"ثقافة الشعوب عرضة للهجوم.. ولثقافة المرأة دور في حمايتها"

قيمت إلهام احمد خلال الكونفرانس الثالث لحركة الهلال الذهبي الأجندة العالمية المتعلقة بالمرأة وشمال وشرق سوريا وأكدت على ضرورة مجابهة الحرب الخاصة التي تتعرض لها ثقافة المنطقة، عن طريق ثقافة المرأة .

وعقدت حركة الهلال الذهبي لثقافة المرأة في شمال وشرق سوريا الكونفرانس الثالث في مدينة الطبقة في شمال وشرق سوريا تحت شعار " بثقافة ثورة المرأة والحياة الحرة وبحرب الشعب الثورية سننتصر"، وذلك بمشاركة 250 مندوبة من كافة مدن شمال وشرق سوريا، واستمر الكونفرانس يومي 11-12 تشرين الثاني / نوفمبر، وحضرت الكونفرانس رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام احمد، حيث القت كلمة، سلطت من خلالها الضوء على ابرز الاجندات العالمية خلال المرحلة الأخيرة بشكل عام، وابرز القضايا المتعلقة بالمرأة بشكل خاص " ونوهت أنه خلال الفترة الوجيزة الأخيرة استطاعت الحركات النسائية مؤخراً التأثير على الشرق الأوسط بأسره، ويعتبر هذا تنوير لدرب حرية المرأة، وارتفاع وتيرة هذا النضال يدفع الأنظمة الرأسمالية لاستخدام المزيد من الأساليب للقضاء على هذه الانتفاضات وإطفاء نورها ، وهذا موقف عالمي اتجاه انتصارات المرأة بحسب تعبيرها.

وتابعت" نشاهد ازدياد حالات قتل النساء من قبل الأنظمة المهيمنة والدولة التركية بشكل خاص، وهذا ما اوضحه مسؤولون دوليون، بان هناك حركات نسوية تنظم نفسها وهي التي بدورها تساهم في إنجاح الثورات وإحياء المجتمعات من خلال علمها وتنظيمها وروحها وفكرها، الأمر الذي يثير غضبهم ومخاوفهم، لأنهم وبأسلوب ما يودون كسر إرادة المرأة".

ومضت" في انتفاضة إيران وشرق كردستان التي تمثلت بشخصية الشابة جينا اميني ارتفع مستوى نضال المرأة بشكل كبير، واستطاعت المرأة في هذا النضال ان تجعل المجتمع ينخرط في هذه الانتفاضات".

 وأكدت" النظام الإيراني هو نظام سلطوي ذكوري نظام قاتل للحياة بقتله للمرأة جعل الحياة اسيره، وبانتفاضة المرأة تتحرر هذه الحياة ويتحرر معها المجتمع، وانتفاضة إيران فتحت عيون الجميع عليها وبشعار ( المرأة حياة حرية، JIN JIYAN AZADI) استطاعت تغير الواقع وأن تكشف درب الحياة الحرة" .

وواصلت " الأمر الذي نستمد منه القوة والثقة هو ان القرن الواحد والعشرين هو قرن المرأة وحرية المرأة، وذلك عن طريق التطوير الديمقراطي، والتعمق بالفكر الحر، والتنظيم، لذا نشاهد بأن التنظيم في الحياة امر مهم جداً وضمان للحرية، فالعالم والثورات شاهدة على مشاركة النساء فيها من الناحية السياسية والاجتماعية ولكن غياب تنظيم المرأة الخاص بها، وانضمامها للأحزاب والتنظيمات برأي عام وليس برأي يمثل المرأة، لم تضمن تلك الثورات حريتها وحقوقها، فالعمل على تحرير الشعب والوطن لا يكفي يجب ان تكون حرية المرأة من أولوية الثورات حتى تضمن نجاحها وتضمن حرية وحقوق كافة فئات المجتمع، وذلك من خلال تأسيس تنظيمات نسائية في كافة التنظيمات العامة" وشددت " في هذا الوقت وفي القرن الواحد والعشرين على كافة النساء اين ما كانت ان ينظموا انفسهن ضمن تنظيمات نسائية ويناضلن ويقدن فعندما تكون هناك تنظيمات نسائية فستكون هناك ريادييات للمجتمع والثورة ايضاً لأن الثورات من المحتمل في أي وقت ان تتشتت وتتفكك".

 واستشهدت بمقولة للقائد عبد الله اوجلان" القائد عبد الله اوجلان اعطى أهمية كبيرة لتنظيم المرأة في الإطار الثقافي والعسكري والسياسي والاجتماعي والعلمي وجميع اقسام الحياة، والقائد اعتبر تنظيم المرأة نفسها في كافة الأقسام كتوجيه ومشروع استراتيجية تحريرالمرأة لذا قال على كل امرأة ان تأخذ مكانتها في التنظيمات النسائية لتكون ضمان لحياتها وحريتها وحقوقها".

