مظلوم عبدي: أخطاء إدارة ترامب زعزعت ثقة شعبنا بالقوات الأمريكية وتسببت بإعادة تنشيط تنظيم "داعش" الإرهابي

أجرى الإعلامي المعروف روبين رشوان مقابلة مطوّلة باللغة الكردية مع الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، يوم الأربعاء 24 فبراير الجاري، وذلك خلال برنامجه "من واشنطن" الذي يقدّمه من العاصمة الأمريكية على أثير إذاعة "صوت أمريكا".

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية قسد، مظلوم عبدي، في لقاء مع إذاعة صوت أمريكا، إن تنظيم "داعش" الإرهابي لم ينته بعد ولا يزال موجوداً ويواصل هجماته، وقد استهدف مؤخراً المدنيين ومن ضمنهم أثنتين من العاملات في المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية.

وعلل القائد العام لقسد عودة نشاط التنظيم الإرهابي باستغلال "داعش" للانسحاب الأمريكي من المناطق التي تم تحريرها من التنظيم الإرهابي عام 2019 وقام بتجميع عناصر ثانية وهم يدخلون اليوم إلى مناطق الإدارة من مناطق سيطرة النظام  والجانب العراقي.

وشدّدَ عبدي على أن السبب الرئيسي لعودة نشاط التنظيم هو أن الحل السياسي في سوريا لا يتقدم و هذا يعطي المجال لداعش ليهدد المنطقة والعالم مرة أخرى.

وفي معرض إجابته على سؤال حول الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن وموقفها من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، قال عبدي إنهم يتأملون أن تلعب الإدارة الجديدة دوراً مهماً في تصحيح أخطاء الإدارة السابقة وأضاف: " في الواقع لقد استقبلنا خبر تسلّم الادارة الجديدة للرئيس بايدن بشكل ايجابي، ولدينا أمل بأن هذه الادارة ستلعب دوراً مهماً في تصحيح الأخطاء السابقة التي تم ارتكابها . أملنا هو أن تلعب الإدارة الجديدة دوراً هاماً في حل المسألة السورية. وضمن هذه المسألة نريد أن تكون للمناطق التي قمنا بتحريرها مع التحالف الدولي من "داعش" وقمنا بحمايتها، كيان سياسي ضمن سوريا. بمعنى يجب أن يكون هناك اعتراف بحقوق للكرد والمكونات الأخرى الموجودة في مناطقنا وأن تكون مصانة بالدستور و على هذا الأساس نرى حل المسألة السورية. أملنا هو أن تلعب الإدارة الجديدة سياسة قوية من هذه الناحية. كما تعلمون الإدارة السابقة لم تلعب دورا قوياً في هذا المجال. لذلك من الآن فصاعداً لا بد من أخذ مستقبل المناطق المحررة بعين الاعتبار لحل المسألة السورية."

وتابع عبدي قائلاً إن مناطق الإدارة الذاتية تضررت بشكل كبير من القرارات الخاطئة للإدارة الأمريكية السابقة: "لقد تضررنا  من جوانب كثيرة من  قرار الانسحاب الأمريكي في ظل الادارة السابقة. كان شعبنا هناك بجميع مكوناته يثق بالجيش الأمريكي، ولكن بالطبع عندما انسحبوا وتركوا المجال للقوات التركية بالدخول فقد شعبنا هذه الثقة. لذلك عودة الجيش مرة اخرى و العمل معا سيؤدي الى اعادة الثقة مرة اخرى وهذا يتطلب عمل و جهد بكل تأكيد. في ظل قرارات الادارة السابقة تضرر شعبنا كثيرا بدءا من عفرين التي تهجر منها  حوالي 300آلف شخص و هم مهجرين حتى الآن. عفرين المعروفة بكرديتها بنسبة 95 بالمئة، الآن يقدر عدد الكرد فيها بأقل من 30 بالمئة و يسكن العرب و التركمان الذين جلبتهم الدولة التركية في بيوتهم. وهذا أمر تكرر في المناطق الأخرى أيضا في السنوات السابقة في 2019 تهجر حوالي 300 ألف شخص من سريكانية وغري سبي الآن وهم في مخيمات النزوح اليوم وأوضاعهم ليست جيدة وهم بانتظار العودة الى ديارهم. هذا كله تسبب في ضعف كبير في الثقة. لذلك و بالطبع ينبغي العمل أكثر سياسياً وبقوة لإعادة هؤلاء المهجرين الى ديارهم و اعادة ادارة تلك المناطق الى سابق عهدها"

