باركت منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة الذكرى السنوية الخامسة لثورة الـ19 من تموز وقالت” ثورة 19 تموز هي ثورة المرأة في المقام الأول والتي أخذت دوراً بارزاً وهاماً في كل نواحي النضال وساهمت فيه” وذلك خلال بيان.

وبالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لثورة الـ19 من تموز أصدرت منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة بياناً جاء فيه:

“إننا كشعب روج آفا كردستان نستقبل الذكرى السنوية لثورة 19 تموز  بروح المقاومة، الثورة التي دخلت عامها الخامسإأنما هي ثورة الشعوب، وقد انطلقت في مدينة المقاومة كوبانى، لتنتشر بعد ذلك في كل مدن روج آفا، وفي مسيرة الخمس سنوات الماضية من عمر الثورة، فإن ثورة الشعوب هذه قد حققت الكثير من المكتسبات الهامة، وفي مقدمتها استطاع الشعب أن يبني الإدارة الذاتية، وامتلك إرادته في تحديد مستقبله ومصيره.

استطاعت كل القوميات والمكونات في روج آفا وشمال سوريا  وبشكل ديمقراطي وبثقة عالية  أن تجد مكانها في نظام الإدارة، وباتوا أصحاب القرار، وخلال سنوات الثورة هذه استطاع الشعب أن يكتسب حق الحرية والتعبير والفكر والتنظيم وعلى مستويات عالية، فثورة تموز لم تحرر الشعب من حقبة سلطة البعث فحسب، بل حررتهم من الكثير من القوالب الجامدة التي فرضت عليهم، وهذا تبين في الثورة الاجتماعية التي تحققت، وفي المقام الأول ثورة المرأة التي كانت هي الطليعة في الثورة،  والتي أخذت مكاناً بارزاً ودوراً هاماً في كل مناحي وساحات النضال وساهمت فيه، من الساحة العسكرية وصولاً للساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث كانت المرأة رائدة فيها.

إن أردنا تعريف ثورة 19 تموز على أنها ثورة الشرق الأوسط، فذلك ليس مبالغاً به، بل هو التعريف الأصح لهذه الثورة، ففي سوريا وعلى مدى عقود وسنوات كانت ذهنية التسلط القومي وسلطة الدولة هي السائدة، حيث كانت النزاعات والعصبيات تتجلى في أعلى مستوياتها، وخلال الخمس سنوات الماضية من عمر الثورة  استطاعت ثورة 19 تموز ومن خلال نضال ديمقراطي أن تحطم هذا النهج والمفهوم، حيث نجد الآن في روج آفا وشمال سوريا الكرد والعرب والسريان والآرمن والشيشان يتعايشون معاً  من خلال نهج الأمة الديمقراطية، وفي نفس الوقت  يناضلون معاً ضد التعصب القومي والفاشية الدولتية.

وفي خضم السنوات الخمس استطاعت ثورة 19 تموز بتميزها الديمقراطي أن تلفت نظر الكثيرين من الثوار، وهذا كان دافعا للكثيرين من الثوار الأمميين لينضموا إليها، ويأخذوا دورهم الثوري فيها ويناضلوا في الخطوط والجبهات الأمامية ، حيث راحوا ينظرون إلى ثورة 19 تموز كمثال يحتذى به للأمة الديمقراطية في عموم الشرق الأوسط.

إننا لا نزال في خضم الثورة، ونناضل بكل قوتنا ضد الذهنية الفاشية، والدولتية، وعلى الرغم من الخطوات الجبارة والقيمة التي خطيناها لاسيما ضد مرتزقة داعش، إلا أنه لا تزال هناك دولاً داعمة للإرهاب تحاول النيل من مكتسبات شعبنا وقيمه في شمال سوريا، والدولة التركية هي إحدى تلك الدول بطبيعة الحال، فمنذ فترة وهي تجمع مرتزقتها وتجلب الأسلحة الثقيلة وتحشدها على حدود مقاطعة  عفرين، وهذا التدخل التركي بالطبع يعمق ويطيل من عمر الأزمة السورية، وإننا على ثقة بأن حماة النظام الديمقراطي ومن خلال انتصاراتهم على داعش، سينتصرون على هجمات الدولة التركية وكل القوى الفاشية، لأنه كلما مر الوقت كلما ارتفعت وتسامت روح ثورة تموز، والتي ستكون ضمانة لانتصار الديمقراطية.

إن هجمات الدولة التركية على مقاطعة عفرين، إنما تعمق الأزمة في روج آفا وسوريا، لذلك نناشد كل القوى الدولية، والرأي العام العالمي لتقوم بواجبها الإنساني وتتخذ موقفاً واضحاً من ممارسات الدولة التركية.

عاشت ثورة التاسع عشر من تموز