وجاء ذلك خلال بيان، أدلت به التنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا، اليوم، أمام مبنى هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بمدينة الرقة.
وجاء في البيان الذي قرأته رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عدالت عمر، "في ظل ما تشهده مناطق شمال شرق سوريا من حالة الأمان والاستقرار، وترسيخ القيم والمبادئ الديمقراطية وحرية المرأة كأساس في بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي، وبالرغم من جميع التحديات والعوائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المنطقة بأكملها، تواصل المرأة في شمال وشرق سوريا مسيرتها النضالية، وتقوم بدورها الريادي في كافة مجالات الحياة، وهذا ما يجعلها محط أنظار واستهداف لكل القوى الاستبدادية والاستعمارية والجهات والشخصيات المعادية لحريتها لتنال القسم الأكبر من سياسات الحرب الخاصة، الساعية للنيل من المكتسبات والإنجازات العظيمة التي حققتها ثورة المرأة في شمال شرق سوريا".
وتابع البيان: "أصبحت ثورة المرأة، مصدر إلهام لجميع نساء الشرق الأوسط والعالم، وذلك من خلال التجارب السياسية والاجتماعية في توعية وتنظيم النساء، وتسليط الضوء عليها بأساليب وطرق واقعية وموضوعية في سبيل إيصال الحلول الأساسية والجذرية للقضايا العالقة والمتعلقة بشأن المرأة".
وأوضح "اليوم، وبكل ما نتعرض له من حرب شرسة وعنيفة وسياسات التهجير والقتل والإتجار بالنساء واستهدافات الاحتلال التركي للناشطات السياسيات والمدنيات في شمال وشرق سوريا، وهجمات عدائية عبر أساليب نشر الإشاعات والدعايات الكاذبة والتضليل الإعلامي ضد واقع المرأة المعاش، خاصة في الآونة الأخيرة بهدف تشويه مسيرة نضال المرأة في شمال شرق سوريا وكسر إرادتها وتجريدها من ثقافتها وقيمها الإنسانية والأخلاقية".
مشيراً إلى أن هناك محاولات تحت غطاء الحرب الخاصة تسعى "لاستهداف المرأة العاملة في مؤسسات الإدارة الذاتية والحركات النسائية التي تسعى بكل طاقاتها وإمكاناتها لإثبات وتفعيل دور المرأة لتكون القوة المعبرة والضامنة لتطبيق جوهر المشروع ألا وهي الديمقراطية".
أكد البيان أن هذا النضال "لم يرق لهؤلاء الذين يهاجمون المرأة بهذه الأساليب اللاأخلاقية"، وأضاف: "لأنهم يعلمون بأن نجاح المرأة يعني إزالة الأقنعة عن وجوههم، وإظهار حقيقتهم"، كما يعلمون أن "انتصار المرأة يعني هز عروشهم وانهيار إمبراطورياتهم".
وعليه، توجه البيان بندائه إلى جميع الشعوب والنساء، قائلاً: "علينا جميعاً إفشال سياسات وأساليب الحرب الخاصة، والحفاظ على هوية المرأة بكل مكوناتها في شمال شرق سوريا التي ناضلت وقاومت لتبني مجتمعاً متماسكاً خالياً من الحروب والأمراض وتسلحت بالأيديولوجية التحررية للمرأة، أمام مواجهة الهجمات الشرسة والمفاهيم الذكورية، وأنظمة الدولة القومية التي تستهدف المرأة ونضالها".
مؤكداً أن التنظيمات والحركات النسائية في شمال شرق سوريا، تسعى جاهدة للحد من ظواهر الحرب الخاصة التي تحاول الانتقام والنيل من حرية النساء وإرادتهن الحقة، كما أكدت على أنها تعمل على تحقيق الجزاء العادل لكل من يحاول "استغلال أو ضرب المكتسبات والإنجازات التي تحققت بفضل دماء وتضحيات شهيدات الحرية والسلام وجميع النساء المناضلات السائرات على دربهن".