النص الكامل للقاء مع إذاعة صوت أمريكا:

- روبين: مشاهدينا الأعزاء أهلاً بكم مجدداً في برنامج "من واشنطن" على أثير "صوت أمريكا". نحن معكم مرةً أخرى لتغطية آخر المستجدات في واشنطن وعموم أمريكا. وفي هذه الحلقة لدينا لقاء خاص أيضاً مع الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، سنناقش معه قضايا هامّة.

السيد مظلوم عبدي أهلاً وسهلاً بكم معنا.

- الجنرال عبدي: أهلاً بكم روبين، سلامي لكم.

- روبين: كما تعلمون أن أمريكا اختارت إدارة جديدة والعالم بأسره يجهّز ويصمم نفسه حسب متطلبات هذه الإدارة بعد أربع سنوات من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. ومن هنا نود معرفة رأيكم وموقفكم منها، خاصة فيما يتعلق بعلاقاتكم مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش". ونريد أيضاً أن نعرف كيف هو الوضع في شمال شرق سوريا في الوقت الراهن لاسيما وأن قواتكم قامت قبل عدّة أيام بعملية ضد "داعش" في ريف ديرالزور؟

- الجنرال عبدي: كما تعلمون أن تنظيم "داعش" الإرهابي لم ينتهِ بعد، ولا يزال موجوداً ويواصل هجماته، وقد استهدف مؤخراً المدنيين، حيث استشهدت اثنتين من العاملات في مجالسٍ محلية. وبالتالي خطر التنظيم مستمر، ونتيجة ذلك قمنا بعملية كبيرة وواسعة على الحدود العراقية السورية بعد استشهاد السيدتين على أيدي مجموعة من التنظيم. وقد تكللت بالنجاح بآخر المطاف، وقد قُتِل عدد منهم وألقي القبض على واحد منهم و قمنا باعتقال كل الخلايا النائمة هناك. هذا ما قمنا به مؤخرا و بشكل عام "داعش" لا يزال يقوم بأعماله و هو لم ينتهِ، فهو يحاول مرة ثانية أن يحيي نفسه وهؤلاء منهم من يأتي من مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري و منهم من يأتي من الجانب العراقي، لذلك نحن نقوم بأخذ تدابيرنا بشكل جيد. عملنا المشترك مع التحالف للقضاء على "داعش" والخلايا النائمة مستمر. نريد أن نقول إن "داعش" يحاول أن يحيي نفسه ثانية و لكن نحن والتحالف نقف أمامهم و نحد من تأثيرهم .

- روبين: ما هي الأسباب الرئيسية التي تساهم في تصاعد نشاط "داعش"؟ الكل يتذكر أن "داعش" قد انتهى و الرئيس السابق السيد ترامب قال كثيراً إننا أنهينا داعش. وكان هناك العديد من الذين لم يصدقوا هذا و لكن ماهي الأسباب التي تقوي "داعش" وتنعشه من جديد؟ وشركائكم بالتحالف بقيادة واشنطن أعلنوا دعمهم لكم ثانية. لكن من الناحية السياسية ما هو الموقف المطلوب منها؟

