الشيخ مقصود .. قصص من المقاومة

تقاوم نساء حي الشيخ مقصود في مدينة حلب بكافة الطرق لتأمين المستلزمات الحياتية لأطفالهن، في ظل المعاناة التي يعيشها الأهالي في ظل الحصار.

 تقاوم نساء حي الشيخ مقصود في مدينة حلب بكافة الطرق لتأمين المستلزمات الحياتية لأطفالهن، في ظل المعاناة التي يعيشها الأهالي في ظل الحصار.

ويشهد حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية بمدينة حلب حصارًا وهجمات من قبل المجموعات المرتزقة التي تعمل لصالح العديد من القوى العالمية المشاركة في تأزيم الوضع في سوريا، ويعاني الحي حصارًا من قبل مرتزقة جبهة النصرة وأحرار الشام وأحرار سوريا منذ 22 أيلول/سبتمبر 2015، الأمر الذي أدى لفقدان المواد الحياتية الأولية. ولعبت المرأة الكردية والعربية دوراً ريادياً في التأقلم مع حالة الحصار المطبقة على الحي. واعتمدت المرأة على مواد بديلة في تأمين أبسط المستلزمات الحياتية اليومية وسط حالة الفقر التي يعيشها سكان الحي، عبر إعداد الطعام وايقاد النار مع عدم توفر اسطوانات الغاز والمحروقات وارتفاع أسعارها إن

وجدت. واخترعت نساء الحي طريقة بديلة لإعداد الطعام على النار بدلاً من استخدام أسطوانات الغاز التي فقدت ظهورها في الحي. ألا وهي تقسيم برميل المازوت (برميل فارغ) إلى قسمين وفتح نافذة جانبية لوضع الخشب وأكياس النايلون من خلالها لإشعال النيران، إلى جانب وضع قضيبين معدنيين في أعلى نصف البرميل لإسناد القدر (الطنجرة) عليها، أثناء عملية تحضير الطعام.

وبالنسبة إلى كيفية تأمين وقود لإشعال النار، اعتمدت النساء إلى حرق بعض الأثاث المنزلي وقطع الأخشاب وأكياس النايلون التي يجمعها الأطفال في شوارع الحي.

وبقدوم فصل الشتاء تحول وضع الحي من سيء إلى أسوأ نتيجة هطول الأمطار وصعوبة إشعال النار أثناء إعداد الطعام. وباتت المرأة تقاوم كل الظروف الحياتية الصعبة والمريرة لعدم إحساس أولادهن بأنهم يعانون الأزمة، ومن أجل العيش بكرامة والحصول على حياة حرة. حيث جعلن من معاناتهن حكاية يرويها التاريخ للأجيال القادمة. 

المواطنة فريدة عثمان (65) عاماً أم لسبعة أولاد، باتت ملامح الإرهاق تظهر على وجهها من شدة التعب، تقول “لن نستسلم لمثل هذه الظروف القاسية التي نعانيها في حياتنا اليومية، فأعمالنا كلها باتت صعبة ليست كما في السابق. ولا يوجد شيء متوفر لنا حتى أبسط المستلزمات الحياتية، أصبحنا نحرق أثاثات منزلنا وملابس أطفالنا كي لا نبقى جائعين طوال اليوم، وكل هذا بسبب الحصار الذي تفرضه مرتزقة جبهة النصرة وأتباعها علينا”.

نذيره بلال (53) عاماً أم لأربعة أولاد تقول بعزم وإصرار “نحن كنساء قاطنات في الحي سنبقى نقاوم كل الظروف وسندبر مستلزماتنا اليومية بأنفسنا وبشتى الطرق، كي لا نحتاج لمثل هؤلاء المرتزقة الذين يدّعون حماية الأهالي وتخليصهم من الظلم، نعيش حياة يومية قاسية جداً، من جهة نقوم بإعداد الطعام على النار ولكي نطعم عائلتنا سنفعل المستحيل، ومن جهة أخرى عدم توفر مادة المازوت التي باتت حلم في بيوتنا، فنضطر لإحراق كل ما يوجد لدينا من أجل تأمين ملاذ دافئ”.

...