قره يلان: أراد اردوغان تحويل عملية كارى الى استعراض سياسي، ولكنه مُنِيَّ بفشل ذريع

قال عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان بخصوص هجمات دولة الاحتلال التركي على كارى بأن " اردوغان قامر في كارى وخسر، والحقيقة أنه أراد أن يحول عملية كارى الى استعراض سياسي، ولكنه مُنِيَّ بفشل ذريع".

خلال لقاء له على قناة (Stêrk TV) الفضائية، تحدث عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان مطولاً بشأن هجمات جيش الاحتلال التركي على كارى والمقاومة الأسطورية التي أبدتها قوات الكريلا.

أفاد قره يلان بأن مقاومة كارى شغلت مكانة هامة في تاريخ نضال حرية كردستان، وقال:" بجهود وشجاعة وتضحية الشهداء، سطُرَت هذه الملحمة"، كما ذكر قره يلان بأن الهجمات الاحتلالية ضد كارى لم تكن كسابقاتها، بل تم التخطيط لها والموافقة عليها في أعلى المستويات، وقال:" رئيس الجمهورية والوزراء وئاسة أركان الجيش، جميعهم كانوا حاضرين على تخطيط هذه العملية، كما أنهم اجروا الاستعدادات لها لأشهر، وبعد ذلك قاموا بتنفيذها".  

 

إرادوا إطالة أمد بقائهم في السلطة

كما ذكّر قره يلان اشتداد المعارك بين قوات الكريلا وجيش الاحتلال التركي في الأشهر الستة الأخيرة، وبالرغم من استخدام الاحتلال التركي لشتى انواع أسلحتها وادواتها الحربية المتطورة، إلا أنها لم تنجح ولم تصل الى مسعاها وأهدافها، وأضاف قره يلان:" لهذا يوجد خلل في النظام، تحالف نظام حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مع الأرغنكون معرض للفناء، لذلك أرادوا توجيه ضربة عسكرية لنا في ظروف الشتاء القاسية وبالتالي إطالة أمد بقائهم في السلطة".

 

لو كانوا قد نجحوا، كانوا سيقومون بانتخابات مبكرة

"لو كانوا قد نجحوا، كانوا سيجرون انتخابات مبكرة، وكان ذلك هدفهم، خلال سنة ونصف قاموا بعشرات الهجمات ضد قواتنا في شمال كردستان من سرحد وحتى ماردين وديرسم، وكلها لم تأتي بنتائج، لم نتلقى ضربات في أي مكان، في ماردين فقط استشهد ثلاثة من رفاقنا، وهجوم كارى كان الأكبر من نوعه الذي خُطّط له على اعلى مستوى بهدف احتلال كارى، والتمركز في المكان الاستراتيجي منها، وبالتالي تصبح قوة مهيمنة ضدنا وضد القوى المحيطة.

 كان لديهم معلومات بأنه يوجد في هذه المنطقة أسرى، وكنا نعلم بأنهم يعلمون بذلك، كانوا يريدون الاستيلاء عليهم سواء احياء أو موتى، والاستعراض بهم، كانوا بحاجة الى ذلك لإطالة عمر سلطتهم.

خططوا لذلك على اعلى مستوى، بالرغم من أنهم كانوا يعلمون بأن هذا هو الجنون بحد ذاته وهي مغامرة، اردوغان لعب بالقمار وخسر، جاء ليحتل، ولكنه فشل، بدلاً من أن يحرر الاسرى، قتلهم، لقد خسر الكثير. 

بقيادة رفيقنا شورش وروجهات وسيف الدين كانت هناك مقاومة عظيمة، ولأنهم فهموا ذلك، قصفوا بالمواد السامة، وبهذا الشكل استطاعوا تحرير أنفسهم من الحصار والدخول الى المخيم في اليوم الرابع، إذا كان الدنيا ربيعياً أو غائماً، لم يكن لأحد منهم أن يبقى على قيد الحياة، بهذا الشكل رأينا نتائج حرب الكريلا العصرية، وقد تأكدت تجربة حفتانين في كارى".

