الذهنية الذكورية سبب قتل المرأة والحل بالتدريب

أكدت الإدارية في مؤتمر ستار جيندا سوزدار أن الذهنية الذكورية تبدأ من التربية عبر التفريق بين الذكر والأنثى، وأشارت أن الذهنية الذكورية تقف وراء قتل المرأة.

 أكدت الإدارية في مؤتمر ستار جيندا سوزدار أن الذهنية الذكورية تبدأ من التربية عبر التفريق بين الذكر والأنثى، وأشارت أن الذهنية الذكورية تقف وراء قتل المرأة، وأشارت أن من يقتل المرأة سيحاسب علناً أمام الجميع في الساحات، وأوضحت أن الحل للتخلص من هذه الظاهرة هو التدريب.

وعقدت المنظمات والمؤسسات النسائية في مقاطعة عفرين اجتماعاً في قرية ترنده شرق مركز مقاطعة عفرين ضمن سلسلة الاجتماعات التي تنظمها في مركز مقاطعة عفرين للحديث عن حالات قتل المرأة، وحضر الاجتماع العشرات من الأهالي رجالاً ونساءاً.

وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت، وتحدثت بعدها الإدارية في مؤتمر ستار جيندا سوزدار مشيرةً إلى الانتصارات التي حققتها ثورة روج آفا والتي كانت المرأة قيادية فيها، وإن ثورة روج آفا تحولت لثورة المرأة، ولكن ما يزال هناك مواضيع لم تستطع الثورة تغييرها بعد وهي الذهنية الذكورية السلطوية، مؤكدةً أن تغيير هذه الذهنية يتطلب نضالاً دؤوباً.

قتل المرأة موضوع حساس

وأشارت الإدارية في مؤتمر ستار جيندا سوزدار إنه قُتلت 10 نساء في الفترة الأخيرة بأساليب وطرق مختلفة في مقاطعة عفرين وأغلبها كانت تحت ذريعة الشرف، وتابعت قائلةً “طيلة ثورة روج آفا تحققت انتصارات في جميع الأصعدة وأصبحت مثالاً للعالم، ولكن مع ظهور خلل في المجتمع مثل حالات قتل المرأة، وذلك لأن غرور الرجل لم يسمح له بتوعية المرأة وأن تصبح رمزاً لثورة روج آفا، لذا حركته ذهنيته الذكورية ليقضي بها على حياة المرأة تحت ذريعة الشرف”.

وتطرقت جيندا إلى النظام الدولتي الذي يحكم الشعب ويخنقه بذهنية الرجل، وقالت: “إن الذهنية الذكورية متمثلةٌ بالنظام الدولتي والرجل، والجهتين تحاربهما حركة التحرر الكردستاني منذ 40 عاماً بفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان.

النظامين خنقا المجتمع وحكماه وكان العنصر الأساسي في حكمهما وسلطتهما هي المرأة التي فُرض عليها قوانين وعادات حسب مفهوم كل جهة، وكل جهة قيدت المرأة بذات المفهوم وهو الشرف”.

واردفت جيندا إنه يتم تزويج الفتاة بسن لم توصل لمرحلة النضوج والوعي بعد، ويتم وضعها ضمن إطار محصور بقوانين وعادات حكم عليها منذ تحديد جنسها في رحم والدتها، لتخلق بعدها عوائق في حياتها الزوجية حتى ينتهي بها بالقتل.

الشعب والجهات المعنية ستحل القضايا الاجتماعية معاً

وأكدت جيندا بأن جميع المنظمات والمؤسسات النسائية في مقاطعة عفرين ستبحث معاً عن الحلول الجذرية للخلل الذي أصيب به المجتمع ، والبدء بالتحرك حسب الموازيين والمعايير الاجتماعية التي تعتمد على مبادئ المجتمع السياسي والأخلاقي، لتنال كل فئة وجنس حقوقه دون فرض أية قوانين تقيد بها فئة ما.

وذكرت إن القوانين التي أصدرتها هيئة المرأة كان أساسها منع زواج القاصر، تعدد الزواج وزواج الشغار، ولكن هذه القوانين لاقت رفضاً من قبل عدد من فئات المجتمع فباتوا يخرجون بناتهم وشبابهم وهم لم يبلغوا 18 عاماً إلى تركيا لتزويجهم هناك، وبعدها ونظراً لعدم وصول الزوجين إلى مفهوم الحياة الندية والمسؤولية، فيتجهون إلى المؤسسات النسائية طالبين الطلاق. واضافت إنه يجب على الأهالي الوقوف أمام هذه الظاهرة التي تؤدي بحياة الفتاة والشاب أيضاً.

الذهنية السلطوية تبدأ من التربية

وشرحت جيندا كيفية انتقال الذهنية الذكورية إلى الأطفال من خلال عملية التربية، وقالت: “منذ ولادة الطفل / ـة يبدأ الفرق، الذكر يتم مدحه ومباركة جنسه على إنه ولد ذكر، فيبداً روح السلطوية لدى الطفل الذكر منذ طفولته لتمتد حتى كبره وينتهي به بقتل اخته أو زوجته.

أما الفتاة فتحكم حياتها بدمية (العروس) وتقيدها بلعبة التنظيف والشطف وتربية الأطفال وكيف لها أن تنفذ ما يطلب منها شقيقها أو زوجها في المستقبل ومنه يبدأ حبس فكر المرأة بين أربعة جدران”.

ونوهت جيندا أن على الأهالي تغيير نمط وأسلوب تربية أطفالهم منذ ولادتهم وتربيتهم على المساواة والعدالة وإن لكلا الجنسين حقوق متساوية.

قضايا قتل المرأة لن تبقى في الخفاء والشعب سيحاسب القاتل

واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار حديثها لأهاليقرية ترنده بالقول “لن تبقى قضايا قتل المرأة في الخفاء وسيعلن عنها أمام الجميع وفي الساحات، والشعب من سيحاسب القاتل.

وللحد من تفاقم ظاهرة قتل المرأة، ستزداد التدريبات الفكرية بين جميع فئات المجتمع، تدريب المرأة والرجل معاً، وتدريب الرجل فقط على حقيقة مفهوم الذهنية الذكورية وحقيقة المرأة”.

الأهالي رحبوا بقرار التدريب ومحاسبة الجاني علناً

وناقش الأهالي الموضوع الذي تحدث فيه الإدارية في مؤتمر ستار جيندا سوزدار، ورحبوا بالتدريب الهادف للحد من قضايا قتل المرأة، وكذلك محاسبة القاتل علناً أمام الجميع.

ويذكر إن منظمات ومؤسسات نسائية في مقاطعة عفرين (مؤتمر ستار، اسايش المرأة، منظمة حقوق الإنسان، منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، مركز الدراسات الاستراتيجية، حزب الاتحاد الديمقراطي ورابطة المرأة الحرة في روج آفا)، أعلنت البدء بعقد سلسلة من الاجتماعات في مركز مقاطعة عفرين والقرى التابعة لها في 12 تموز/يوليو الجاري للحديث عن ظاهرة قتل المرأة.