عقد تنظيم اتحاد ستار 4 مؤتمرات ضمن ظروف صعبة، وتمكن من أخذ قرارات مهمة خلال مؤتمراته، رفعت من وتيرة المقاومة ضد سياسات النظام البعثي.

المؤتمر الثاني

عقد المؤتمر الثاني لتنظيم اتحاد ستار في عام 2007 بقرية عنز التابعة لمدينة قامشلو في روج آفا، وفي ذلك الحين كان الاضطهاد والظلم الممارس من قبل النظام البعثي بحق روج آفا في تزايد، ونظراً للضرورات الأمنية حضرت 75 امرأة المؤتمر الذي عقد بشكل سري.

وعن التحضيرات لعقد المؤتمر الثاني لاتحاد ستار قالت عضوة منسقية تنظيم اتحاد ستار في روج آفا وعضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني للاتحاد روكن أحمد ” كان ضغط واضطهاد النظام البعثي مازال في أوجه، وكنا فقط 3 نساء من عضوات اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر نعلم بأن المؤتمر سيعقد في روج آفا، لأن التكتم والسرية كانت ضرورية بسبب الوضع الأمني في المنطقة، وقمنا بإخبار صاحب المنزل الذي عقد فيه المؤتمر بأنه لدينا عمل لمدة يومين في القرية، ويجب أن لا يأتي أحد إلى القرية، اي أنه حتى صاحب المنزل لم يكن يعلم بأن المؤتمر سيعقد في منزله”.

في ساعات المساء توجهت اللجنة التحضيرية إلى القرية وباشرت بتزيين المنزل الذي سيعقد فيه المؤتمر، وحتى الصباح وصلت النساء الـ 75 اللواتي تم دعوتهن لحضور المؤتمر إلى القرية بشكل منفرد وعلى دفعات وذلك نظراً للضرورات الأمينة، وحتى هذه النساء لم تكن تعلمن لماذا هم مجتمعون،  إلا بعد وصولهن إلى المنزل الذي عقد فيه المؤتمر.

نحن مصرين على النضال من أجل حرية المرأة 

كان شعار هذا المؤتمر ” نحن مصرّين على النضال من أجل حرية المرأة”.

وخلال المؤتمر تم مناقشة مواضيع عدة كتطوير المجالس التنظيمية في القرى والمدن، تأثير التنظيم على المجتمع، سبل تطبيق وتنفيذ القرارات الصادرة عن المؤتمر الأول للاتحاد وعدة نقاط أخرى.

وخلال النقاشات التي استمرت ليومين تم اتخاذ قرارالنضال لأجل النساء المعتقلات في سجون النظام البعثي كنازليا كجل وهي من مدينة ديرك، آسيا أفندي وهي من أهالي كوباني، وعدة نساء أخريات، بالإضافة إلى تشكيل المجالس التنظيمية في قرى ومدن روج آفا وسوريا، تنفيذ وتطبيق قرارات المؤتمر الأول للاتحاد، زيادة عدد أعضاء مجلس تنظيم اتحاد ستار في روج آفا، كما ان على الاتحاد ان يتواصل مع كافة النساء في سوريا ومن كافة المكونات.

بدء النظام بملاحقة النساء

ولكن بالتزامن مع تنظيم النساء باشر النظام البعثي باستخدام النساء كعملاء لهم، وهذا لم يكن ضمن مؤسساتها فقط بل شملت النساء في المنازل ايضاً وجندتهم كعملاء لها.

وفي هذا السياق قالت الإدارية في كومين “الشهيد مصطفى” بمدينة قامشلو شمسة خان كلو والتي كانت تقوم بالفعاليات التنظيمية في ذلك الوقت ” الدولة بدأت بحياكة المؤامرات، وتم اغتصاب العديد من نساء روج آفا من قبل أعوان النظام، ومن ثم قاموا باستعبادهن، حيث كانوا يلتقطون صور مخلة بالأخلاق لهن وكانوا يهددونهن بنشرها، بالإضافة إلى ذلك تم قتل العديد من النساء، وبهذه الطرق والأساليب جندوا النساء واستخدموهن كعملاء”.