- الجنرال عبدي: في عام 2019  حين انسحبت قوات التحالف من مدن قمنا بتحريرها معاً بتحرير كالرقة و الطبقة و مبنج وكوباني، استغل "داعش" هذا الأمر وقام عناصره بتجميع أنفسهم ثانية وهم يدخلون اليوم إلى مناطقنا من مناطق سيطرة النظام  والجانب العراقي. و لكن السبب الرئيسي هو أن الحل السياسي في سوريا لا يتقدم و هذا يعطي المجال لداعش ليهدد المنطقة والعالم مرة أخرى. لكي يتم القضاء على "داعش" الذي يستفيد من الفراغ السياسي لا بد أولاً من تحديد المستقبل السياسي لهذه المناطق. على الناس رؤية ومعرفة مستقبلهم  ومن ناحية أخرى لا بد لقوات التحالف العودة مرة أخرى إلى هذه المناطق للعمل معا للقضاء على "داعش" و خاصة في منطقة الرقة و الجغرافيا المحيطة بها. لذلك نحن نرى اننا سنتمكن من القضاء على تهديدات "داعش" أن تم الاعتراف بالإدارة المدنية هنا و لا بد من مساعدتنا أكثر لنواصل نضالنا ضد القضاء على "داعش" نهائياً.

- روبين: الإدارة الأمريكية الجديد تبدو على دراية جيدة بموضوع القضية الكردية وأنتم قلتم أن المسألة السورية لا بد من حلها سياسياً. أين انتم من كل هذا؟ أين تجدون انفسكم؟ ما الذي يجب أن تقوم به هذه الادارة الجديد من الناحية السياسية والدبلوماسية و ليست فقط العسكرية. غداً في النقاشات المتعلقة بمستقبل سوريا ماذا يمكن أن تقدم هذه الادارة بشكل مختلف عن الادارة السابقة لترامب؟

- الجنرال عبدي:  في الواقع لقد استقبلنا خبر تسلّم الادارة الجديدة للرئيس بايدن بشكل ايجابي، ولدينا أمل بأن هذه الادارة ستلعب دوراً مهماً في تصحيح الأخطاء السابقة التي تم ارتكابها . أملنا هو أن تلعب الإدارة الجديدة دوراً هاماً في حل المسألة السورية. وضمن هذه المسألة نريد أن تكون للمناطق التي قمنا بتحريرها مع التحالف الدولي من "داعش" وقمنا بحمايتها، كيان سياسي ضمن سوريا. بمعنى يجب أن يكون هناك اعتراف بحقوق للكرد والمكونات الأخرى الموجودة في مناطقنا وأن تكون مصانة بالدستور و على هذا الأساس نرى حل المسألة السورية. أملنا هو أن تلعب الإدارة الجديدة سياسة قوية من هذه الناحية. كما تعلمون الإدارة السابقة لم تلعب دورا قوياً في هذا المجال. لذلك من الآن فصاعداً لا بد من أخذ مستقبل المناطق المحررة بعين الاعتبار لحل المسألة السورية.

- روبين: لقد قلتم أنه تم ارتكاب أخطاء في السابق في ظل إدارة ترامب و بشكل خاص قراره بانسحاب قوات التحالف من بعض مناطقكم الحدودية مع تركيا والذي لاقى ردود كثيرة في واشنطن . كيف أثر الانسحاب وهذه الأخطاء عليكم وخاصة بعد ما جرى في عفرين وسري كانييه ( رأس العين)  وغري سبي ( تل أبيض)، حيث تم تهجير المدنيين من هذه المدن. كيف وجدتم ذلك؟

- الجنرال عبدي: لقد تضررنا  من جوانب كثيرة من  قرار الانسحاب الأمريكي في ظل الادارة السابقة. كان شعبنا هناك بجميع مكوناته يثق بالجيش الأمريكي، ولكن بالطبع عندما انسحبوا وتركوا المجال للقوات التركية بالدخول فقد شعبنا هذه الثقة. لذلك عودة الجيش مرة اخرى و العمل معا سيؤدي الى اعادة الثقة مرة اخرى وهذا يتطلب عمل و جهد بكل تأكيد. في ظل قرارات الادارة السابقة تضرر شعبنا كثيرا بدءا من عفرين التي تهجر منها  حوالي 300آلف شخص و هم مهجرين حتى الآن. عفرين المعروفة بكرديتها بنسبة 95 بالمئة، الآن يقدر عدد الكرد فيها بأقل من 30 بالمئة و يسكن العرب و التركمان الذين جلبتهم الدولة التركية في بيوتهم. وهذا أمر تكرر في المناطق الأخرى أيضا في السنوات السابقة في 2019 تهجر حوالي 300 ألف شخص من سريكانية وغري سبي الآن وهم في مخيمات النزوح اليوم وأوضاعهم ليست جيدة وهم بانتظار العودة الى ديارهم. هذا كله تسبب في ضعف كبير في الثقة. لذلك و بالطبع ينبغي العمل أكثر سياسياً وبقوة لإعادة هؤلاء المهجرين الى ديارهم و اعادة ادارة تلك المناطق الى سابق عهدها.

