​​​​​​​"مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء" تدين مقتل جينا وتطالب بتحقيق مستقل

ادانت مبادرة "مناهضة الاحتلال وإبادة النساء" مقتل جينا أميني "مهسا" في يد قوات النظام الإيراني، وطالبت المحكمة الدولية بإرسال لجنة للتحقيق في مقتلها.

أصدرت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام، بياناً إلى الرأي العام، بشأن مقتل الفتاة جينا أميني (مهسا) البالغة من العمر (22 عاماً)، بعد تعرضها للتعذيب أثناء الاعتقال من قبل "شرطة الأخلاق" المكلفة بفرض قواعد اللباس الصارمة على النساء، بما في ذلك اشتراط تغطية شعورهن بحجاب.

قالت المبادرة في مستهل بيانها "إن الأنظمة السلطوية المركزية القائمة على الذهنية الذكورية والعصبية الدينية والقومية، والتي أدت بالبشرية إلى الهلاك والخراب، قد خلقت أزمات جدية في جميع المجالات الحياتية، كونها تستند إلى إنكار وإقصاء الآخر ومحو هويته على وجه الخصوص".

وأضافت: "فالذهنية الذكورية سعت إلى إقصاء وجود المرأة وكينونتها وإرادتها، وعملت على استغلال الدين للحفاظ على ذاتها الاستبدادية، وتحت هذا المسمى استخدمت كافة الأساليب لقمع المرأة وكسر تطلعاتها إلى الحرية.

كما أنها في إطار الدين أباحت كل شيء للرجل وحرمت المرأة من كل شيء، فغدت المرأة شكلاً من دون جوهر أو إرادة، وغطتها بالحجاب والبرقع وكأنها ملكية خاصة للرجل فقط دون أن تكون لنفسها، وبذلك ابتعدت عن جوهر الدين الحقيقي الذي يرتكز على الأخلاقيات في تربية الذات".

ولفتت المبادرة في بيانها إلى أن "هذه الذهنية الرجعية والمتعصبة الموجودة في كل مكان، إنما تغذيها الأنظمة الإقليمية الاستبدادية والقوى الرأسمالية والإمبريالية، وتعتمد عليها في خلق الأزمات المتتالية، لتجزئ كينونة المجتمعات ويسهل بذلك الاستفادة من هذه التناقضات في خدمتها وتسيير مصالحها".

منوهة إلى وضع المرأة في أفغانستان في ظل سيطرة حركة طالبان، بالقول: "إننا نشاهد يومياً ما يحدث في أفغانستان، وما يرتكب بحق النساء على يد حركة طالبان من انتهاكات لحقوق الإنسان، فتكون المرأة هي الضحية الكبرى، وما كان من استهداف المناضلات الفلسطينيات والمقاومات الصحراويات، وكذلك جرائم داعش بحق النساء الإيزيديات والآشوريات وحتى العربيات حين أباح قتلهن وبيعهن في أسواق النخاسة، وما تقوم به تركيا من خلال استهداف قياديات ورياديات من الثوريات الكرديات بطائرات مسيّرة، وما ترتكبه الجماعات المدعومة من قبلها من قتل واغتصاب وخطف وعنف يومي على النساء في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا".

وأشارت إلى أن "هذه الذهنية ليست بعيدة عما قامت به دورية الشرطة الإرشادية الإيرانية بحق الفتاة الكردية المدعوة مهسا أميني ذات (٢٢ عاماً) والتي أبرحوها ضرباً حتى دخلت في غيبوبة، وأصيبت بارتجاج في الدماغ بحجة عدم الالتزام بالحشمة، مما أدى بها إلى مفارقتها للحياة بسبب شدة الضربات التي تعرضت لها بتاريخ 16 أيلول الجاري".

هذا وأدانت واستنكرت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام، "هذه الحادثة وهذه الأنظمة التي تجد لنفسها الحق في محاسبة أي إنسان لمعتقداته"، كما طالبت المحكمة الدولية بإرسال لجنة للتحقيق في مقتلها ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، قائلة "كوننا نشهد يومياً حوادث جمة لقتل النساء والتي تأخذ أعدادهن بازدياد في الأعوام الأخيرة والتي غلبت على أسبابها الأنظمة السائدة والعنف القانوني وعدم محاسبة مرتكبي الجرائم والإفلات من العقاب".

وتحدثت المبادرة عن خشية هذه الأنظمة من الوعي الجمعي للنضال المشترك للمرأة لنصرة قضيتها على مستوى العالم، لذا تزيد بذلك من حدة عدوانها وأساليب قمعها لردع أي محاولة للمناهضة أو المقاومة أو الثورة النسائية الهادفة إلى إحداث أي تغيير، كونهم يخشون من المرأة التي لا ترضخ ولا تخضع للاستعباد وتسعى إلى نيل حريتها.

ودعت "نحن النساء على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل والعالم أجمع، توحيد جهودنا لنصرة المرأة أينما كانت، ورفع مستوى نضالنا وإنشاء آليات دفاعية ذاتية للوقوف في وجه كافة أشكال الاستبداد والاحتلال والإبادة".