تحافظ على تراثها من الاندثار

تثبت المرأة في كل مرة بأنها دائماً محافظة على تراث شعبها وعراقته.

 تثبت المرأة في كل مرة بأنها دائماً محافظة على تراث شعبها وعراقته.

فقد حولت امرأة من بيتها معرضاً تحتفظ فيه على أدوات وأشياء قديمة تراثية لم تعد تستعمل في أيامنا هذه، حتى أصبح بيتها مقصداً للمهتمين بهذا المجال.

حزنيا عثمان امرأة من قرية معشوق بمنطقة آليا التابعة لتربه سبيه تحمل في قلبها شغف بجمع الأدوات والأشياء القديمة التي كانت تستخدم في الحياة اليومية إلا أن اندثار هذه الأشياء وضياعها واستخدام كل ما هو جديد دفع بحزنيا الى العمل على جمعها والاحتفاظ بها لتكون على حد قولها “مقصداً للأجيال القادمة تعرفهم بميراث أجدادهم”.

عاشت حزنيا ضمن أسرة كردية قروية تعتمد على الزراعة وتربية الحيوان كمورد اقتصادي لها وكحال جميع الأسر التي تعيش في القرى كانت لياليهم الطويلة تقضى في الاستماع الى حكايات القدامى والأساطير التي توارثت جيلاً بعد جيل والذي كانت تسمعها حزنيا على لسان والدها.

كل هذا دفع حزنيا ومنذ صغرها إلى الاهتمام بالاحتفاظ بكل ما هو قديم وأصبح هذا العمل هواية لها إلى أن أصبح لديها العديد من الأدوات والأشياء القديمة وجعلت من بيتها الذي تسكن فيها مع والدتها المسنة معرضاً.

وتحتفظ حزنيا في معرضها البيتي بأكثر من 50 قطعة قديمة تشمل أدوات زراعية ومنزلية وغيرها من الأدوات الأخرى التي كانت تستخدم في تلك الأيام.

وتعتبر الحصادة الزراعية القديمة التي كانت تعتمد على قوة اليد أقدم أداة في معرض حزنيا البيتي وبحسب ما قالته فان عمرها يعود الى أكثر من 200 سنة، كما وتحتفظ بحبتان من القرع “يقطين” كبيرتان.

وتقول عثمان عن حباتي اليقطين اللتين تحتفظ بهما “إنها تعود لوالدي الذي جلبهما وحفر لبتها وأفرغها من جميع المحتويات ما عدا القشرة المحيطة بها وكان يستخدمها ليطوف بها على المياه أثناء مروره بنهر دجلة للوصول الى جنوب كردستان بهدف التجارة.

وبجانب تواجد العديد من الأدوات القديمة، ترى في المعرض البيتي العشرات من المنحوتات التي صنعتها حزنيا بيديها والتي تمثل على حد قولها الثقافة الكردية القديمة.

وما يميّز هذه المنحوتات أن حزنيا صنعت تصوير لعرس كامل على الطريقة القديمة التي كانت تزف العروسة بها على ظهر الخيل بالإضافة إلى منحوتات عدة أخرى.

كما وتتقن حزنيا فن صنع الأشياء بالصوف والزخرفة على القماش.

تحتفظ حزنيا أيضاً بعدد من أطقم اللباس الكردي للمرأة والرجل وتعرضها في معرضها، وما تزال حزنيا تحضر خبز التنور في بعض الاحيان ووضعت في باحة بيتها عدد من “التنور” بأحجام وهيئات مختلفة.

وتحول هذا المعرض البيتي الذي عملت حزنيا عثمان ابنة قرية معشوق على ابتكاره الى مقصد العشرات من المهتمين بهذا المجال، وقد زارها العديد من الكتاب الكرد بهدف التعرف على الثقافة الكردية وتأليف الكتب عن الأدوات القديمة والثقافة الكردية.