- روبين: حاليا ماذا تستطيع هذا الادارة أن تفعل لكم؟ في حال التقيتم بالرئيس بايدن حاليا ماذا ستطلبون من للقيام به في الوقت الحالي؟

- الجنرال عبدي: قبل كل شيء نريد ان يكون هناك أمان وسلام في مناطقنا و نحل مشاكلنا مع الدولة التركية بالحوار والسلام، لذلك سنطلب منه أن يساعدنا على تحقيق الأمن و الأمان في مناطقنا و مع جيراننا من القوى الإقليمية. نحن نقود حربا ضد الارهاب ونقوم بحماية مناطقنا، لذا سنطلب أن يقوموا بدورهم وواجباهم في هذا المجال. وهذا أمر وطلب عاجل يمكن أن نطلبه. هناك تهديدات دائمة على مناطقنا وأمننا في خطر دائم، ولابد العمل على احلال الأمان والأمن هنا. والأمر الآخر من أجل مستقبل مناطقنا السياسية كما تعلمون هناك إدارة مدنية تقوم بعملها و لكي نستطيع محاربة "داعش" وتحقيق السلام لا بد من الاعتراف بهذه الادارة المدنية من الناحية السياسية. لدينا مشاكل تتعلق بالأمن والأمان و الخدمات العامة، لذا سنطلب مساعدة هذه الادارة هنا ضمن هذا المجال وهكذا ستتطور الحلول السياسية. هذه هي أولوياتنا. باختصار نطلب من الادارة الجديدة العمل أكثر من الناحية السياسية لإيجاد الحلول السياسية هنا.

- روبين: ذكرتم قبل قليل التدخلات والتهديدات الخارجية أريد أن اسألكم عن تركيا والتي هي جارتكم وبنفس الوقت هي حليف أمريكا. تركيا تقول أن الكرد في سوريا يشكلون تهديدا على أمني القومي. يا ترى هل أنتم كقوات سوريا ديمقراطية وكشعب كردي في سوريا تشكلون تهديدا لتركيا؟

- الجنرال عبدي: لا، بكل تأكيد لا، قلناها من قبل و نعيدها ثانية نحن لا نشكل أي تهديد على تركيا والأتراك يعلمون ذلك أكثر منا. بالعكس هم من هجموا علينا و قاموا باحتلال ثلاث من مناطقنا، بينما نحن لم نقم بشن أي هجوم على تركيا من داخل حدودنا. سياستنا مع الدولة التركية لم تتغير. لسنا طرفاً في استهداف تركيا وهجومها على أطراف كردستانية أخرى. لدينا حدود طويلة وواسعة مع الدولة التركية ونريد حل مشاكلنا معها بالحوار. أن من يقوم بالضغط هي الدولة التركية وهي التي  تحتل أراضينا. نريد حل موضوع مناطقنا المحتلة مع الدولة التركية عبر الحوار. و لذلك نأمل أن تساعدنا الادارة الأمريكية بشكلٍ جدي في هذا الأمر.

- روبين:  هل أنتم جاهزون في حال طلبت منكم الإدارة الجديدة الجلوس مع تركيا؟

- الجنرال عبدي: بالطبع. لدينا مشاكل مع الدولة التركية وأهمها المناطق المحتلة لذلك نريد حلها مع الدولة التركية. بالطبع نحن جاهزون و ليس لدينا مشاكل من هذه الناحية، لذلك نرجح الحلول السلمية على الحرب مع تركيا.

