ناشطات نسويات لـ ANF :جينا اميني هي رمز الحرية في ايران

اكدت ناشطات نسويات من الشرق الاوسط وشمال افريقيا بأن مقتل جينا اميني ليست جريمة فحسب بل هو تعدي على حقوق جميع النساء كما طالبن بثورة نسوية تقتلع الانظمة المستبدة وتحرر النساء من السلطة الذكورية.

النساء هن اولى ضحايا العنف في التاريخ وفي يومنا الراهن اذا كان العنف قد تحول الى نظام يحكم كل خلايا حياتنا وترسخ في ما تحت شعور البشرية لهذه الدرجة، والذي يعود الى الاساليب الفظيعة التي استخدمها النظام المستبد وحقيقة الدولة المعتمدة على الحاكمية للرجل، يقول القائد عبدالله اوجلان بأن ( اول حرب بدأت في تاريخ البشرية هي الحرب التي اعلنت ضد المرأة من قبل الرجل ) ومنذ ذلك اليوم اصبحت المرأة محكومة تحت عديد من المسميات كما حصل للفتاة الكردية جينا اميني التي كانت ضحية لمسميات غريبة  وقتلت على يد "شرطة الاخلاق " لمجرد ظهور بعض من خصلات شعرها .

 وفي هذا السياق رصدت وكالتنا اراء ناشطات نسويات من الشرق الاوسط ، وشمال افريقيا حيث تحدثت في البداية، عضوة منظمة حقوق الانسان لكردستان، ميديا روجهلات قائلة " بأن النظام الساري في ايران منذ استلام الحكم يعمل على استخدام النظام السلطوي القمعي بحق النساء ولقد رأينا المرأة الايرانية التي تعرضت عبر التاريخ الى كافة اشكال التعذيب والتهميش والقتل وسلب حريتها وجعلها ضمن اطار ارضاء الرجل فقط ، منذ 43 عاماً وحتى الان وخاصة في الجمهورية الاسلامية التي اعتمدت على كسر ارادة المرأة وتعنيفها ولذلك نرى الكثير من الايرانيات اللواتي تعرضن للتعذيب والقمع، والنساء المحكومات في السجون الايرانية لمجرد مطالبتهم بحقوقهم.

واضافت روجهلات " أن النساء في شرق كردستان والحركات النسوية اللواتي خرجن الان هي نتيجة للضغوطات التي تعرضت لها المرأة منذ سنوات حيث وصلت الى درجة لم تستطع المرأة فيها ان تتحمل اكثر من هذا، لذلك فأن قضية استشهاد جينا اميني والتي قتلت على يد "شرطة الاخلاق" بسبب ظهور بعض من خصلات شعرها اثرت وخلقت موجة من الغضب بوجه النظام الايراني القمعي وحركت الشارع الايراني ودفعته الى ثورة قادتها المرأة لذلك فأن الشعارات التي تردد الان في شرق كردستان وجميع ايران من قبل الكرد الفرس العرب جميعها تعالت ونادت" المرأة هي الحياة الحرة " فهنا ندرك مدى قوة المرأة وتأثيرها على المجتمع.

وفي ختام حديثها قالت عضوة منظمة حقوق الانسان لكردستان، ميديا روجهلات " الانتفاضة التي حصلت في ايران بقيادة المرأة الحرة وشعار" المرأة هي الحياة الحرة" الذي تعالى في سماء ايران واصبحت صوت لجميع النساء في العالم اثبتت ان المرأة بقوتها وارادتها الحرة جمعت جميع مكونات ايران للانتفاضة بوجه النظام الايراني لتكون المرأة هي الثورة التي ستسقط النظام الايراني.

ومن جانبها قالت مينا ابا علي عضوة "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي"،" اضم صوتي الى كل الاصوات المنددة بهذه الوحشية التي قتلت بها الفتاة الكردية الايرانية جينا اميني، وبهذا الاستهداف الممنهج الذي يطال النساء الثائرات هناك من بطش وتعذيب وقمع لحريتهن، وكما نشاهد الان المظاهرات العارمة المنددة بمقتل جينا اميني التي ستكسر هذه الانظمة المستبدة التي تقمع حريات النساء .

واكدت مينا ابا علي " بأن ما تتعرض له النساء من فلسطينيات وكرديات وايزيديات هو اضطهاد وقمع لحريات النساء وسلب حريتهن وكسرارادتهن فأن شهادة جينا اميني هي ضحية للذهنية الوحشية التي استخدمتها الانظمة الذكورية تحت مسميات عديدة .

وبدورها اشارت الناشطة النسوية التونسية والمتخصصة في الجنسيات في الاسلام امال قرامي" بأن هذا الحدث هو مفصلي بالنسبة للحركة النسوية الايرانية وللحركة النسوية العالمية ايضاً، وبأن تحرك الشارع والنساء في ايران هو شكل من اشكال التعبيرالشعبي التي حصلت في ايران من قبل الحركات النسوية.

ونوهت " ان حياة جينا اميني مهم ويحتسب ليس فقط كرقم مضاف الى العنف المسلط على النساء كما وأن هذه الحركات التي نشهدها اليوم في ايران تشير وبدرجة كبيرة الى القضية السياسية وارتباطها بأجساد النساء، فهناك هيمنة من النظام للتسلط ومراقبة اجساد النساء وشكلها وقفاً للأيديولوجية التي يريدونها وهذا ما ترفضه النساء، لانه من حق المرأة ان تختار مظهرها وطريقة التعبيرعن جسدها ولذلك فأن حلق الشعر هو احتجاج يبين لنا الى اي مدى تحول الجسد الانثوي الى سلاح للنضال يرفع بوجه الاستبداد وجميع الانظمة القمعية التي تصادر حقوق النساء.

ومن جانبها قالت الناشطة النسوية وعضوة الامانة العالمية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمكتب السياسي للجبهة العامة الشعبية لتحرير فلسطين اكتمال حسين حمد " ان الحدث الذي حصل بحق الفتاة الكردية جينا اميني جريمة بشعة بكامل أوصافها والتي تهدف للقضاء على جميع الحريات العامة والحريات الشخصية ونحن كحركة نسوية في فلسطين ندين هذه الجريمة التي تعدت على حقوق وقيم الانسان .

كما وادانت الناشطة النسوية وعضوة الامانة العامة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اكتمال حسين حمد الجريمة التي حصلت بحق جينا اميني وطالبت جميع الحركات النسوية العالمية ان تتحرك بهذا الخصوص وان يكون لهن بيان واسع يتضامن مع النساء الايرانيات وجميع النساء في العالم اللواتي يتعرضن للاضطهاد وخاصة ما تواجهه المرأة في الشرق الاوسط ان كان من احتلال او من الحكام الذين يتعدون على قضايا المرأة وان تكون قضية جينا اميني قضية جميع النساء.