سياسيون حول العالم: آن الأوان لرفع "العمال الكردستاني" من قائمة الإرهاب.. ودبلوماسي أمريكي يدعو إلإدارة إلى تعيين مبعوث للمسألة الكردية

دعا عدد من السياسيين إلى ضرورة الاستماع إلى نداء أصدقاء الكرد ورفع حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب في أوروبا والولايات المتحدة في حين أكد دبلوماسي أمريكي إلى ضرورة العمل على مستويين سياسي وقانوني من أجل الوصول إلى هذا الهدف

دعا عدد من السياسيين إلى ضرورة الاستماع إلى نداء أصدقاء الكرد ورفع حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب في أوروبا والولايات المتحدة في حين أكد دبلوماسي أمريكي إلى ضرورة العمل على مستويين سياسي وقانوني من أجل الوصول إلى هذا الهدف داعيا الإدارة الأمريكية إلى تعيين مبعوث أمريكي خاص للقضية الكردية.

دعا المشاركون في برنامج واشنطن أون لاين، الذي تقدمه وكالة نورث بريس، إلى ضرورة مزيد من العمل والسعي لإزالة حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب التي تم وضعه فيه لأهداف سياسية بحته، مؤكدين على أن ما من أسباب حقيقية لبقاء الحزب على هذه القائمة في وقت تصاعدت دعوات ومطالبات أصدقاء الحزب بإزالة اسمه من القائمة في أوروبا والولايات المتحدة.

واستضافت الإعلامية هديل عويس مراسلة الوكالة في واشنطن في برنامجها الذي تقيمه من العاصمة الأمريكية، كل من حسين عمر الكاتب والمحلل السياسي، من بلجيكا، علي الصفدي عضو مجلس العلاقات الخارجية لمجاهدي خلق والتي تم رفعها عن قائمة الإرهاب، إضافة إلى ديفيد فليبس، المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية.

وقال الكاتب والمحلل حسين عمر إن حزب العمال الكردستاني ظهر كحركة تحرر وطني، وكانت تركيا خلال فترة الحرب الباردة مهمة للغرب فلذلك صنفوا الحزب منذ التسعينيات، أي بعد ظهوره بمدة كحزب داخل تركيا، ككيان إرهابي، موضحا أن الدعوات الراهنة لرفع الحزب من على قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا وأمريكا هي دعوات أطلقها أصدقاء الحزب ومن الشعب الكردستاني في المهجر وكذلك من كرد الداخل في سوريا والعراق وإيران وتركيا، وليس من العمال الكردستاني الذي سبق أن أطلق تلك الدعوة سابقا.

أعلى محكمة بلجيكية أقرت أن العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية لكن الأمر بحاجة إلى قرار سياسي

وأوضح أن هذه الدعوة باتت تتسع بصورة أكبر لتضم شخصيات دولية معروفة، من سياسيين وباحثين وكتاب كما أن هناك قرارات من المحاكم الأوروبية مثلا هنا في بلجيكا أصدرت أعلى محكمة أوروبية بأن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية، وانما حركة مسلحة هناك قتال بينها وبين الجيش التركي، وذلك داخل المحكمة العليا البلجيكية، لكن الحكومة لم تقبل هذا القرار وظل القرار داخل أروقة المحاكم، ولم يتخذ قرار سياسي بذلك.

وحول ما إذا كان الحزب أو أنصاره قد قاموا بأي مواقف في أوروبا والولايات المتحدة ساهم في وضعه ضمن هذا التصنيف، أو أنه نابع من منطلق العلاقات مع تركيا، أجاب: "حتى تلك اللحظة العمال الكردستاني لم يؤذ فراشة واحدة في الدول الأوروبية أو أمريكا بل والعالم بشكل عام، حزب العمال الكردستاني له جسم عسكري يقاتل العسكر التركي (الجيش التركي) بهدف فرض القبول بمطالب الشعب الكردي في تركيا بالتحرر، الحرية والديمقراطية، ولم يقم هذا الحزب بأي عمل في أي مكان من العالم يمكن تصنيفه بالإرهاب".

