العلاقات السعودية المصرية تمر بحالة من المفاجآت التي جعلت مصر تشعر بالصدمة منها، مثل قرارات توقف الشركة النفطية السعودية بإمداد الجانب المصري بالبترول المتفق عليه ضمن اتفاقيات مبرمة بين الجانبين منذ عشرات الأعوام، الأمر الذي يعتبره المراقبون عائداً لتأثيرات العلاقة الحميمية بين السعودية وتركيا.
وحول التفاصيل السياسية القائمة في طبيعة ذاك الموقف الذي تشهده الساحة السياسية السعودية المصرية فسر أستاذ الجغرافيا السياسية الدكتور خالد العيلة طبيعة المشهد القائم لوكالة انباء هاوار بأن الحديث حول طبيعة الأسباب الأساسية لانقطاع الدعم البترولي السعودي لمصر المنصوص عليه ضمن اتفاقيات مبرمه بين الاطراف أنها ليست واضحة ولم يصرح الجانب السعودي بأي تصريح يوضح تلك الأسباب خلف هذه القرارات المفاجئة.
واعتبر خالد العيلة أن العلاقة السعودية تجاه مصر تهدف لإثبات السعودية ثقلها في المنطقة، خاصة أن مصر تلعب دوراً مركزياً في الوطن العربي والمنطقة منذ عقود، دافعاً ذلك السعودية لمحاولة اثبات قوتها خلال حربها ضد اليمن في ظل صراع محاور القوى التي تشهده المنطقة العربية.
بالإضافة إلا أن التحالف السعودي الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وباكستان و السودان يأتي في إطار ترسيخ مفهوم الدور القيادي للسعودية على حساب الدور المصري من بعد العراق، ويعد من أهم المؤثرات على تلك العلاقات التحركات السعودية وقربها من الحكومة التركية واعتبارها كبديل عن القاهرة.
واعتبر العيلة أن إدراك القيادة المصرية مخاطر السياسة السعودية القائمة صوب بعض القضايا دفعها إلى اجراء خطوات مضادة وأبرزها التحفظ عن المشاركة في العملية العسكرية البرية في اليمن والمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، ويعد التقارب المصري الروسي بالأمر المزعج للسعودية، باعتبار أن المواقف المصرية تجاه الأزمة اليمنية والسورية وحسن العلاقة مع ايران يجعل الموقف المصري الروسي بأفضل حالاته.
واعتقد العيلة أنه مهما حصل من تباعد في العلاقات المصرية السعودية فلن تصل الأمور ولن تحمل نفس المخاوف التي تحملها الخلافات السعودية الايرانية، مما يجعل تفسير الموقف بأن ما يحصل عبارة عن تباعد مواقف وليس خلافاً، منوهاً أن توجه مصر نحو ايران و روسيا يأتي جراء تخوفها من التحالف السعودي التركي القطري الذي يهدد الأمن القومي المصري، باعتبار تلك الدول تدعم الاخوان المسلمين.
وأشار العيلة أن التوافق هام بين مصر والسعودية من أجل بناء موقف عربي راسخ، وخروج القاهرة من أزماتها الاقتصادية، لكون العالم العربي بدون الدور المصري سيكون عاجزًا وضعيفًا، واصفاً العلاقات بين مصر والسعودية تعيش حالة من الجفاف، متألما لعدم تواجد وساطة عربية لإنهاء الأزمة والفجوة فيما بينهما.
أما بالنسبة للعلاقات الإيرانية المصرية نوه العيلة أن مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما منخفض، فهو على مستوى بسيط، ولم يصل إلى درجة سفير، لعدم وجود علاقات معلنة ولا سرية بين البلدين، لذلك فإن العلاقة المصرية الإيرانية ضعيفة، فالموقف المصري من السعودية ليس له علاقة إيرانية أو أي تدخل خارجي، فالخلافات بينهم ستزول، ولن تتوانى مصر في الوقوف بجانب العرب إذا تعرضوا لأي خطر سواء من إيران أو غيرها.
وفي ختام حديثه قال أستاذ الجغرافيا السياسية الدكتور خالد العيلة “رغم الحالة التي تشهده المنطقة العربية من حركة استدعاءات دبلوماسية للسفراء العرب من طهران، هذا لا يعني أن الدور المصري بما تملكه من قوة عسكرية وتأثير ديني عبر الأزهر الشريف، سيقف على الحياد أو عدم الدفاع عن الخليج والعرب في حال أي تدخل إيراني أو غيره في المنطقة العربية، وهذا يبدو واضحاً وجلياً من خلال مشاركة مصر في عاصفة الحزم.