عندما كنت بأمس الحاجة اليه تركني واليوم انا ارفض العودة اليه

المواطنة نَصرة مرجان 43 عاماً افتتحت كشكاً صغيراً لتأمين متطلباتها بعد أن تركها زوجها وتزوج بأخرى.

المواطنة نَصرة مرجان 43 عاماً افتتحت كشكاً صغيراً لتأمين متطلباتها بعد أن تركها زوجها وتزوج بأخرى.

المواطنة نَصرة مرجان 43 عاماً ولدت في قرية مختلة بريف مدينة سريه كانيه ودرست المرحلة الابتدائية فقط، تزوجت عام 1995 من ابن عمها محمود المطرود وبعد 6 أشهر انتقلت للعيش في حي زورافا بسريه كانيه، وأنجبت منه 3 فتيات هن رشا التي تبلغ من العمر 20 عاماً، رحاب 18 عاماً ورهف البالغة من العمر 16 عاماً. 

وظلت نصرى مع زوجها الذي كان يعمل عتالاً بمدينة سريه كانيه حتى هجوم المجموعات المرتزقة على المدينة بتاريخ 8 تشرين الثاني 2012، لتنزح إلى المخيمات التي أنشأتها الحكومة التركية في أراضي باكور كردستان.

وظلت نَصرة وبناتها في المخيم مدة 3 أشهر فقط، حيث أصيبت بمرض السل نتيجة  الظروف السيئة التي كانت تعيشها في المخيم، حيث كشف عليها الأطباء وقالوا إنها تعاني من التهاب في الصدر، ولم تفدها الأدوية التي كانت تأخذها، لذا قررت العودة مجدداً إلى روج آفا لأنها لم تلقَ في المخيمات سوى الذل والمهانة.

ولكن زوجها رفض فكرة العودة إلى روج آفا متحججاً بعدم وجود عمل فيها وكيفية تأمينه لقمة العيش لزوجته وبناته الثلاث، ولكن نصرة كانت مصرة على العودة إلى روج آفا، لذا أخبرها الزوج بأن تعود مع بناتها إلى روج آفا وهو سيلحقهم بعد عدة أيام، فعادت نصرة وبناتها إلى روج آفا.

وعندما عادت نصرة وبناتها إلى روج آفا لم تذهبن إلى سريه كانيه، بل لجأت نصرة إلى منزل شقيقها في مدينة درباسية وبعد عدة أشهر واستتباب الأمن في حي زورافا الذي كانت تقطنه، عادت مع بناتها إلى سريه كانيه.

وبعدما طال غياب الزوج، اتصلت نصرة مع زوجها، لكن كانت الصدمة هنا، حيث أخبرها زوجها بأنه تزوج من نازحة من منطقة إدلب ولن يعود أبداً إلى روج آفا، فقررت نصرة الاعتماد على ذاتها لتأمين احتياجاتها. [

وقررت نصرة وضع بسطة لبيع الخضروات أمام منزلها، فاستدانت مبلغ 30 ألف ليرة من أحد جيرانها وبدأت بشراء الخضار والفواكه وبيعها في الحي، وبذلك استطاعت أن تؤمن احتياجاتها واحتياجات بناتها الثلاث يومياً، وبدأت بعد ذلك بشراء غيرها من الاحتياجات المنزلية ووضعها على البسطة.

وبعد مرور أكثر من عامين على نزوحها من سريه كانيه، علمت نصرة بأن زوجها محمود المطرود، رزق بابنة من زوجته الثانية.

وقبل حوالي 5 أشهر زوجت نصرة ابنتها رشا 20 عاماً وبعدها بشهرين زوجت ابنتها رحاب 18 عاماً، ولم يبقَ لها سوى ابنتها رهف 16 عاماً.

ولأن نصرة كانت تحتفظ بالنقود التي تزيد عن حاجتها، استطاعت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي افتتاح كشك صغير في أحد أطراف حي زورافا لتعمل فيه هي وابنتها رهف، حيث تؤكد نصرة أن ما تحصل عليه من نقود يكفيها وابنتها ويغنيها عن السؤال، قالت “أنا لست بحاجة زوجي الذي تركني وبناتي عندما كنا بحاجته… طالما نعيش في بلدنا وبين أهلنا فلن نحتاج له”.

...