"ستنمو من بذرة الحريّة التي غرستها ريحان آلاف الريحانات"
أكد مؤتمر ستار، أن الشهيدة ليمان شويش (ريحان)، أصبحت رمزاً لكفاح وحرية وإرادة المرأة الحرّة، وقال: "ستنمو من بذرة الحريّة التي غرستها ريحان في حديقة الحريّة، آلاف الريحانات".
أكد مؤتمر ستار، أن الشهيدة ليمان شويش (ريحان)، أصبحت رمزاً لكفاح وحرية وإرادة المرأة الحرّة، وقال: "ستنمو من بذرة الحريّة التي غرستها ريحان في حديقة الحريّة، آلاف الريحانات".
أصدر مجلس مؤتمر ستار، اليوم بياناً كتابياً حيال استهداف دولة الاحتلال التركي للرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو، يسرى درويش، ونائبة الرئاسة المشتركة ليمان شويش، وعضو المجلس فرات توما، على طريق تربه سبيه – قامشلو، أمس.
وجاء في نص البيان الكتابي الذي وصلتنا نسخة عنه:
"في هذا الشهر من كلّ عام، تزداد هجمات دولة الاحتلال التركي على أجزاء كردستان الأربعة وفي أوروبا ولا سيما بعد هزيمة داعش، وأسفرت هذه الهجمات الوحشيّة للأسف عن استشهاد المناضل فرهاد ديرك في الـ 17 من حزيران عام 2022، والسياسيّة دنيز بويراز على يد المخابرات التركيّة في الـ 17 من حزيران عام 2020، واستشهاد المناضلتين ليمان شويش ويسرى درويش في الـ 20 من حزيران الجاري، وذلك في هجمات دولة الاحتلال التركي كباقي رفاقهما.
وفي الـ 23 من حزيران 2020 وقعت مجزرة حلنج التي أسفرت عن استشهاد 3 مناضلات. وفي الـ 25 من حزيران عام 2015، عندما تدفق سيل من الدماء في كوباني في تلك الليلة المظلمة، ذُبح عشرات الأطفال والنساء وكبار السن وتعرّض شعب كوباني المقاوم لمذبحة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانيّة، وفي الواقع كان يُنتقم من الكوبانيين لداعش، فأردوغان كان يدعم داعش أمام أنظار العالم بأسره ويقول: "سقطت كوباني وها هي تسقط" لكنّ كوباني لم تسقط وهُزمت سياسة أردوغان في شخص عدو البشريّة داعش.
في هذا الشهر أيضاً، نفّذت الرفيقتان سما يوجا وزينب كناجي (زيلان) فعاليتين مؤثرتين ضدّ الاحتلال التركي وجعلتا من نفسيهما حلقةً من نار حول قائد الإنسانيّة الحرّة، القائد آبو وأحبطتا مخططات العدو. ويستمر إرث المقاومة التي تركتها هاتان الرفيقتان حتّى اليوم وتحوّلت رفيقاتنا المقاوِمات هؤلاء لنهجٍ للحياة بالنسبة لنا وأصبحتا أساساً لأيديولوجيّة تحرير المرأة.
كرّست الرفيقة ريحان عامودا نفسها وأبدت إخلاصها لفلسفة الحياة هذه وكانت متحليّةً بروح المقاومة، لذا لم تتحمّل الظلم الذي تعرّض له شعبها، والقمع الذي كانت تتعرّض لها المرأة والطفل وناضلت في المقدّمة دائماً ضدّ الاحتلال والظلم. بدأت الرفيقة ريحان ابنة عامودا الشجاعة، النضال في سبيل الوطن الحر، الحياة الهادفة ومجتمع تتمتّع فيه المرأة بحريتها، وهي لا تزال شابة في مقتبل العمر. وقادت الرفيقة ريحان فتيات عامودا في روج آفا، وخاضت أعمالها في مسيرة الحريّة وثورة المرأة بلا هوادة، وعملت بشجاعة وفي مستوىً ريادي في العديد من المناطق والدول في سبيل نشر فلسفة الأمة الديمقراطيّة وأخوّة الشعوب، إذ انخرطت في العديد من الأعمال في روسيا وباشور (جنوب) وباكور (شمال) كردستان، وشمال وشرق سوريا.