وأضاف "كما تعلمون فإن هذا الحزب ومنذ ٣٠ عاما يقوم بمظاهرات داخل أوروبا، والمسيرات التي يقيمها الحزب داخل بروكسل أو المدن الألمانية كبيرة حتى أنها قد تصل إلى ٢٠٠ ألف شخص يشاركون في هذه المظاهرات، ومن ضمنهم شبان متحمسون كانوا يتسببون في بعض المشاكل بسبب حماسة الشبان، لكن كانت هذه كالتي تقوم بها بعض الجماعات الأوربية في سبيل المناخ أو رفع الرواتب أو غيرها، لذلك فإن قرار وضع العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب تم بالتواطؤ من أجل حماية المصالح الغربية مع التركية وبضغط اللوبي التركي، وهو داخل الإدارات الأوروبية والإدارة الأمريكية حتى له تأثيره كذلك إضافة إلى تواجد تركيا داخل حلف أدى إلى استجابة هذه الدول للضغوط وتم وضع حزب العمال الكردستاني على القائمة رغم أنه لم يقم بأي عمل أدى إلى تأذي شخص واحد، إلا اذا اعتبروا أن مواطني تلك الدول ممن ذهبوا وانضموا للعمال الكردستاني واستشهدوا في صفوفه من أجل تحرير الشعب الكردي، باعتبارهم ضحايا للعمال الكردستاني..!!"

قسد والإدارة الذاتية والاستفادة من تجربة العمال الكردستاني

وقال حسين عمر: "لولا وجود حزب العمال الكردستاني، ولولا وجود الذين قاتلوا ضمن العمال الكردستاني، وهم لهم تجربة كبيرة في حمل السلاح، لما كان باعتقادي هناك "قسد"، وهذه نقطة مهمة وحاسمة بالنسبة لي خاصة إذا ما عدنا إلى الوراء قليلًا إلى معركة كوباني، معارك سري كاني، رأس العين ضد جبهة النصرة كما تتذكرون ٢٠١٢ و٢٠١٣، فلولا عودة المقاتلين ممن هم من كرد سوريا، وحملهم السلاح ضد هذه القوى لكانت منطقة الجزيرة بكاملها وحتى كوباني وجميع المناطق التي تقودها الآن الإدارة الذاتية لما كانت بالشكل الذي نراه الآن، ولكانت ضمن دولة داعش، أو حتى جبهة النصرة، إلى آخره والجماعات الإرهابية كانت ستسيطر على هذه المنطقة".

وأضاف "لحزب العمال الكردستاني تأثير كبير على كرد سوريا، كما هو معروف لسبب لا يخفى على أحد وهو أن قائد هذا الحزب، السيد عبدالله أوجلان كان موجودًا في سوريا قرابة العشرين عامًا، وكان له احتكاك مباشر مع الشعب الكردي في سوريا إن كان من المالكية وحتى دمشق بين الجاليات الكردية في مدن كدمشق، وحمص وحماه وحلب واللاذقية وكذلك بقية المناطق التي يتواجد بها الشعب الكردي".

وتابع: كوادر هذا الحزب توغلوا بين الشعب وكنت من الذين تأثرت بهم في سنة ١٩٨٠، وأول لقاء كان لي مع كوادر هذا الحزب في مدينتي المالكية، وكنت أدرس في الثانوية العامة، والتقيت بهم هناك وكانوا كما خلية النحل يتحركون بين الجماهير يطالبون بالدعم، يتحدثون عن أهدافهم، لذلك التف جماهير الشعب الكردي حول هذا الحزب، وتركوا بقية الأحزاب، ولذلك لهم تأثير كبير حتى تلك المرحلة".

وأردف: "جميع المؤيدين للإدارة الذاتية من الشعب الكردي في سوريا هم من كانوا يدعمون نضالات حزب العمال الكردستاني في تركيا وحتى هذه اللحظة، ولولا المقاتلين من سوريا في حزب العمال الكردستاني وعودتهم إلى سوريا ووقوفهم ضد الإرهاب لما كان شيء اسمه الإدارة الذاتية الآن، لذلك أنا أعتقد أن الإدارة الذاتية هي من استفادت من حزب العمال الكردستاني، ولا يخفى على أحد أن الحزب نفسه قد ضحى بالآلاف من كوادره في سبيل استمرارية الإدارة الذاتية، عند تحرير كوباني كان هناك أكثر من ٨٠٠ مقاتل أو مؤيد لحزب العمال الكردستاني دخلوا في مدة قصيرة إلى مدينة كوباني من الحدود وقاتلوا واستشهدوا في سبيل حرية المدينة، أيضا أكثر من ٤٠٠ مقاتل استشهدوا في عفرين، لذلك فإن قسد هي التي استفادت من العمال الكردستاني وليس العمال الكردستاني من استفاد من قسد".

