المقاومة في المدن والعاشقة للجبال

خديجة هايمة (أولكم آمد سلا) التي دخلت النضال بمقولة "أنني عاشقة جبال كردستان" استشهدت على وقع أغاني المقاومة وبأياديها المخضبة بالحناء.

استشهدت خديجة هايمة أثناء مقاومة نصيبين بقصف الطيران الحربي والحوامات. بقيت جثتها أمام مبنى الأمن لشهر كامل ثم دفنت في مقبرة مجهولة. ذهبت عائلة الشهيدة إلى نصيبين وأجرت اختبار DNA الذي كشف بعد شهر أن الجثة عائدة لهم حيث استلموا الجثة. الوالدة شادية هايمة قالت: "جثة ابنتي كانت سليمة وكأنها دفنت للتو" و أضافت: "عندما رأيت الجثة قلت مباشرة "الشهداء خالدون". كانت جثة ابنتي تفوح برائحة الورود. مهما حصل فإننا لن نتراجع عن قضيتنا وعن الطريق الذي اختاره ابناؤنا."

 

كانت خديجة هايمة (اولكم آمد سلا) قد ولدت في دياربكر وترعرعت في كنف عائلة وطنية.

انضمامها إلى المقاومة في نصيبين

كانت هايمة تشارك في جميع الفعاليات في مدينة دياربكر. حيث انضمت إلى النشاطات الشبابية عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاماً. وكانت تستمر في دراستها المدرسية بنفس الوقت. رأت مع مرور الزمن أن ضغط الدولة وظلمها يزداد يوماً بيوم على العائلة. وبسبب هذا الضغط والقمع توجهت إلى الجبال في ايلول عام 2009. حيث رأت أخيها الكبير في الجبال بعد 15 عاماً. طورت الشهيدة من أمكانياتها خلال فترة قصيرة وتوجهت إلى نصيبين في عام 2015 من أجل أن تصبح جزءاً من مقاومة الإدارة الذاتية التي أعلنت في كردستان في تلك الفترة. في نصيبين شاركت في المقاومة التي استمرة 134 يوماً واستشهدت هناك. كانت جثتها مدفونة في مقبرة مجهولة حيث اخرجت من هناك بعد سنة ونصف ودفنت في المكان الذي ولدت فيه بجانب رفاقها.

الوالدة هايمة: كانت عاشقة الجبال

أم خديجة هايمة, شادية هايمة ، تحدثت عن ابنتها.

عندما ذهبنا إلى البيت الذي ولدت فيه الشهيدة أثار انتباهنا صور أفراد العائلة المسجونين المعلقة على الجدران. وبعد نقاش قصير أمسكت الأم بصورة ابنتها الشهيدة وقالت:" نستطيع الآن التحدث عن ابنتي." عندما فتحنا الكاميرا نظرت إلى الصور المعلقة على الجدران وقالت: " نحن منذ البداية من العوائل الوطنية. ابنتي خديجة ايضا ترعرعت في كنف عائلة كهذه. طفل يرى كل هذا الظلم سوف يتجه إلى الجبال الحرة بكل تأكيد." وأضافت الوالدة: "ابنتي كانت عاشقة لجبال كردستان." وبينت أن ابنتها كانت تشارك في فعاليات الشباب حتى انهائها للمدرسة الثانوية، وقالت:

كانت المدن مكاناً ضيقاً بالنسبة لها

”كانت تتحدث دائماً أنها عاشقة الجبال وبأن المدن ضيقة بالنسبة لها، ابنتي كانت محبة لقضيتها وللجبال.حيث  كانت تجمع صور جبال كردستان. حاولت مرة الذهاب إلى الجبال ولكن لأن أخاها الأكبر كان في صفوف الكريلا لذلك لم يقبلوا انضمامها. عادت إلى البيت شاكية ولم تخرج من الغرفة. في إحدى الفعاليات قاموا بضرب الأطفال والنساء والشيوخ لذلك غضبت خديجة كثيرا ورفعت صوتها على الشرطة. عندما قام أفراد الشرطة بالرد انفعلت خديجة كثيراً. جاءت الشرطة وحاولوا ضربها لكنني دافعت عنها ووقفت بينها وبين الشرطة. ثم جاء شاب وأخذ يد خديجة وهرب، وقام الناس المتجمعين هناك بضم خديجة الى صفوقهم وبذلك حموا خديجة. لو وصل أفراد الشرطة إليها كانوا سيقتلونها."  

”لن نتراجع عن درب اولادنا"

قالت الأم هايمة بأنها لم تكن تعرف أن ابنتها ذهبت إلى نصيبين بعد إعلان الإدارة الذاتية وذكرت أن ابنتها استشهدت في هجوم الطائرات الحربية والحوامات وبقيت جثتها أمام باب مديرية الأمن لمدة شهر كامل.

ذكرت الأم هايمة أن جثة ابنتها دفنت في مقبرة مجهولة بعد شهر وتابعت: " ذهبنا إلى نصيبين مباشرة حيث أعطينا عينة دم وخرجت نتيجة DNA  بعد شهر. حيث ذهبنا واستلمنا الجثة. كانت الجثة سليمة تماماً وكأنها دفنت منذ لحظات. توجد مقولة أن الشهداء خالدين، بالفعل أن الأمر كذلك فعندما رأيت جثة ابنتي قلت بصوت عال :"الشهداء خالدون". كانت رائحة الزهور تفوح من البنتي. فليحصل ما يحصل لن نتراجع عن قضيتنا و طريق اولادنا."

رسالتها بعد الانضمام

قامت خديجة هايمة بكتابة رسالة بعد انضمامها إلى النضال والكفاح حيث قالت فيها: " قبل كل شيء أريد توجيه تحية إلى قائدنا الذي علمنا معنى النضال من أجل حياة شريفة وكريمة وكان السبب في إعادة إحياء ثقافتنا وتاريخنا. لا تكفي الكلمات من أجل وصف هذه الجبال. إنها اسطورية و رائعة من كل النواحي. أرسل لك مشاعر المحبة من أعلى نقطة في هذه الجبال. حيث أكتب هذه الرسالة على صوت الرياح. المرء يهيم بهذه الجبال الحية.

على هذه التراب التي احتضنت البشرية لأول مرة من المهم ان يستمر ويقوى النضال و الفكر الأيديولوجي. بكل تأكيد فإن قائدنا هو الذي جعلنا نعيش جمالاً أسطورياً وعلمنا أن معنى أن تكون رفيقاً هو حب التراب. ومن أجل دفع هذا الدين مهما فعلنا يبقى قليلاً. في كل ربيع هناك تجديد وفي هذا الربيع أيضاً سنصل إلى قائدنا. مقاومة وقوة شعبنا تمنحنا المعنويات العالية في هذا المجال. إنكم تعززون من قوتنا عندما نرى بأن كثير من العائلات الوطنية مثلكم تبقى على العهد في حفظ شرفها وكرامتها. على أمل أن نلقى بعض في مستقبل قريب."