وخاضت الأعمال الثوريّة في منبج برياديّة كامرأة تتمتّع بإرادة حرّة وأصبحت رمزاً لحرية المرأة لدى النساء العربيات والكرديّات على السواء حيث كنّ يعتبرنها قدوةً لهن. وبذلت جهوداً كبيرة لا يمكن وصفها في سبيل إنقاذ وتحرير النساء العربيّات من داعش الوحشي. لقد قضت الرفيقة ريحان التي منحت قلبها للنضال وحرية شعبها والمرأة، كلّ حياتها في النضال وأصبحت رمزاً لكفاح وحرية وإرادة المرأة الحرّة.
تولّت الرفيقة ريحان مؤخراً مهام نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو وشاركت برياديّة في أعمال الإدارة، وبذلت جهوداً كبيرة لدعم المرأة، وأن تكون ذات إرادة وتتطوّر في المجتمع. وإلى جانب عمل الرفيقة ريحان التنظيمي والاجتماعي والنسائي، انخرطت أيضاً في العمل الفكري والأكاديمي وأصبحت أساساً للنضال ومصدر إيمان ومعنويات عالية. لكن للأسف تعرّضت هذه المرأة الشجاعة، لهجومٍ وحشيّ من قبل الدولة التركيّة الفاشيّة والمحتلة، صبيحة الـ 20 من حزيران الجاري، وبينما هي على رأس عملها مع رفيقتها يسرى درويش وارتقت إلى مرتبة الشهادة.
وكانت الرفيقة ريحان عامودا تسعى دائماً إلى خدمة شعبها على أكمل وجه.
ترعرعت رفيقتنا ريحان ونشأت في كنف أسرةٍ وطنيّة لها تاريخ طويل من الكفاح وقدّمت شهداء عظماء، لذا كانت تتمتّع بشخصيّة ثوريّة قويّة بطبيعتها. وحقّقت انتصاراتٍ عظيمة خلال مسيرة نضالها التي تفوق الـ 30 عاماً، إذ كانت مؤثّرة ولها حضورها ورأيها أينما حلّت. وكانت كما يوحي اسمها، ريحانةً عطرة تفوح دائماً بالحريّة في حديقة الحريّة. وكانت تنشر المحبة وتمنح القوّة والمعنويات العالية أينما حلّت. كانت تجمّل الحياة، كما كانت قدوةً يُحتذى بها في كلّ أعمالها.
لذلك فإنّ استهدافها ورفيقتها يسرى درويش ليس أمراً طبيعياً أو من قبيل المصادفة فقد اُختيرتا شخصيّاً، فأردوغان الفاشي يخشى تطوّر المرأة من جهة ولا يقبل بالمرأة القويّة من جهة أخرى، فقد اجتمعت في ذهنه الفاشيّة والهيمنة الذكوريّة الرجعيّة المتراكمة منذ 5000 عام، لذا فهو يهاجم كرجلٍ رجعيٍ حالي وكذئبٍ هائج، كل مكان بتهور. لكن ليعلم جيداً إنّه سيغرق في حقده وغضبه وفاشيته هذه، وسيظلّ محكوماً في ضمائر شعوب المنطقة دائماً.
والجدير بالذكر، أنّ هذه المجزرة قد تزامنت مع اجتماع آستانا وزيارة مسرور البرزاني لتركيا، ونحن نعتبرها اتفاقاً بين الأتراك والروس والحزب الديمقراطي الكردستاني، وأنّهم شركاء في هذه المجزرة. للأسف لا يقف هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم كرداً ويمثّلون الشعب الكردي إلى جانب شعبهم في أصعب ظروفهم وأشدّها، بل يقفون مع أعدائهم. ففي الوقت الذي كان أردوغان يقتل النساء الكرديّات الرياديات بأحدث تقنياته، كان مسرور الذي يدّعي تمثيل الكرد للأسف، يظهر على وسائل الإعلام إلى جانب أردوغان وعلى وجهه ابتسامة عريضة، لذا إنّنا كنساء كرديّات نعتبره حليفه وندينه بشدّة.
لكن ليعلم المحتلّون وأعداؤهم، أنّ رفيقتنا ريحان أشبه ببذرة ريحان انغرست في ترابنا المقدّس وأنّ هذه الأراضي التي أصبحت موطناً للإنسانيّة منذ عشرات الآلاف من السنوات ستحميها، وستزدهر من بذرة الحريّة التي غرستها ريحان في حديقة الحريّة، آلاف الريحانات، ولن يسمحن للمحتلين وحلفائهم بتنفيذ مخططاتهم القذرة في وطننا.
إنّنا في مؤتمر ستار نقدّم تعازينا لذوي الشهيدة ريحان ورفيقاتها وننحني أمام ذكراهن ونؤكّد على السير على خطى رفيقاتنا حتّى النهاية وحمل راية المقاومة التي حملنها".