وحول ما إذا كان لدى العمال الكردستاني فرصة تاريخية للاستفادة من تدويل قضيته بالاستفادة من الدولي الدولي بالإدارة الذاتية قال: "هناك تأثير بالتأكيد، لكن ليس بالدرجة فحزب العمال لازال على قوائم الإرهاب، وما زال يتم مقاتلته والوقوف ضده، الولايات المتحدة قبل عامين أعلنت عن جائزة على رأس قادة العمال الكردستاني الثلاث، لمن يدلي على معلومات عنهم.. أقدر مواقف القيادات السياسية في الإدارة الذاتية مع الغرب لكن كان من الأولى طرح قضية حزب العمال الكردستاني على كل من يلتقون بهم لأن هذا الحزب لم يضر في يوم من الأيام أي جهة بل بالعكس فإن هذا الحزب يقاتل ضد الإرهاب سواء في تركيا أو حتى عندما كان كوادره يقاتلون داعش إلى جانب قسد وحتى في العراق أيضا قاتلوا مع القوات الأمريكية في مخمور وشنكال (سنجار) وكثير من المناطق الأخرى ولكن مع الأسف القوى الغربية لا زالت تنظر من منطلق مصالحها ولا تعبأ بقضايا الشعوب ومن ذلك قضية الشعب الكردي في تركيا".

واستطرد: لولا العمال الكردستاني لكان أكثر من ١٥٠ ألف شخص سيموتون في جبال سنجار وكانوا سيموتوا من الجوع والعطش والبرد وكان سيهاجمهم داعش ويقتلوهم، لكن لولا العمال ووصوله لتلك المنطقة وحمايته تلك المجموعات حتى وصول القوات الأمريكية وغيرها ومساعدتهم في ذلك.

ديفيد فليبس: الإدارة الأمريكية ليست في مرحلة اتخاذ قرار بشأن العمال الكردستاني

وبدوره قال ديفيد فليبس، المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية تعليقا على دعوات رفع العمال الكردستاني من على قوائم الإرهاب قال إن هذا يتعلق بالأحداث التي تحدث في تركيا وأيضا على قرارات يتخذها حزب العمال الكردستاني، حاليًا الـ BKK على قائمة الإرهاب اقترحت وكتبت حول إعادة النظر في هذا الموضوع، وطبعا الإدارة الأمريكية ليست في مرحلة اتخاذ ذلك القرار لذا فإن هناك حاجة إلى إقامة بعض الأنشطة من أجل تغيير هذه المعادلة".

وحول التحركات التي قد تقود إلى مثل هذا القرار قال: "عندما يتم تصنيف مجموعة إرهابية يصبح من الصعب إزالتها من قائمة الإرهاب، هناك عملية قانونية يجب القيام بها من أجل التماس الحكومة الأمريكية، لكن وفقا لمعلوماتي فإن العمال الكردستاني لم يقم بأي خطوات قانونية أو حتى سياسية في ذلك الموضوع ومن أجل إزالة التصنيف فإن على حزب العمال الكردستاني أن يقوم ببعض الخطوات".

وحول الاتهامات التركية بوجود صلات بينها وبين حزب العمال الكردستاني والتي كانت سببا في واحدة من أكبر الأزمات بين الولايات المتحدة وتركيا، وإذا ما كان رفع الحزب من التصنيف أو فتح الباب للمفاوضات السلمية السياسية قد يفتح الباب بين الحزب وتركيا بما يفيد الأمن القومي الأمريكي والصالح الأمريكي قال: "علينا أن نُميّز بين حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، وقسد لا تعتبر منظمة أجنبية إرهابية بل هي شريك استراتيجي لأمريكا لمحاربة داعش وضحت بالكثير في محاربة داعش مع أمريكا وهذا ما هزم داعش في سوريا. لدينا ١١ ألف مقاتل ضحوا بحياتهم و٢٣ ألفا من الجرحى والمصابين، ولذلك على الولايات المتحدة ألا تنظر إلى قسد كشريك استراتيجي فحسب بل كحليف، عليهم القيام بذلك مع شريك على الأرض وقسد هي الشريك الأفضل كما ان قسد وأميركا متحالفان ايدلوجيا، وعلى أمريكا الا تنظر الى تحالفها مع قسد على انه تحالف نفعي ووقتي بل تحالف استراتيجي".