وأشارت شمسة خان التي كانت عضوة تنظيم اتحاد ستار بان تنظيمهم كان يعمل بكل إمكاناته في ذلك الوقت لمتابعة شؤون المرأة وحمايتها من الناحية الأخلاقية، ولهذا كان الاتحاد ينظم دورات تدريبية، محاضرات، واجتماعات بشكل سري لتوعية المجتمع، وقالت ” حتى الآن أقول لنفسي، لو لم يتم تأسيس تنظيم اتحاد ستار في ذلك الوقت لكانت الآلاف من النساء حتى اليوم تباع وتشترى من قبل النظام البعثي واعوانه “.

المؤتمر الثالث

عقد المؤتمر الثالث لتنظيم اتحاد ستار في قرية كفر صغير بمنطقة الباب عام 2009. 

عن تحضيرات المؤتمر قالت شمسة خان التي حضرت المؤتمر ” وقتها كان قد تم تقسيم مدينة قامشلو إلى 8 أحياء، وانا كنت إدارية في حي الهلالية، وخلال تلك الفترة عقد اجتماع لإداريات الأحياء الـ 8 وقيل فيه بانه هناك مؤتمر للاتحاد ويجب ان يتم انتخاب امرأة لتمثل المنطقة في المؤتمر، وانا اقترحت نفسي وتم قبول الاقتراح، وبسبب الاوضاع الامنية لم نكن نستطيع ان نتحرك بشكل جماعي لهذا قسمنا انفسنا إلى مجموعات مؤلفة من عضوتين واتجهنا صوب مدينة حلب، وكان هناك نساء من قامشلو، سريه كانيه، ديرك وباقي المناطق، وتوجهنا من حلب إلى قرية كفر صغير حيث عقدنا مؤتمرنا في منزل أبو دليل.

انقاذ 45 امرأة من الموت

عند تحضير النساء الغرفة التي عقد فيها المؤتمر هدم حائط الغرفة بسبب سوء الاحوال الجوية.

وقالت كلو ” اتذكر انه تم انقاذ النساء من الموت في ذلك الوقت، كنا قد زيينا المكان بشكل كامل ولم يتبقى امامنا عمل سوى ترتيب الكراسي، وفجأة سقطت جدران الغرفة بسبب شدة الرياح، وانتزعت زينة الغرفة، وكان من حسن الحظ انه لم تكن النساء داخل الغرفة عندما سقطت جدرانها، اي اننا واجهنا صعوبات جمة حتى عقدنا مؤتمرنا”.

ولعقد المؤتمر تم تحضير غرفة أخرى، وقامت النساء بتزيين الغرفة بالقماش وبالألون  بنفسجي، أرزق، اخضر، أحمر، أصفر، وصور المناضلات بيريفان جزير، وصور قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وكان عدد المشاركات في المؤتمر 45 امرأة.

واستمرت فعاليات المؤتمر 3 أيام، كافة النقاشات التي دارت خلال المؤتمر كانت تصب في كيفية تطوير وتنظيم الاتحاد، واسفرت النقاشات عن انه أينما وجدت امرأة يجب الوصول إليها وانقاذها.

وفي نهاية المؤتمر تم انتخاب إدارة الاتحاد.

الفعاليات والنشاطات ما بعد المؤتمر

الملفت للنظر في المؤتمر الثالث هو توسع نشاطات وفعاليات الاتحاد ومجالسه في المدن والقرى، وبعد المؤتمر الثالث وبالرغم من سياسات النظام البعثي ظهرت معالم نضال المرأة في روج آفا وتطور هذا النضال.

المؤتمر الرابع  

عقد المؤتمر الرابع لاتحاد ستار بتاريخ الـ 22 و23 من شهر آب عام 2011 بعفرين.

وكان اول مؤتمر يصل عدد المشاركين فيه إلى الـ 100، حينها كانت قد بدأت الأزمة السورية، وكانت الأبواب قد فتحت لاندلاع ثورة ورج آفا.