- روبين: في السابق ذكر السيد بايدن ومستشاره للأمن القومي جاك سليفرمن حقوق الكرد في تركيا و تكلموا عن ذلك و قالوا بانهم  سوف يساعدون على فتح الحوار بين الكرد في تركيا ( شمال كردستان) و تركيا مرة ثانية لحل المشاكل هناك. و أنتم كقوات سوريا الديمقراطية هل تجدون هذه الخطوة ايجابية ان حدثت هل ستكونون جاهزون للعب أي دورٍ فيها؟

- الجنرال عبدي: انها حقيقة، وضع الكرد في الأجزاء الأربعة مرتبط ببعضه البعض. ولذلك حل القضية الكردية في شمال كردستان، سيكون له تأثير كبير على حل القضية الكردية بمجملها. لذلك إن لم يتم تحقيق السلام في تركيا، فلن يتم ذلك في باقي الأجزاء. لكي نصل الى حلول مع الدولة التركية في روجافا ( غربي كردستان ) لا بد من حل الأمور في شمال كردستان و بشكل خاص لدور السيد اوجلان، فدوره بارز و يؤثر على الحركة السياسة في شمال كردستان. ان تم الوصول الى حل هناك بالحوار مع السيد أوجلان بالطبع سيؤثر ايجابا على جميع الأجزاء  بما فيها روجافا. و نرى أن أي خطوة و عمل يدعو الى حل القضية الكردية ككل مع الدولة التركية، هي الخطوة الأفضل للجميع.

- روبين: هل يجب أن يأخذ الشعب الأمريكي بعين الاعتبار موضوع أمن مناطقكم وايجاد الحلول للمسألة السورية؟

- الجنرال عبدي: في حال تم حل الأمور عندنا و في مناطقنا فهذا سيؤثر على أمن العالم أجمع. نحن نؤمن بأنه ان لم يتم حل المسألة الكردية في شمال سوريا و خاصة شمال شرق سوريا إن لن يتم حل السألة السورية ككل. سيبقى هناك داعش في المنطقة وسيبقى هناك  دائما أولئك الذين يهددون مصالح الدولة الأمريكية. والقوات المختلفة المتواجدة ستعزز من التناقضات بينها وبين امريكا و سيقوى وجودها بشكل يؤثر على مصالح أمريكا. سيكون هناك خطر دائم. لذلك تقديم الدعم لمناطقنا سياسهم في تحقيق الأمن و هذا سيؤثر ايجابا على أمن أمريكا.

- روبين: في الوضع الحالي ما هو وضع المسيحين والايزيدين كأقليات متواجدة. هناك تقارير من عفرين عن الوضع السيئ للايزيدين. كيف تعلق على ذلك؟

- الجنرال عبدي: المسيحيين والإيزيدين هما من القوى الأساسية في قوات سوريا الديمقراطية و قد واجه المسيحيون والايزيديون الكثير من الآلام وخاصة من قبل داعش و الفصائل الاسلامية الراديكالية الأخرى، لذلك انضموا الى قواتنا من أجل حماية أنفسهم من الهجمات.  الايزيديون واجهو داعش في شنكال والعراق و للأسف هنا أيضا في سريكانية وعفرين فقد تم ممارسة أقسى أنواع الظلم تجاههم حيث تم قتلهم واحتلال قراهم و مناطقهم وقد مروا بخطر الابادة الجماعية. يتم ممارسة الضغط عليهم هناك في المناطق المحتلة ومنهم من يتواجد في مخيمات النزوح هنا. هذه مشكلة كبيرة و من واجب كل شخص وكل شخص ديمقراطي و لذين يتخذون المساواة و العدالة الدينية أساسا لهم ونحن نعلم أن لدى أمريكا مرتبة بارزة في موضوع  الحريات الدينية و حماية الأقليات الدينية، لذلك هم أيضا من واجبهم حماية الايزيديين والمسيحيين وبحث قضيتهم.

