المرأة هي من تبدع

تعتبر حياكة الصوف وصناعة الملابس الصوفية من التقاليد المتوارثة بين نساء مقاطعة عفرين، فهي تنتشر بشكل كبير بين ربات المنازل اللواتي تقضين أوقات فراغهن بصناعة الملابس والاكسسوارات الصوفية لأفراد العائلة.

 تعتبر حياكة الصوف وصناعة الملابس الصوفية من التقاليد المتوارثة بين نساء مقاطعة عفرين، فهي تنتشر بشكل كبير بين ربات المنازل اللواتي تقضين أوقات فراغهن بصناعة الملابس والاكسسوارات الصوفية لأفراد العائلة.

وتٌعرف المرأة الكردية بشغفها بالعمل والعطاء غير منقطع النظير للمحيط الذي تعيشه فيه، سواء كانت العائلة أو الجيران أو الأصدقاء، وفي مقاطعة عفرين تستثمر النساء أوقاتهن في الصيف بالزراعة وإعداد المونة وفي فصل الشتاء تقضينه في حياكة الصوف. 

ومع بداية كل فصل شتاء تباشر النساء بالعمل على تجهيز الملابس، القبعات والاكسسوارات الصوفية الأخرى لعائلاتهن لتقيهم من برودة الشتاء، وتكون تذكاراً مميزاً.

وحياكة الصوف عمل رائج بين نساء مقاطعة عفرين، فهي إرث تتوارثه النساء، وتعد النساء المسنات من الخبيرات في فن الحياكة بحكم الممارسة الطويلة التي افضت بهن إلى إتقان هذه الصناعة والتفنن بالتصاميم في الألبسة التي تصنعنهن.

ويعود الانتشار الواسع لحياكة الصوف إلى بساطة الأدوات المستخدمة فيها، وتوفرها على نطاق واسع في المقاطعة، مع العلم أن نساء المقاطعة كن تنتجن المادة الأساسية (كرات الصوف) محلياً، فالمرأة هي التي كانت تربي الأغنام وتجز الصوف وتغزله في خيوط حتى تنتهي بحياكته وتقديمه لأبنائها.

إلا أنه ومع التطور التكنولوجي وظهور آلات النسيج الحديثة، بدأت النساء بالاعتماد على خيوط الصوف الجاهزة والمتوفرة في أسواق المقاطعة بعدّة أنواع وعشرات الألوان ويستخدم في حياكة النسيج “المخرز” ويكون بمقاسات عدّة وفقاً لسماكة قطر الخيط المخصص له. 

وتتميز الحياكة بتنوع القطب الذي يميزها، وكل قطبة تعرف باسمها الخاص، منها “حبة الحمص، العدسة، عش البلبل، الفراشة، الجدلة، البقلاوة، الصَدفة، قشرة السمكة، شبكة العنكبوت، العواميد”، وغيرها من أنواع القطب التي تضيف رونقاً وشكلاً خاصاً للقطعة الصوفية المحاكة.

والبعض من النساء تعتمدن على بيع المنتجات الصوفية المصنوعة محلياً، لتأمين مردود مالي لإعالة عائلاتهن، حيث تبيع النساء المنتجات في الأسواق الشعبية المنشرة في عموم المقاطعة أو حسب طلبيات خاصة.

وتعمل نساء بعض القرى في منازلهن، ويقتصر عملهن لعوائلهن فقط، فيما تعمل نساء أخريات في مراكز أو محال خاصة ببيع وعمل الصوف على الماكينات الخاصة بها.

وتقول المواطنة فهيمه عمر إحدى النساء اللواتي تعملن في بيع القطع الصوفية، إنها تعلمت حياكة الصوف من والدتها منذ 35 عاماً، وتعمل منذ ذلك الوقت على حياكة وبيع القطع الصوفية.

وأشارت فهيمة عمر أنها تبيع القطع الصوفية بمبالغ مختلفة تختلف نتيجة غلاء أسعار الصوف، فتبيع القطعة الواحدة (جاكيت أو بلوزة صوفية) بسعر 4000 ليرة.

وبيّنت عمر أنها من خلال عملها في حياكة الصوف تٌعيل نفسها بقليل من المال، وتملىء أوقات فراغها، كما تعمل في بعض الأوقات على تعليم بعض النساء على حياكة الصوف.