وأكد أن الولايات المتحدة ترى فعلا قسد كشريك وهي تعمل بشكل مستمر حول مواضيع الأمن وطبعا تركيا تعارض ذلك وهذا يشكل تحدي لإدارة بايدن خاصة في تعاملهم مع تركيا فقد ازدادت العلاقة سوءا في الفترة الأخيرة مع تركيا بينما توطدت بشكل اكبر مع قسد وقواتها على الأرض.

وقال إن الولايات المتحدة يتوجب عليها ان تتخذ قرارا حول أولوياتها، فالمنافع التي تكسبها بعلاقتها مع قسد أكبر بكثير من التي تجنيها هي وبقية دول الناتو من العلاقة مع تركيا.

وحول تجربة مجاهدي خلق في التخلص من وضعها على قائمة الإرهاب وإن كان هناك تشابه بينها وبين العمال الكردستاني بما يمكن الاستفادة منه في المسار السياسي والقانوني قال: مجاهدي خلق بدأت حملة قانونية وسياسية كبيرة من أدل إزالتها من لائحة الإرهاب، وقامت بتوظيف كثير من الأصدقاء ومواطنين أمريكيين مهمين للدفاع عنها كما صرفت مبالغ كبيرة على حملات الضغط للدفاع عنها، نعم يمكن لأي جماعة البدء في حملة من أجل الازالة من لائحة الإرهاب لكن ذلك يرتبط بكثير من الالتزامات مثل تخصيص الأموال للحملات وجلب الحلفاء وتوظيفهم في أمريكا وعليهم ان يقوموا بالخطوات القانونية التي ستدفع وزير الخارجية الأمريكي إلى  إزالتهم من ذلك التصنيف، ولا اعتقد أن العمال الكردستاني قام بأي من هذه الخطوات.

وقال: على العمال الكردستاني في حال كان جاد في مساعيه على تحسين العلاقات مع أمريكا فعليه أن يؤسس مجموعة اختصاصية داخل الحزب من اجل تحسين العلاقات مع أمريكا، وبشكل محدد من أجل إزالة نفسها من لائحة الإرهاب، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

وحول ما اذا كانت تركيا قد تلجأ إلى عملية سلام مع العمال الكردستاني، قال إن الحزب أبدى قابلية في تقديم التنازلات بل إنهم أعلنوا وقف إطلاق النار من طرف واحد في ١٩٩٩ وفي ٢٠١٣، لذا فإنه من ناحية حزب العمال نجد قابلية للحوار، لكن على الجانب الآخر فإننا لم نر أي مؤشرات من أردوغان في السنوات الأخيرة تفيد بنيته لبدء أي مفاوضات في القريب لحل المسألة الكردية، كانت هناك بعض المواقف في الماضي لكن لم تصل إلى مكان، وطالما أن أردوغان متحالف مع حزب الحركة القومية سيكون من الصعب عليه أن يقوم بأي مبادرة سلام، والحكومة التركية ترى أن الحل للموضوع الكردي هو حل عسكري لكن ما رأيناه على مدار السنين يؤكد أنه رأي خاطيء الحوار وحده ما سيحل المشكلة من جذورها وينقل العمال الكردستاني إلى حزب سياسي وهذا سيعيد التناغم الاجتماعي في تركيا بما يعيد تركيا نفسها إلى طريق السلام والتنمية.