 

هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها أردوغان بالفشل

وقال قره يلان بأن اردوغان للمرة الأولى التي يعترف فيها بفشله وعدم نجاح العملية، وتابع:" مقاتلينا الابطال في كارى اجبروا اردوغان على الإفصاح بفشله، مهما تحدثنا عن مقاومة كارى فلن نعطيها حقها، هذه المقاومة هي نتيجة بسالة وشجاعة وتضحية رفاقنا، بدون شك هناك نتائج مهمة لهذه المقاومة، لقد رأينا كيف أن أسلوب النضال والحرب الحديثة لكريلا الحداثة الديمقراطية تأتي بنتائج، هذا الأسلوب تم تجربته في حفتانين، وتم تأكيده في كارى.

وحسب المعلومات التي ادلى بها الرفاق، فإن قرابة 20 طائرة استطلاع من نوع درون و41 طائرة حربية كانوا يحلقون فوق كارى، والطائرات التي تسمى بـ أتاك كانت تستخدم احياناً، ولكنهم لم يستطيعوا أن يلحقوا بنا الخسائر، أعلنوا بأنهم قصفوا العشرات من النقاط ولكن أحد رفاقنا فقط استشهد، وهو الرفيق كلهات، أما باقي الرفاق فقد استشهدوا خلال المعارك.

مادامت تتحرك الكريلا وفق أساليب الحرب الحديثة التي نستخدمها ووفق نهج حرب المجموعات، فلن يتمكن العدو من تحقيق النتائج برغم تقنيته وتصويره واستخباراته، وهذا بالنسبة لنا شيء مهم وضروري، كارى اثبتت مرة أخرى بأننا سننتصر وفق أسلوب حرب المجموعات والانفاق، لقد تعلم العدو الكثير من مقاومة كارى، قال دولت بخجلي، يجب علينا القول، بعد كارى وقبل كارى، يعني أن كارى مرحلة مهمة، هم يقولون هذا من جهتهم، وبالنسبة لنا ايضاً الوضع نفس الشيء.

يجب أن نقول قبل كارى وبعد كارى، لأننا دخلنا مرحلة جديدة مع هذه المقاومة التاريخية، لقد توضح طريق النصر، ولهذا ومن الآن نستطيع القول بأن العام 2021 ليست كسابقاتها، فقد بدأت بمقاومة عظيمة وبسالة اسطورية، ونحن على ثقة بأن العام كله سيكون بهذا الأسلوب وهذه الروح النضالية، في كارى حصلنا على نتيجتين: الأولى: هي الروح الفدائية الآبوجية والوقفة البطولية، والثانية: هو اسلوب نضال الكريلا العصري، هاتان النتيجتان اسفرتا عن نتائج وخلقتا المقاومة الأسطورية.

 

يمكن للمنظمات المستقلة المجيء الى كارى والتحقيق بالحادثة

وصرح قره يلان بأن هذه العملية مائة في المائة لم تكن لأجل تحرير الاسرى، وقال:" لقد أراد العدو ان يتمركز في كارى، ولكن رأى بأنهم محاصرون، لذلك انسحبوا، فالمرء الذي لديه أقل خبرة عسكرية، يفهم بأن هذه العملية شيء جنوني، بقصف مخيم تحت الأرض واستخدام الأسلحة الكيماوية، هل من الممكن تحرير الاسرى وهم احياء...؟ هذا مالا يقبله العقل، انظروا، بالرغم من هجماتهم الكثيرة، قام القيادي شورش ورفاقه بتوجيه ضربات موجعة للعدو، واضطروا الى الخروج خارج المخيم وانسحبوا، وبعدها قاموا بقصف المخيم بالطائرات، وبعد القصف حاولوا مجددا الدخول الى المخيم من خلال الهجمات، ولنهم اجبروا على الانسحاب مرة أخرى، يعني لعشرات المرات هاجموا وتراجعوا وبعدها استخدموا الأسلحة الكيماوية، ولم يفعلوا شيئاً من اجل تحرير الاسرى احياء، بل على العكس من ذلك، فقد استخدموا الأسلحة المميتة ضدهم. 

