نضال المرأة ترسخ بخطوات الحركة

تصدت المرأة في روج آفا للسلطوية، وبانضمامها للحركة التحررية الكردستانية أصبحت صاحبة إرادة وتأثير على المرأة الكردية من خلال التحاقها بصفوف المرأة الثورية، وبتأسيس تنظيم اتحاد ستار انطلقت المرأة في نضالها.

تصدت المرأة في روج آفا للسلطوية، وبإنضمامها للحركة التحررية الكردستانية أصبحت صاحبة إرادة وتأثير على المرأة الكردية من خلال التحاقها بصفوف المرأة الثورية، وبتأسيس تنظيم اتحاد ستار أنطلقت المرأة في نضالها.

عن نضال المرأة وحركتها وأنضمامها لنضال المرأة الكردية وما شهدته خلال السنوات الأولى من التحاقها بصفوف الثورة قالت الرئيسة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف “بداية كان نضال المرأة يترسخ في مرحلة الدعاية ومعرفة التنظيم، وكان دورها يقتصر على تقبل فكر التنظيم والمساعدة، وبعد عام 1984 وإعلان النضال المسلح دخلت في مرحلة جديدة، وهي الإيمان بالحرية القومية، وفي هذا السياق تطور بحث المرأة عن الحرية، واتذكر حين كان يعقد اجتماع ليشرح فيه احد الكوادر تطورات المنطقة والمرحلة التي تمر بها البلاد، كانت كافة نساء المنطقة تنضم إلى هذه الاجتماعات، ومن أجل حماية نفسها والمجتمع كانت تحافظ على السرية وتكتمها”.

وفي المرحلة الثانية بدأ القائد بتحليل العائلة، ووضح حقيقة الرجل والمرأة، و أن على المرأة أن تعزز قوتها الذاتية وأن تناضل بهويتها، و في هذه الأثناء ازداد عدد النساء الملتحقات بالحركة.

والتحقت النساء أمثال شيلان، دجلة، ديلان، شرفين، بيمان، برجم والعديد من النساء بالتدريبات في ساحة القيادة، ومن هناك ذهبن إلى جبال كردستان وألتحقن بساحات النضال المسلح”.

وعن سبب أنضمام المرأة للنضال وحركة حرية الشعب الكردي قالت هدية يوسف “كانت بداية أنضمام المرأة في روج آفا تؤكد بأن المرأة تبحث عن حقيقة حريتها، وكانت الناحية القومية في مقدمة النضال، والمجتمع الموجود كان لا يلبي أهدافها في الحرية، حيث أن المرأة كانت تعاني من سلبيات المجتمع كسلطوية الأب والأخ ومنع المرأة من الخروج، وبالنسبة لمجتمع بهذا الشكل لم يكن سهلاً أتخاذ قرار كهذا”.

وتابعت بالقول “كلما أرتفعت وتيرة النضال في جبال كردستان ارتفع معها سوية تنظيم المرأة في روج آفا، فالنساء اللواتي لم تلتحقن بصفوف الحركة كنّ يحملن على عاتقهن مهمة تنظيم المجتمع وكنّ يعملن ككوادر محلية، وتطور التنظيم وتنظيم المرأة بشكل كبير في هذه المرحلة، وعند استشهاد احدى الرفيقات ضمن صفوف الحركة ، كان هذا يعزز من إيمان وقوة المرأة ولم يترك أي شك حول مدى قوتها”.

وعن تطور نضال المرأة وخاصة بعد تشكيل جيشها قالت يوسف ” عند تشكل وأعلان جيش المرأة وتنظيماتها الخاصة على صعيد كردستان كان النضال التحرري الكردستاني في أوجه، كان تنظيم المجتمع في تطور مستمر، بالإضافة إلى أن أسس الإدارة الذاتية التي تترسخ اليوم كانت تتوضح معالمها وتتشكل أسسها، وكان تدريب المرأة يتم بشكل سري داخل المنازل وضمن تطور مستمر.

كان تنظيم المرأة وتدريبها مستمر بشكل منظم حتى بدء المؤامرة الدولية التي طالت القائد أوجلان، حيث بدء النظام السوري برفع سوية ممارسة العنف والشدة بحق الكرد يوماً بعد يوم مستخدماّ أجهزته المخابراتية، ومجزرة عام 2004 كانت إثبات على ذلك، حيث تم أعتقال العشرات من النساء وزجّهن في السجون، وعاد النضال إلى ما كان عليه في السنوات الأولى والمحافظة على القيم والمكتسبات الموجودة، والعودة إلى النضال بشكل سري، وكانت المرأة بنضالها تحافظ على ميراث الثورة وتنظيم نفسها.

وتابعت يوسف حديثها بالقول ” لكي لا يبقى الشعب بدون تنظيم، استمرت فعاليات ونشاطات تنظيم الشعب بشكل سري، ولهذا أعتقلت العشرات من الناشطات، وأنا كنت من بين اللواتي اعتقلن، فقد مكثت لمدة عامين و3 أشهر في أقبية سجون النظام السوري، وكانت الناشطة نازلية كجل التي اعتقلت منذ عام 2004 معنا في السجن، وإلى اليوم لا نعرف مصير هذه الناشطة أو مكان تواجدها، ومقاومتنا ونضالنا كان الهدف منه هو المحافظة على سوية النضال”.

تم تأسيس تنظيم اتحاد ستار وهذا التنظيم عرف بتنظيم المرأة في روج آفا، وعقد مؤتمره الأول خارج روج آفا ولكن المؤتمر الثاني وغيره من الاجتماعات والمؤتمرات عقدت بشكل سري داخل روج آفا.

هدية يوسف “عقدنا مؤتمرنا الثاني بشكل سري في إحدى القرى التابعة لمدينة قامشلو، وكنا قد جمعنا الممثلات عن كافة المناطق السورية واصطحبناهن إلى مكان عقد المؤتمر، وخلال المؤتمر أعلنّا عن استمرارنا في النضال، وان المرأة لا تخاف من الموت أو الإعتقال، وكانت النقاشات تدور حول كيفية استمرار النضال والمحافظة على سويته “.

ما هو التغيير الذي حدث؟

بات التغير والتطور في الذهنية والمجتمع يتضح بشكل جلي، أو أن المرأة التي كان محكوم عليها بأن يكون مصيرها الحياة في منزل او بين أربعة جدران ومحرومة من أبسط حقوقها، باتت تسطيع الخروج من العزلة التي كانت مفروضة عليها داخل منزلها وبناء علاقات في المجتمع وذلك بعد بدء النضال واستمراره، وهذا التغير اثر بشكل كبير على شكل العائلة.

أي انه تم كسر مفهوم بأن ليس للمرأة معنىً او تأثير في المجتمع، وبات المجتمع يقف باحترام تجاه المرأة، وكان للمرأة دور كبير في زيادة  نشر الحب والأتفاق والاحترام والارتباط بالقيم والتفاهم في العائلة.

هدية يوسف “كسرت المفاهيم الإقطاعية التي كانت مفروضة في المجتمع بشكل كبير ونقص تأثيرها بشكل ملحوظ”.

الإدارية في تنظيم اتحاد ستار جنار صالح “سابقاً كان تفكير أعضاء العائلة محصور في جدران منزلهم، وهذا كان سبب تفاقم التناقضات العائلية والخلافات، ولكن حركة الحرية وسعت من أفق العائلة وأعضاءها، وطورت من مستوى التحليل والتقييم لديهم، أي انه تم تغيير شكل ومضمون العائلة وذهنيتها”.

غداً: ستار تحيا من جديد

 

...