وأكد على أن "روج آفا أظهرت نفسها كنموذج للحل اللامركزي الديمقراطي ونموذج لحقوق المرأة والمشاركة الشعبية، وهذا نموذج ملهم وهو متأثر بنظرة أوجلان للأمة الديمقراطية فهناك الكثير من الحديث عن تجربة روج آفا ليس فقط للسلام في سوريا لكن أيضا للانتقال السياسي في تركيا أيضا، لكن وحسب معرفتي فلا يوجد أي حوار سياسي ولا أي نية من الحكومة التركية للدخول في أي حوار سياسي، ولا بد أن يدرك حزب العدالة والتنمية أن نجاحه مرتهن بالتواصل مع كل فئات المجتمع في تركيا وبشكل خاص الكرد. هذا ما يحتاج لسياسة جديدة عن طريق الحوار وأيضا التخلي عن الحل العسكري لأنه لن يغير شيء بل ومدمر للاقتصاد التركي ويدمر مصداقية تركيا في أوروبا بل وفي العالم".

دعوة إلى تعيين مبعوث أمريكي للشأن الكردي

ولفت الى ان اردوغان يكرر دائما بان الإدارة الذاتية ستبقى دائما هدفا لتركيا، لكن ما شاهدناه من أردوغان في الترة الأخيرة تفيد انه شخص براجماتي لذا لن أكون متفاجئا إذا ما عاد أردوغان للسلام، صحيح ان مصالح تركيا متنافسة مع مصالح قسد، خاصة في مكافحة الإرهاب لكن أردوغان لم يظهر حتى الآن شيء من هذا ولم يظهر أي التزام باي حوار مع الكرد في تركيا او التواصل مع الكرد في سوريا وأعتقد انه بإمكان الولايات المتحدة لعب دور مفصلي هنا كجزء من التحرك الدبلوماسي، على إدارة بايدن وعبر تعيين مبعوث خاص للشأن الكردي أن تهتم على التشجيع للوصول إلى حوار يوصل إلى عملية سلام  كردي تركي.

وأكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركية في أسوأ حالتها بعد شراء تركيا منظومة أي ٤٠٠ من روسيا، بما يثبت أنها ليست شريك أمني موثوق، كما أنها تستمر في سياسة قمع الكرد في أراضيها ما يعني أنها أيضا تستخف بالديمقراطية فيها، لافتا الى أن تركيا التي تتشدق بالديمقراطية ليست ديمقراطية وأن الديمقراطيون فيها يقبعون في السجون، معتبرا أن أقل ما على تركيا فعله الآن كبادرة حسن نية هو الافراج عن صلاح الدين دميرتاش، وأنه على الدول الأوروبية أيضا أن تضغط من أجل البدء في حوار تركي كردي، كانت هناك مبادرة حول ذلك في الماضي والآن لابد أن تكون أقوى وأكبر وإن لم يحدث هذا فورا فإن تركيا تذهب في نفس الطريق حيث حولها اردوغان إلى سجن كبير وباتت دولة غير مرحب بها في الاتحاد الأوروبي كما أن العلاقات التركية الأمريكية في أسوأ حالاتها وإذا أردنا فعلا كل ذلك فعلى تركيا العمل بشكل جاد للتصالح مع الشعب والوجود الكردي.

مجاهدي خلق والتخلص من قائمة الإرهاب

وبدوره قال علي الصفدي عضو مجلس العلاقات الخارجية لمجاهدي خلق إن تصنيف الولايات المتحدة مجاهدي خلق كمنظمة إرهابية لم يستند على القوانين، فمجاهدي خلق لم يقم سوى بمواجهة الاستبداد، والتصنيف قامت به الولايات المتحدة كرسالة حاولت الولايات المتحدة إيصالها لإيران بعد وصول خاتمي للحكم، ونحن قمنا بحملة واسعة سياسية داخل الكونجرس ومع أعضاء مجلس الشيوخ والذين صوتوا ضد بقاء مجاهدي خلق على قائمة الإرهاب. كما أننا قدمنا شكوى للمحكمة في ٢٠١٠ بمقاطعة كولومبيا وصدر حكم لصالحنا في ثاني أكبر محكمة أمريكية.

ولفت إلى ان العمل السياسي وكذلك القانوني كلاهما ساهما في إزالة مجاهدي خلق من لائحة الإرهاب، لافتا إلى ان الولايات المتحدة في تصنيفاتها تلك تتحرك بدوافع سياسية وأن هذا ما حدث معهم خلال حوارهم مع نظام الملالي وخلال السعي لتطبيع العلاقات بين أمريكا ونظام الملالي الذي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه.