر عمل الرابطة على حل المشاكل بل تسعى أيضاً إلى الحد من مظاهر العنف والتقليل من حالات الاعتداء والضرب من خلال تنظيم زيارات دورية لمنازل الأهالي في البلدة والقرى المحيطة بها والاجتماع مع العوائل وشرح مضمون القوانين الخاصة بالمرأة ونشر ذهنية الحياة التشاركية، كما تبادر الرابطة ايضاً إلى إعداد ومحاضرات وتعميمات تتعلق بحقوق المرأة إلى الكومينات لشرحها للأهالي.

الإداريات أكدن إن نسبة حالات ومظاهر العنف تراجعت بشكل ملحوظ بعد سلسلة الزيارات ونشر التعميمات الخاصة بقوانين المرأة.

وقالت أحلام المحمد في هذا الصدد “عند زيارتنا للقرى وأحياء البلدة نعقد اجتماعات للنساء والرجال، ونشرح لهم قوانين المرأة ومكانتها ودورها في المجتمع. في البداية واجهنا بعض الصعوبات، ولكن مع مرور الزمن التمسنا تجاوباً ملحوظاً حيث قلت نسبة المشاكل والخلافات بين المرأة والرجل داخل العوائل”.

أحلام ناشدت في ختام حديثها جميع النساء وخاصة النساء العرب بالدفاع عن حقوقهن والمشاركة في نشاطات رابطة المرأة.