وجاء ذلك، خلال بيان أدلت به منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، اليوم الثلاثاء، بمشاركة ممثلات عن كافة التنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا.
البيان قرئ باللغات الثلاث، الكردية من قبل عضوة منسقية مؤتمر ستار، ريحان تمو، وبالعربية من قبل عضوة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، شادية عمر، وبالسريانية من قبل الرئيسة المشتركة للشبيبة السريانية التقدمية في سوريا، مريانا عيسى، وذلك في ملعب شهداء 12 آذار بمدينة قامشلو.
أشارت المنصة في مستهل بيانها: "أن المرأة ومنذ فجر التاريخ لعبت دوراً هاماً وكبيراً في تحقيق الظاهرة المجتمعية لدى الإنسان؛ حيث كانت القوة الأساسية لتكوين المجتمعية وتطورها، وكان المجتمع الأمومي مجتمعاً عادلاً حراً، خالٍ من العنف والحروب، لكن بولادة الأنظمة الهرمية الدولتية الأبوية والتي كانت على حساب اغتصاب وكدح قيم المرأة، جردتها من مكانتها ومن قدسيتها؛ لأن هذه الأنظمة يعلمون إن لم يتم استعباد المرأة، فلن يستطيعوا التحكم بالمجتمع، وتحقيق مصالحهم السلطوية".
وأضافت: "بذلك تم استعباد المرأة، واستبعادها من كافة مجالات الحياة، السياسية والاقتصادية والثقافية، بعد فرض أيديولوجيات وتوجهات كثيرة عليها والتي هي من خلق وبدع الذهنية السلطوية المهيمنة، حيث أصبحت بعد أن كانت آلهة، عبدة ومادة معابة، وآلة للإنجاب، وسلعة، وعاملة بائسة يائسة".
'8 آذار من عام 1857، هو غيض من فيض'
وأكدت أن يوم 8 آذار من عام 1857، هو غيض من فيض، وقالت إن: "نضال النساء ضد الذهنية الذكورية والأنظمة الحاكمة لا يزال مستمراً، من نضال العاملات في معمل النسيج، إلى روزا لوكسمبورغ وليلى قاسم، ومن سارا وفيدان وليلى إلى أفين، ومن جينا أميني إلى جيان وناكهان، ومن وداد وهند وسعدة إلى هدية وجيجك وزينب وغيرهن".
وأشارت المنصة إلى أن هذه الأنظمة تعلم جيداً، أن المرأة الواعية لتاريخها، والمناضلة لنيل حريتها، وضمان حقوقها، تشكل خطراً على عرشها ومصالحها (الأنظمة)، بقولها "ما نراه في أفغانستان وإيران وتركيا وسوريا من قمع لحريات المرأة وممارسة أبشع جرائم العنف بما فيها القتل، وخاصةً في المناطق التي احتلتها الدولة التركية، واستهدافها للقياديات والرائدات خير دليل على ذلك".
ومع قرب 8 آذار، حيّت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، جميع نساء العالم، وفي مقدمتها انتفاضة الجدائل في إيران، وانتشار شرارتها تحت شعار " "Jin, Jiyan, Azadî(المرأة، الحياة، الحرية)، في كل أنحاء العالم"، مؤكدة أن "هذه الانتفاضة لا تعبر فقط عن نضال المرأة من أجل حريتها بل من أجل حرية المجتمعات أيضاً".
كما هنأت "قائد الإنسانية المفكر الأممي عبد الله أوجلان، الذي أهدى أيديولوجية تحرر المرأة في عيدنا؛ لنناضل بفكر حر، من أجل بناء مجتمع حر، وحياة حرة". داعية نساء العالم للتضامن مع انتفاضة المرأة في روجهلات كردستان وإيران، وتوحيد مواقفهن وصفوفهن ونضالهن للرفع من وتيرة النضال ضد كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد المرأة والمنطقة.
'لنجعل من آذار، شهر للنضال والمقاومة'
وشددت "آن الأوان لنحول هذا اليوم، ليوم الحرية والتحول الديمقراطي، كما حولتها النساء من حدث أليم إلى عيد وأمل بعد إضرابهن وإصرارهن وكفاحهن، ولنجعل من شهر آذار، شهر للنضال والمقاومة لهز عرش الإمبراطوريات، وإزالة الأقنعة؛ لإظهار حقيقتها للعالم أجمع، ولنجعل هذا القرن، قرن حرية المرأة ودمقرطة المجتمعات".
وكشفت المنصة خلال البيان عن برنامج فعالياتها، واتخذت "شعارJin, Jiyan, Azadî ، نحو ثورة المرأة" شعاراً رئيساً لها.
منوهة إلى أنه اُلغي جميع الحفلات والفرق الفنية، حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم تحت أنقاض الزلزال الذي دمر الكثير من مناطق باكور كردستان وشمال غرب سوريا، كما أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، ولم يتم إخراجهم بعد والتعرف على هويتهم.
وتضمن برنامج فعاليات 8 آذار، حسب بيان المنصة، "إعطاء محاضرات في كافة المدن والقرى، إنارة مداخل المدن، وتعليق يافطات، تنظيم مسيرات جماهيرية في كل المقاطعات في يوم 8 آذار".