- روبين: لقد ذكرتم قبل قليل أن وضع الكرد مرتبط ببعضه البعض. كيف هي علاقتكم مع الكرد في اقليم كردستان العراق؟ و أنتم تلعبون دورا بارزا في مسألة توحيد الصف الكردي؟ الى أين وصلتم؟ و كيف هي العلاقات و التواصل فيما بينكم؟

- الجنرال عبدي: في الحقيقة أن بيننا و بين باشور كردستان (كردستان العراق) علاقات كثيرة وليست علاقات سياسية فقط لدينا علاقات تجارية فهي البوابة الأساسية لنا و من هذه الناحية هناك تواصل و حوار لتطوير ذلك. ونريد من رئاسة و ادارة باشور كردستان ان يلعبا دورهما في دعم روجافا في كافة النواحي السياسية و التجارية و الأمنية. هناك يوجد كيان كردي ذو امكانيات وهم أصحاب تجربة وخبرة كثيرة. هناك تواصل وعلاقات ولكنها ليست بالمستوى الذي نرغب به نريدها أن تكون أقوى بكثير. و هناك حقيقة أن الدولة التركية تحاول دائما ضرب الكرد ببعضهم البعض  و تريد أن يشتعل فتيل الحرب بين جنوب كردستان ( باشور ) و شمال كردستان ( باكور) و هذه رغبة تنبع من عداوة للكرد.

نرى أن قوات البشمركة تقف ضد هذه الألاعيب و نحن سعداء بذلك وهذا أمر ايجابي ونتمنى أن يقوم باشور كردستان بتقوية علاقاته مع جميع أجزاء كردستان و خاصة مع روجافا و تقديم الدعم له ونريد أن تكون علاقاتنا أقوى من ذلك.

- روبين: كيف هي علاقاتكم مع الحكومة السورية و خاصة بعد ظهور بعض الخصومات؟

- الجنرال عبدي: بالفعل نظام البعث لم يغير من فكره ابدا ويرغب بإعادة الجميع الى ما قبل 2011 . لا يقبل بحقوق الكرد و ا بحقوق المكونات الأخرى و يرى نفسه منتصرا ويرغب بالعودة بنفسه الى عهده السابق. يطبق الحصار على آأالينا المهجرين من عفرين الى شهبا وحلب و قاموا ببعض الاعتقالات ونحن قمنا بحماية أهالينا هناك. لذلك حصلت مواجهات بيننا ولكننا لا نريد أن ندخل مع حكومة دمشق في أي مواجهة لا الآن و لا في وقتٍ آخر. نرغب بحل أمورنا ومشاكلنا عبر الحوار طبعا على أساس ضمان حقوق الكرد وحقوق جميع المكونات في مناطقنا.

- روبين: السيد مظلوم معروف عن كرد سوريا بأنهم الأخ الأصغر لباقي الأجزاء. و في السنوات الأخيرة يقول العديد من الأمريكيين أن كرد سوريا هم من يرفعون العلم الكردي نيابة عن جميع الكرد. و في أمريكا عندما يتم التكلم عن الكرد يتذكرون YPG-YPJ-HSD و من الشخصيات يتذكرونكم.

- الجنرال عبدي: نعم صحيح.

- روبين: و تتذكرون أثناء ادارة ترامب إنه قال مرتين و هو تحت ضغط فريق الادارة معه أنكم تحبون الجنرال مظلوم أكثر مني و قال ذلك و هو منزعج و لكن بنفس الوقت هناك أصدقائكم الذين ينتقدونكم هنا ويقولون رغم الامكانيات التي لديكم و المحبة التي تحظون بها، لماذا لا يستغلون ذلك لصالحكم و تقومون بتقوية علاقاتكم أكثر. كيف ترون هذا النقد؟

