مهما عانت المرأة من المعاناة إلا أنها تبقى ذات إرادة قوية

يازي شيخو امرأة متزوجة من مقاطعة تل أبيض تروي قصتها ومعاناتها, وقصة زوجها المصاب بخلل عقلي منذ عامين الماضيين نتيجة ضربة على رأسه في السجن من قبل مرتزقة داعش.

في مجتمع كان يسوده ظلم ومعاناة وإنكار لوجود وإرادة المرأة ,مجتمع حكمته سلطات ذو ذهنية ذكورية ليس للمرأة أي اعتبار فيه أو أية حقوق وبعد سيطرة مرتزقة داعش ساد الظلام أكثر فأصبحت المرأة سلعة بأيديهم تباع وتشترى ,وتتعرض للإهانات وتواجه مشاكل ومعاناة لا حدود لها ,وبعد أن تحررت المرأة من هذا الظلام السائد فلم تنتهي معاناتها هنا فهنالك قصص داخل بيوت لا يعلم بها أحد ,أو قصص نواجهها كل يوم في مجتمع تحرر من تللك الذهنية ,وهنالك قصص نسمع من راويها ومن هذه القصص القصة التي ترويها المواطنة يازي شيخو من مقاطعة تل أبيض/كري سبي .

يازي شيخو إمرأة متزوجة من مقاطعة تل أبيض تعمل في المدرسة تعيش معاناة من زوجها المصاب بخلل عقلي نتيجة ضربة على رأسه في سجن المرتزقة ,والذين قاموا بضربه على رأسه مما أدى إلى خلل في عقله ,وهذا ما يؤدي إلى تعذيبه لزوجته يازي كل يوم وضربها إن عصت أوامره كما تقول ,أو عدم الاهتمام به وفي بعض الأحيان تتعرض لمحاولة القتل على يده بالسكين .

يازي شيخو المرأة المتلهفة للعيش بسلام وحرية كأي امرأة نالت الحرية  والتي تتصف بإرادة قوية تروي لنا  قصتها : أنا امرأة متزوجة من سكان مدينة تل أبيض ولدي أبنتان، قبل أحداث الثورة السورية زوجي لم يكن لعقله أي خلل أو مرض وكنا نعيش كأي عائلة تعيش في هذا المجتمع , ولكن بعد دخول المرتزقة للمدينة سجنوا زوجي لمدة سنتين بتهمة أنه يتاجر بالدخان.

وأشارت يازي بأن المرتزقة بعد أن أخذوا زوجها عاملوه بوحشية وجلدوه كما ضربوا على رأسه وبعد سنتين قضاها في السجن عاد إلى البيت مصاباً بمرض وخلل في عقله نتيجة الضربة القوية التي أتت على رأسه من قبل المرتزقة فبعد ذلك لم يعد حاكماً على تصرفاته وعقله.

تابعت يازي قصتها وقصة زوجها مؤكدة بأن زوجها بعد أن فقد التحكم بتصرفاته أصبح يضربها وفي بعض الأحيان يكون حاملاً السكين ويحاول قتلها :في بعض الأحيان يقوم زوجي بمحاولة قتلي بالسكين إذا عصيت أوامره أو لم أهتم به فبعض المرات أصرخ بصوت عالي يسمعني الجيران فيقومون بفكي من بين أيديه ,كما أنه يقوم بظلمي والتآمر علي ولكن كل هذا من غير إرادته فهو يفقد التحكم بتصرفاته.

ونوهت يازي بأنها تعمل الآن في مدرسة في المدينة لتستطيع أن تلبي حاجات عائلتها زوجها وابنتيها ,ولكي تأمن لقمة عيشهم والصرف عليهم سواء من ناحية  التدريس أو الصرف عليهم وشراء كل ما يلزمهم مثل اللباس ,الطعام ,الشراب وغير ذلك,فأنا لا أستطيع أن أتركهم وأترك زوجي لوحده بهذه الحالة.

استمرت يازي بحديثها قائلة : زوجي لا يعمل في أي مؤسسة أو أي عمل حر فهو لا يستطيع العمل بحاله هذا ,فهو دائما يمكث في البيت وفي بعض الأحيان يغني ويرقص ويضحك من دون أي سبب .

واختتمت بازي حديثها بالقول أعاني كثيراً وأتعرض لضرب ومحاولة قتل وإهانة ولكن هذا لا يكسر من إرادتي فأنا امرأة والمرأة مهما عانت فتبقى ذات إرادة قوية .