كيف لهم أن يقولوا بأنهم ذهبوا من أجل تحريرهم...؟ يكذبون، لا يوجد شيء من هذا القبيل، لهذه الدرجة هم عديمو الوجدان والضمير، حاولوا قتل الانسان الذي يحارب من اجله، لماذا...؟ من اجل استمراريته واستمرارية سلطته، ضحى بالأسرى، إذا كان اردوغان يملك الضمير والوجدان، لما فعل ذلك، كما قصف المدنيين والشباب في روبوسكي وأصدر قرار القصف، قام بنفس الشيء في كارى، حركتنا لم تقتل اسيراً واحداً حتى الآن، فقد اسرنا المئات من الأشخاص وبشكل منسق سلمناهم الى عائلاتهم، كان هناك وسطاء، ولكن من أجل هؤلاء الاسرى لم يتوسط احد لتسليمهم الى عائلاتهم، لماذا...؟ لأن نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية منعت ذلك، يعني لا أحد يستطيع المجيء الى مناطقنا دون علمهم، وحسب معلومات جمعية حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني بأنهم شكلوا هيئة وساطة وراجعوا السلطات لعدة مرات ولكنهم رفضوا ذلك، لقد بادرت جمعية حقوق الانسان ووجهت نداءات، ولكن النداءات لا تكفي.

يعني لم يراجعنا أحد من اجل تحرير الاسرى وهم احياء، فلتعلم عائلات الاسرى هذا جيداً، وليعلم الشعب الكردستاني وشعوب تركيا لم يحاول أحد من أجل تحرير الاسرى، نحن حركة نتحرك وفق المواثيق الدولية في الحرب، مهما كان بحوزتنا أسرى، فنحن نقوم بحمايتهم بكافة الاشكال، رفاقنا يضحون بأنفسهم من أجل حماية الاسرى، فالأسرى الذين كانوا بحوزتنا من قبل وتم إطلاق سراحهم يتحدثون عن هذا الشيء، من أجل حمايتهم ضحينا بأنفسنا وهناك العديد من الأمثلة، نحن نرى الاسرى كضيوف لدينا، ونتحرك وفقاً لذلك، مسؤولية قتل الاسرى تقع على عاتق الذين أصدروا قرار العملية، انها مسؤولية اردوغان وخلوصي آكار، فإذا كان هناك قانون في تركيا، كان يجب أن يتم تنحيتهم من مناصبهم، أو كان سيتم التحقيق معهم، لماذا لم يتم محاسبتهم...؟ لأن من أصدر قرار العملية هم قادتهم.

كما افاد قره يلان بالقول" إننا منفتحون، تستطيع الهيئات والمنظمات الدولية المستقلة المجيء الى مناطقنا، يستطيعون القاء نظرة على جثامين شهدائنا والقيام بالبحث في مخيم الاسرى، نحن ندعوهم للمجيء والقيام بالبحث، فليأتوا ولينظروا ماذا فعل النظام التركي الفاشي".

 

جوتيار محسن كان أحد مواطنينا

وتابع قره يلان بالقول:" أريد التطرق الى موضوع آخر، أحد مواطنينا والمدعو جوتيار كان حاضراً هناك، الرفاق كانوا يستعدون لإطلاق سراحه، في الحقيقة كان عند الرفاق، ولم يكن ضيفاً، كان أحد مواطنينا، بدون شك المسؤولية هي مسؤوليتنا، ولكن المسؤولون الاتراك هم يحملون مسؤولية مقتله، عدم الضمير والرحمة تسبب في حادثة كهذه".

