قتل والدها قبل ولادتها، انتقلت أمها وهي حامل بها من غزة إلى دمشق، ربتها جدتها، تزوجت بشاب من كوباني فقد حياته في التصدي لهجمات مرتزقة داعش، وبعد نزوح استمر أكثر من سنة عادت إلى موطن زوجها لتربي أطفاله الثلاثة.
كوباني
anf
السبت, ٦ فبراير ٢٠١٦, ٠٩:٤٣
قتل والدها قبل ولادتها، انتقلت أمها وهي حامل بها من غزة إلى دمشق، ربتها جدتها، تزوجت بشاب من كوباني فقد حياته في التصدي لهجمات مرتزقة داعش، وبعد نزوح استمر أكثر من سنة عادت إلى موطن زوجها لتربي أطفاله الثلاثة.
حسنة حسين عيسى أو كما يطلق عليها حسنة الفلسطينية، امرأة في الـ 30 من العمر، عاشت حياةً مريرة منذ أن فتحت أعينها على الحياة، وبدأت مسيرة النزوح منذ أن كانت جنيناً في بطن أمها، من غزة، إلى أحياء دمشق، فكوباني وباكور وأخيراً العودة مجدداً إلى كوباني.
تعود بأصولها إلى مدينة غزة
حسنة عيسى امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 30 سنة، تعود بأصولها إلى قطاع غزة في فلسطين، قتل والدها حسين عيسى خلال مواجهات حدثت بين المواطنين والقوات الإسرائيلية عام 1985، وهي لا تزال جنيناً في بطن والدتها “موزل محمود سمور”.
وبعد فقدان والدها لحياته، توجهت والدتها “موزل سمور” مع ابنها الصغير رياض عيسى وهي حامل بابنتها حسنة، إلى سوريا، وتوجهت إلى العاصمة دمشق واستقرت في منطقة جرمانا، وبعد عدة أشهر أي في 13 أيار عام 1985 رزقت الأم بطفلة أطلقت عليها اسم حسنة.
بعد شهر من ولادتها فقدت والدتها أيضاً
وبعد شهر من ولادتها، توفت والدة حسنة، تاركةً وراءها حسنة وشقيقها رياض، فتولت جدتها لأبيها (يحيا دخل الله وهي تركية الأصل) تربيتها، وانتقلت بذلك حسنة من جرمانا إلى منطقة السيدة زينب حيث تعيش الجدة.
وكانت الجدة تعيش في ظروف من الفقر المدقع الأمر الذي انعكس على طريقة حياة حسنة وشقيقها رياض.
لم تلتحق بالمدرسة لسوء الأوضاع المعيشية
ولم تستطيع حسنة الالتحاق بالمدرسة لأن أوضاعهم المعيشية كانت صعبة جداً في ذلك الوقت. وواصلت حياتها عند جدتها حتى سن الـ 15، وفي هذه الأثناء التقت في منطقة السيدة زينب بمواطن من كوباني يعرف باسم “عبد أصلي” وكان عمره 35 سنة فتزوجت منه وهي في هذا السن.
الزوج عبد أصلي ابن قرية شيران في مقاطعة كوباني، كان يعيش في منطقة السيدة زينب بدمشق ويعمل كسائق لسيارة أجرة.
النظام يعتقل زوجها
وبعد مرور سنتين على زواجها من عبد أصلي أعتقل زوجها بقضية قتل وحكم عليه بالسجن 6 سنوات. وطوال فترة بقاء زوجها في السجن عملت حسنة كمستخدمة لدى دكتور في منطقتها كي تستطيع الاستمرار بحياتها، وبعد 6 سنوات عاد إليها زوجها، وعاشا حياة بسيطة ورزقا بطفلة أطلقا عليها اسم جميلة وهي تبلغ من العمر 7 سنوات الآن.
نزوح من دمشق إلى كوباني
ومع اندلاع الأزمة في سوريا والهجمات التي حدثت في منطقة السيدة زينب، نزحت حسنة مع زوجها وطفلتها في عام 2012 إلى مقاطعة كوباني واستقرت في قرية شيران جنوبي المقاطعة.
وبعد فترة من الوصول رزقت بابنتها الثانية “فوزية” البالغة من العمر 3 سنوات الآن، ولاحقاً بابنها مصطفى ذو السنتين.
الزوج ينضم إلى وحدات حماية الشعب ويستشهد
ومع بدء هجمات المجموعات المرتزقة على مقاطعة كوباني عام 2013 وإعلان النفير العام في المقاطعة، انضم زوج حسنة، عبد أصلي إلى وحدات حماية الشعب وشارك في القتال ضد المرتزقة في عدة جبهات، وخلال الهجمات التي تعرضت لها صوامع صرين في آذار 2014، فقد عبد لحياته في الـ 19 من آذار 2014 بصوامع صرين.
وباستشهاد زوجها، لم يبق لحسنة سوى أولادها الثلاثة، تربيهم خصوصاً أنها لم تعرف شيئاً عن شقيقها رياض، وذلك بعد أن نزحوا من دمشق إلى كوباني وفقدان جدتها (يحيا دخل الله) لحياتها منذ 7 سنوات.
من كوباني إلى برسوس
ومع بدء هجمات مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني بتاريخ 15 أيلول 2014 نزحت حسنة مع أطفالها كالعديد من العوائل إلى باكور كردستان خوفاً من ممارسات المرتزقة. وبعد نزوحها إلى باكور كردستان استقرت في قرية علي كور التابعة لبرسوس وأقامت في منزل إحدى عوائل القرية وعملت هناك في أراضي الزيتون مدة سنة بهدف تأمين لقمة العيش.
وتقول حسنة عن معاناتها مع النزوح “في كل مرة كنت أنزح فيها، كنت أرغب في الموت على العذاب الذي كنت أقاسيه”، وأشارت أن ما مرت به من ظروف صعبة لا يمكن نسيانها أبداً.
العودة والعيش في مخيم عوائل الشهداء
وتمكنت المواطنة حسنة من العودة مرة أخرى إلى مقاطعة كوباني قبل شهر، بعد أن لاقت صعوبات كبيرة وهي بعيدة عن مدينتها التي فقد فيها زوجها لحياته.
وبعد عودة حسنة مع أطفالها إلى مقاطعة كوباني، توجهت إلى مخيم عوائل الشهداء واستقرت هناك. وتشرف مؤسسة عوائل الشهداء في المقاطعة على تأمين احتياجاتها واحتياجات أطفالها، وتقدم لهم كافة المستلزمات.
ستواصل حياتها في كوباني
وتؤكد حسنة أنها ستواصل حياتها في الأرض التي فقد زوجها فيها لحياته دفاعاً عنها، وستربي أولادها على حب الأرض والتمسك بها، وفي هذا السياق ناشدت كافة أهالي مقاطعة كوباني وخاصة الشباب منهم بالعودة إلى أرض آبائهم وتعميرها من جديد.