- الجنرال عبدي: نحن نرى دعم الشعب الأمريكي لقواتنا ولإدارتنا السياسة، هذا أمر مهم جدا و نشكرهم على ذلك. وقف الشعب الأمريكي معنا و القوى السياسية ايضا وقفت معنا و الاعلام الأمريكي قام بدعمنا أيضا وعناصر الجيش الأمريكي كانوا معنا و نحن سعداء بذلك. و لكن كما قلنا أن نشاطنا و تعريفنا أكثر بالمجتمع الأمريكي نشاط ضعيف وهناك بعض النواقص والأخطاء و قد تم نقدها. وقد وضعنا برنامج لنا لعام 2021 و خاصة في مجال تبادل الزيارات بين الشعبين و تبادل اللقاءات السياسية وسنتابع  هذا الموضوع. لكن لا بد ان تعلموا أنه كانت أمامنا عوائق ومصاعب متعلقة بالسفر، و نتمنى ان نحل هذه الأمور في القريب العاجل. بشكل عام نعلم أن هناك نواقص في موضوع عملنا هناك وهذا العام  سنزيد من تواصلنا مع أصدقائنا بشكل أكثر واقوى، لكي نستطيع بحث قضيتنا بشكل أكثر قوة. العمل في أمريكا سيساعد كثيرا على حل المسألة السورية ككل.

- روبين: تم دعوتكم من قبل الكونغرس الأمريكي للقدوم الى أمريكا. هل ستستطيعون القدوم و تلبية دعوتهم من الأصدقاء الذين دعوكم؟

- الجنرال عبدي:  نعم صحيح تم دعوتي و لكن كنا في حالة حرب وكانت هناك مصاعب كثيرة لذلك لم نستطع القدوم إلى واشنطن، ولكن عندما نستطيع ان نوصل قضيتنا بشكل أفضل الى الأمريكيين عندها  من الممكن أن نلبي الدعوة و سأكون سعيدا ان استطعت زيارة أمريكا و مقابلة المسؤولين الأمريكين بشكل مباشر لتباحث قضيتنا و تقديم الحلول معا.

- روبين: لقد قمتم بالتواصل مع ترامب في السابق هل تواصلتم الى الآن مع السيد بايدن أو ممكن أن يحصل التواص قريبا؟

- الجنرال عبدي: لا. لدينا علاقات مع المسؤولين عن الملف السوري من قبل أمريكا و نتمنى أن نزيد من تواصلنا أكثر.

- روبين: السيد مظلوم نريد من حضرتكم كلمة أخيرة و لكن قبل ذلك اريد ان أخبركم أن قبل بيومين تم اطلاق كتاب " بنات كوباني" و أنتم من كوباني وقمتم بقيادة الحرب لحماية كوباني. و كوباني هي الآن رمز للكرد ومكان تعريف العالم بالكرد. كصحفي أقول دائما أنه في السابق كان الكرد يعرفون بأنهم مساكين ومغلوبين على أمرهم، لكن بعد كوباني يحترم العالم الكرد كثيرا و يتعاطفون معهم و حجزوا مكانا في قلوب العالم. هناك الآن كتاب باسم " بنات كوباني" وهذا الكتاب أخذ شهرة كبيرة والآن السيدة وزيرة خارجية السابقة هيلاري كلينتون وابنتها يريدان تحويل الكتاب الى فيلم. وبنفس الوقت تم انتاج فيلم آخر من قبل الفرنسيين عن YPJ . في هذا الوقت اطلاق كتاب مثل بنات كوباني ماذا يعني لكم؟ و كيف يمكنك التكلم عن كوباني؟

- الجنرال عبدي: هذا العمل ذو قيمة كبيرة ونشكر الكاتبة كثيرا وعندما أتت الى كوباني قامت بإجراء ريبورتاج معي وساعدتها كثيرا ورفيقات YPJ قاموا بمساعدتها وقامت بإنتاج كتاب وعمل قيم جدا وأؤمن أن هذا العمل يليق بمقاومة كوباني ويليق بمقاومة بنات كوباني وأشكرها.

مقاومة كوباني تستحق هذا العمل. لكي يتم تعريف كوباني بالمجتمع الأمريكي. نحن نفتخر بذلك. و نتمنى أن يتم تخليد كل المعارك، ليتم مشاركتها مع كل العالم.

روبين: القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية نشكرك كثيرا ورغم انشغالكم أعطيتمونا فرصة للقاء معكم في صوت امريكا. باسم جميع العاملين معنا والمخرج فرات نشكركم جزيل الشكر.

الجنرال عبدي: نشكركم أيضا كل الشكر.