 

إذا العدو يتحد ضدنا، لماذا لا نتحد نحن مع بعضنا البعض...؟

كما أوضح قره يلان بأننا نمر بمرحلة تاريخية، وقال:" القضية الكردية تمر بمرحلة مهمة، الشعب الكردي في الشرق الأوسط أصبح صاحب إرادة، يعلمون جيداً بحقيقتهم الوطنية ويمثلونها، ولكن أعداؤنا وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي غاضبة من هذا الوضع، وتتحرك ضده، انظروا، فتركيا وسوريا ومنذ عشر سنوات يشربون دماء بعضهم البعض، تركيا تحارب سوريا على جميع الجبهات، ولكنهم يعقدون اللقاءات ايضاً، إيران تعقد اللقاءات مع العراق، وتقوم بزيارتهم، ما هو الموضوع...؟ الموضوع يتعلق بالكرد، بين هذه الدول توجد خلافات كثيرة ولكن هناك مصلحة مشتركة بينهم يتفقون عليها، ألا وهي القضية الكردية. 

ضمن النظام التركي ايضاً هناك العديد من التوجهات المختلفة، هناك العنصريين والقوميين والإسلاميين الترك، والافراسيون، والمتعصبون للناتو، هذه التوجهات لا تتوحد فيما بينها والاتفاق على شيء، ومختلفين مع بعضها، والموضوع الذي يمكنهم الاتفاق عليها هي المسألة الكردي، فإذا انتهى الحرب ضد الشعب الكردي، فإن هذا النظام سوف ينهار، لأن كل من أردوغان ودولت بخجلي ودوغو برينجك وخلوصي آكار قد توحدوا ضد الكرد، فهم يتفقون على المسألة الكردية ولكنهم في مواضيع كثيرة مختلفين، وهذا هو وضع الدول المحيطة بنا.

فإذا العدو يتحد ضدنا، لماذا لا نتحد نحن مع بعضنا...؟ في هذه المرحلة المهمة، إذا لم نحل مشاكلنا الداخلية ونبدي موقفنا الوطني، سوف يحاسبنا التاريخ، وشعبنا ايضاً لن يقبل بهذا، في هذه المرحلة المهمة، الشيء الذي يريده شعبنا من السياسيين الكرد ألا يُعادوا بعضهم البعض، ولهذا يجب علينا أن نتحد، مخطط الأعداء هو أن نتقاتل فيما بيننا، والقضاء على الشعب الكردي، وهذا هو هدفهم".

ولفت قره يلان الانتباه الى الحبر النفسية لدولة الاحتلال التركي، وقال:" عبد الله آجار أحد قادة الحرب النفسية، هذا الشخص يتحدث على 6 ـ 7 قناة تلفزيونية، وفي نفس الوقت قتل العديد من المواطنين الكرد، والآن يقوم بنشر الدعايات، يقول" البيشمركه يكرهون حزب العمال الكردستاني، ولهذا يلبسون ثياب الجنود، ويحارب الى جانب الجيش التركي"، لا يجد شيء من هذا القبيل، لقد أصدرنا بيان بهذا الشأن، ما هو هدفه...؟ يريدون القيام بالاستفزازات، وتأجيج الصراع بينهما، العدو يريد أن يتقاتل الكرد فيما بينهم، يجب ألا ينجر أحد الى هذا الفخ، في هذه المرحلة هناك حاجة ماسة الى خلق موقف وطني ووحدة وطنية، وهذه مسؤولية الجميع.

 

أمتنا بحاجة الى سياسة مشتركة

نحن ندعو الى الوحدة دائماً، فالبعض يعتقد بأن حزب العمال الكردستاني وحده بحاجة الى ذلك، ولهذا يدعو الى هذا الشيء، كلا، فكلا بحاجة الى هذه الوحدة، فنحن نستطيع أن نحارب في كافة الظروف، وحماية أنفسنا والدفاع عنها، والاستمرار في دعوتنا، ولكن امتنا بحاجة الى سياسة مشتركة، المسؤولية تقع على عاتق الجميع، تقع على عاتق الاتحاد وكوران وكومله وجميع الأحزاب في روجافا وشرق كردستان وشمال كردستان، ولكن هنا، مسؤوليتنا ومسؤولية الحزب الديمقراطي الكردستاني والعلاقات بيننا مهم للغاية.