وكان شعار المؤتمر ” يجب ان لا تبقى المرأة خارج الثورة، ويجب ان تنضم بهويتها إلى  الثورة”.

وكان برنامج المؤتمر هو كيف ستنضم المرأة إلى الثورة، وكيف ستقودها وتكون طليعية فيها، علاقات الاتحاد مع النساء السوريات، الحماية الذاتية للمرأة، تطوير العلاقات الدبلوماسية للاتحاد.

وبعد النقاشات التي استمرت 3 ايام تمخض عن المؤتمر قرارات هامة، وكان أهمها تأسيس مبادرة المرأة السورية، إعلان مجلس الاتحاد، افتتاح مكاتب ومقرات للاتحاد في كافة المناطق، وبناء الهيكلية المؤسساتية.

عامين ساخنين من الثورة

بحسب عضوة منسقية تنظيم اتحاد ستار روكن أحمد فان العامين الفاصلين بين المؤتمرين الرابع والخامس كانا عامين هامين بالنسبة لتنظيم اتحاد ستار، حيث قالت أحمد في هذا السياق ” حقيقة كانا عامين مهمين حيث انه كانت المرة الأولى  يتم فيها تطبيق وتنفيذ قرارات المؤتمر على أرض الواقع بشكل علني”.

تم في ذلك الوقت تشكيل لجان الحماية الخاصة بالمرأة، وتم وضع حجر الاساس لتشكيل اسايش المرأة، تم اعلان تأسيس مبادرة المرأة السورية، افتتحت دور المرأة ومكاتب تنظيم اتحاد ستار، انضمت النساء من المكونات الاخرى في روج آفا إلى التنظيم، استعدادات اتحاد ستار لفتح دورات تدريبية، وفي النهاية توسيع نطاق الفعاليات والنشاطات الدبلوماسية.

المؤتمر الخامس

عقد المؤتمر الخامس لتنظيم اتحاد ستار في ظل الثورة، وفي المناطق المحررة، وتحديدا في مدينة رميلان بمقاطعة الجزيرة عام 2013، بمشاركة 300 امرأة.

كما انه هناك نساء من المكونات الأخرى في روج آفا، وممثلات عن وحدات حماية المرأة وقوات الأسايش حضرن المؤتمر وشاركن في فعالياته،  وكانت قوات أسايش المرأة تحمي الصالة التي عقد فيها المؤتمر، وارتديت النساء الزي الكردي خلال المؤتمر.

في هذا المؤتمر كان المكان واسعاً وبدون خوف، كما تم تغيير لون ولغة شعار المؤتمر ايضاً، حيث كان شعار هذا المؤتمر “المرأة ستكون طليعية في ثورة سوريا وروج آفا”، و “ثورة روج آفا هي ثورة المرأة”، كما ان النساء قيمن اعمالهن وفعالياتهن من خلال تقارير الفعاليات التي قدمنها للمؤتمر، اي ان صوت المرأة كان مخنوقاً ولا يسمح له بالسماع وفي المؤتمر صرخت بأعلى صوتها وكسرت كافة القيود.

وخلال المؤتمر تم مناقشة العديد من المواضيع والملفات كإنعاش وتقوية اقتصاد المرأة.

وأسفرت النقاشات التي استمرت 5 أيام عن قرارات كتشكيل لجان الاقتصاد، الدبلوماسية، التنظيمية، الشباب، التدريب وعدة لجان أخرى، تفعيل نظام الرئاسة المشتركة في روج آفا، تنظيم المجتمع وفق اسس التشاركية المجتمعية، وتشكيل الكومينات الخاصة بالمرأة في كافة المناطق.

كما تم تغيير علم اتحاد ستار خلال المؤتمر، اي ان العلم المتفق عليه هو نجمة على ارضية زرقاء تنبثق عنها ثلاثة اشعاعات بالألوان الاخضر والاحمر والاصفر، كما تم انتخاب 31 عضوة كمنسقية للاتحاد، بالإضافة إلى ناطقة باسم الاتحاد.