“الحرية لها معنى آخر بين وحدات حماية المرأة”
تأثرت بالمقاتلات من على شاشات التلفاز، وكان لها نصيب في أن تراهنّ على الواقع يوماً ما، ازداد تأثرها بهن، فانضمت إليهن، وهي الآن مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة.
تأثرت بالمقاتلات من على شاشات التلفاز، وكان لها نصيب في أن تراهنّ على الواقع يوماً ما، ازداد تأثرها بهن، فانضمت إليهن، وهي الآن مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة.
تأثرت بالمقاتلات من على شاشات التلفاز، وكان لها نصيب في أن تراهنّ على الواقع يوماً ما، ازداد تأثرها بهن، فأنضمت إليهن، وهي الآن مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة.
ياسمين عبيد ذات الـ 19 عاماً، من أهالي حي ركن الدين بمدينة دمشق، تعرفت على وحدات حماية المرأة عبر شاشات التلفاز، دون أن تعرف تفاصيلاً أكثر عنهن.
أضطرت ياسمين الأنتقال مع عائلتها المؤلفة من 7 أفراد إلى مدينة عفرين في أقصى الشمال الغربي لسوريا آواخر سنة 2014، جراء الأزمة التي تعيشها دمشق العاصمة.
ازدادت معرفة ياسمين بوحدات حماية المرأة أكثر في عفرين، فكانت هذه المرة ليست على شاشات التلفاز فقط، وإنما بشكل مباشر على أرض الواقع وواقعي.
كانت ياسمين ترى المقاتلات أثناء مراسم تشييع الشهداء في أغلب الأوقات، أو أثناء تنقل المقاتلات على السيارات بين الأماكن المختلفة في عفرين.
لم يكن لياسمين أدنى فكرة عن وحدات حماية المرأة حين مجيئها إلى عفرين، إلا أن معرفتها إزدادت يوماً بعد يوم.
تقول ياسمين بأنها كانت تسأل نفسها باستمرار، “هل هناك قوات خاصة بالمرأة؟”، وحين تعرفها على وحدات حماية المرأة، أصبحت تتساءل عن ماهية هذه القوات.
تعرفت ياسمين خلال فترة قصيرة من تواجدها في مدينة عفرين على صديقات كرديات. تقول ياسمين بأنها كانت تسأل رفيقاتها الكرديات بشكل دائم عن المقاتلات اللواتي يرتدين الزي العسكري وبيدهن السلاح، وهنّ واثقات من أنفسهن.
تلفت ياسمين إلى أنها كانت تشاهد الأخبار يومياً على التلفاز فقط من أجل أن ترى المقاتلات، وتتعرف عليهن أكثر.
وتضيف ياسمين بأنها كانت تتعلق بهن كثيراً عندما كانت تشاهدهنّ على التلفاز، وتقول بأن مقاومتهن كانت عظيمة في كوباني، حيث تعد مقاومة كوباني من أكبر ملاحم المقاومة في القرن الواحد والعشرين.
لم تقتنع ياسمين بما كان يقول لها محيطها، بأن وحدات حماية المرأة لن تقبلها لأنها امرأة عربية، فقد كانت تسأل ياسمين دائماُ محيطها، “هل ستقبلني الوحدات في صفوفها كامرأة عربية”.
وتشير ياسمين بأنها شاهدت العديد من التقارير على شاشات التلفاز، تتحدث عن أنضمام نساء من أنحاء العالم إلى صفوف وحدات حماية المرأة، وهذا ما كان يمنعها من أن تصدق ما يقوله لها محيطها من أصدقاء وأقارب.
وتضيف ياسمين بأنها ترى في وحدات حماية المرأة القوة الحقيقية للمرأة. وقررت أن تنضم إليها، حتى ولو لم يقبلوها. معربةً عن أنها ترى قوتها في وحدات المرأة.
وبالفعل بعد مدة ليست بقصيرة، أنضمت ياسمين إلى صفوف وحدات حماية المرأة مطلع سنة 2015، وغيرت اسمها إلى “روج جارجيلا”.
ومن ثم أجرت دورة تدريبية أمتدت عدة أشهر، تلقت فيها دروساً فكرية وعسكرية.
تؤكد ياسمين أن الدورة التدريبية التي تلقتها زادت من قوة إرادتها وشخصيتها، وحولتها من امرأة عادية تعيش كما يخطط لها الآخرون، إلى امرأة تخطط مصير حياتها بنفسها، مضيفةً “أصبحت أعرف ماذا أريد، ولا أخشى من إبداء رأيي في أي أمر”.
أشادت ياسمين بدرس “تاريخ وحقيقة المرأة” خلال الدورة التدريبية التي أجرتها، وقالت بأنها تعلمت بعد الدرس بأن “الحرية لها معنى آخر بين وحدات حماية المرأة”.
وأشادت ياسمين بفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان، بعد معرفتها بمدى اهتمامه بقضية المرأة، ونضاله المستمر لتخليص المرأة من العبودية والظلم الذي تعيشه منذ 5 آلاف عام، وذلك خلال الدورة التدريبية التي أجرتها.
وأكدت بأنها تأثرت كثيراً بأوجلان، وتتمنى أن تراه يوماً. فأساس بناء وحدات حماية المرأة يستند على الأفكار التي يطرحها القائد الكردي عبدالله أوجلان.
كما توجهت ياسمين التي أصبحت المقاتلة روج جارجيلا برسالة لجميع النساء من موطنها الأساسي، بحي ركن الدين في دمشق، بالإنضمام لوحدات حماية المرأة، وذلك كي تخلصن أنفسهن من الظلم والعبودية الذي يتعرضن له، على حدّ تعبيرها.
وألمحت ياسمين في مضمون رسالتها بأنه “على المرأة أن تختار مصيرها، فهذه القضية ليست قضية الشعب الكردي فقط، بل هي قضية كل شعوب الشرق الأوسط والعالم وقضية المرأة أيضاً”.