وأكدت " اذا كان بالفعل هناك مساعي لجعل القرن الواحد والعشرين قرن حرية المرأة عليها ان تكون منظمة وواعية وان نجد هذه الثورة منفس للحرية وفرصة للتحرير فالقائد يقول في التاريخ هناك لحظات للحرية وعندما ندرك هذه اللحظات ونفهمها بمبادرة نستطيع اكتسابها وهذه الفرص لا تتكرر دائماً واذا فاتتك ستحتاج مئة عام لتحصل على مثل هذه الفرص، ونحن حالياً في صدد تلك الفرصة من التاريخ وإذ لم نستطيع تنظيم انفسنا و ولم نصبح ريادييات ودائماً ننظر لأنفسنا اننا من الدرجة الثانية في هذه الثورة، وتقتصر الريادية والقيادة في الكلمات والأقاويل ستفوتنا لحظات الحرية".

ولفتت" وهذا كونفرانس لثقافة المرأة عليها من خلال تنظيم ذاتها ان ترفع من ثقافة المجتمع وتحميه، لأن الأنظمة السلطوية بهدف الاحتلال تستخدم أساليب جديدة، معروف في التاريخ بأن بالأساليب العسكرية يتم الاحتلال ولكن الأنظمة الحالية عن طريق الحرب الثقافية تسعى للاحتلال من خلال الأغاني والموسيقى والأعلام والإعلانات تحارب ثقافة المجتمع وعندما يكون هذا المجتمع غير حامي لثقافته ومنحل ستسيطر الثقافة التي تسعى الأنظمة المهيمنة بثها في المجتمع على المجتمع بكل سهولة وعندما يفقد المجتمع ثقافته لا يبقى وجود حقيقي وهوية لذلك المجتمع، والأنظمة السلطوية في وضعية هجوم دائم على ثقافة المجتمعات ومناطق شمال وشرق سوريا خير مثال على ذلك فهذه المنطقة التي ارادت شعوبها ان تمثل لغاتها وثقافتها بشكل تشاركي وان تصبح مثال يقتدى به، ولكن هذه الشعوب والنظام الذي يرسخ مفهوم التشاركية الثقافية أصبحت عرضة للهجمات في هذه المرحلة حركة الثقافة تلعب دورها في رفض العادات البالية في المجتمع إلى جانب رفض الهجمات الثقافية التي تتعرض لها وتحي ثقافتها"

ونوهت" هنا تلعب المرأة دورها لأنها مرتطبة بالثقافة اكثر من غيرها وهذا ما أكدته السلطات التركية ايضاً حينما قالوا كان علينا ان نعلم الأمهات الكرديات اللغة التركية كي ينسوا لغتهم ولا يعملوها لأطفالهم والأجيال الصاعدة، هنا وصلت هذه السلطات لقناعة بأن المرأة هي من تحمي الثقافة وهي من تحمي المجتمع، لذا عندما لا تلعب المرأة دورها الريادي في حماية ثقافتها ستكون ثقافتها ومجتمعها عرضة للإنحلال".

وأضافت" لا يمكننا ان نفصل الثقافة عن السياسة لأن الحروب التي تُشن تكون ضحيتها ثقافة الشعوب لذا عندما نكون واعيات سياسياً سيكون بمقدورنا حماية مجتمعنا وثقافتنا ولكن عندما نكون جاهلات بها ستتحلل ثقافتنا، واليوم نحن اصبحنا رقم صعب في السياسة العالمية الذين يتخذون قرارات مصيرية عن العالم بأسره لا يستطيعون تجاهلنا ولا عدم اخذنا بعين الاعتبار، عكس كما كان سابقاً لكن اليوم نتيجة النضال الذي قدناه في المنطقة استطعنا ان نثبت وجودنا في العالم وكل ذلك جاء بالتضحيات الآف الشهداء، ولكن الذين يودون كسر إرادتنا وإفراغ هذا النضال من محتواه يقولون ماذا فعلوا خلال كل هذه السنوات وعلينا ان نكون واعيات لهذه الهجمات لأنهم يودون إبعادنا عن النضال والثورة".

وأشارت " النساء الكرديات والإيرانيات في شرق كردستان يقولون بأننا استمدنا القوة من نساء روج افا وعليهن دعمنا ومساندتنا في ثورتنا وهنا ندرك مدى النجاح الذي حققناه في ثورتنا حتى اصبحنا مثالاً يقتدى به".

وفي الختام ركزت الهام احمد على ضرورة مواجهة الحرب الخاصة التي تتعرض لها المنطقة "من ارتفاع حركة الهجرة، والتغير الديمغرافي وجميع أساليب الحرب التي يجب مواجهتها بالثقافة بالأغاني والمسارح والموسيقى" وكشفت " فيما يتعلق بالمناطق المحتلة تحريرها ليس بعيد عن مخططنا ومشاريعنا ولكن ننتظر الوقت المناسب لأن تحرير تلك المناطق متعلق بالتغيرات السياسية وليست العسكرية لو كان الأمر عسكري فحسب كنا حررنا سري كاني وكري سبي وعفرين قبل الأن، وكما نعمل على تطوير الحوار السوري – السوري بين الاطراف السورية وهناك تحضير لمؤتمر على مستوى سوريا فنحن لا نود ان نبقى داخل شمال وشرق سوريا فحسب بل نسعى ان نبني سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية وتكون المرأة العامود الأساسي لمستقبل سوريا الذي نسعى لنبنيه على المساواة بين الرجل والمرأة".