لا خيار سوى التكاتف والمقاومة المشتركة
أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية يوم أمس الأحد بياناً إلى الرأي العام بصدد التفجيرات التي طالت منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد, والتي تسببت بمقتل 120 شخصاً وجرح أكثر من 160 آخرين.
أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية يوم أمس الأحد بياناً إلى الرأي العام بصدد التفجيرات التي طالت منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد, والتي تسببت بمقتل 120 شخصاً وجرح أكثر من 160 آخرين.
أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية يوم أمس الأحد بياناً إلى الرأي العام بصدد التفجيرات التي طالت منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد, والتي تسببت بمقتل 120 شخصاً وجرح أكثر من 160 آخرين، وقدمت المنسقية من خلال بيانها الكتابي تعازيها الحارة لذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
حيث جاء في البيان:
“تلقينا ببالغ الأسف نبأ الانفجار الأخير الذي حصل فجر اليوم الأحد في منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد، والذي أسفر عن مقتل ١٢٠ شخصاً، وجرح أكثر من ١٦٠ شخصاً. إننا، وباسم منظومة المرأة الكردستانية، إذ نعزي أهالي الضحايا والجرحى، فإننا نندد بهذا الهجوم الإرهابي الأرعن الذي طال المدنيين العزل واستهدفهم في هذا الشهر المبارك مع اقتراب عيد الفطر، ونؤكد على أننا ضد كافة أنواع الإرهاب والإرهابيين”.
كما أشارت المنسقية في بيانها إلى مشاركتهم أحزان وآلام ما أصاب الشعب العراقي عموماً والمرأة العراقية والكردية خصوصاً، حيث تمر المنطقة بمرحلة دموية عانت منه جميع المكونات الاجتماعية والقوميات، واشتد سعار هذه الحرب في هذا الشهر الفضيل وباتت القوى الظلامية لا تفرق بين إمرأة وشيخ وطفل. بل تكفر بكل من يخالفها وتستبيح سلخها واغتصابه، وتعمل كل ذلك تحت اسم الدين وهو منهم براء حيث جاء في نص البيان: “ونؤكد على أننا نشعر من الصميم بالآلام والمخاضات التي يعانيها شعبنا العراقي عموماً، والمرأة العراقية خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي تعصف فيها رياح الحروب الدموية بالمنطقة وكافة الشعوب والمكونات والأثنيات التي تقطنها. فنحن كشعب كردي عموماً، وكنساء كرديات خصوصاً نعاني من وحشية هذه الحروب الدموية على مدى تاريخنا المديد، وقد اشتدت وحشية وسعار هذه الحروب خلال القرنين الأخيرين، وبصورة خاصة خلال العقود الأخيرة، إلى أن وصلت ذروتها مع ظهور القوى الظلامية التي لا تفرق بين امرأة وطفل وشيخ، ولا تفرق بين مسلم أو مسيحي أو إيزيدي، كما لا تفرق بين كردي أو عربي أو سرياني أو تركماني. بل تقوم بتكفير كل مَن يخالفها، وتحكم عليهم بالموت والذبح والسلخ والحرق والاغتصاب والاعتداء وما إلى ذلك من أبشع وأشنع الأساليب. هذه القوى الظلامية، مثل داعش وجبهة النصرة ومثيلاتهما، إنها إذ تنفذ سياساتها الشنعاء هذه، إنما تنفذها باسم الدين والله، على الرغم من أننا نعلم يقيناً أن الدين والله براء من هكذا ممارسات لاإنسانية ولاأخلاقية.
وقد عانينا وما نزال نعاني نحن كشعب كردي وكنساء كرديات في كل من سوريا والعراق وتركيا من وحشية تلك القوى التي ما تزال ترتكب المجازر بحقنا، وتحاربنا بلا هوادة أو رحمة”.
واختتم البيان بضرورة تكاتف كافة المكونات والهويات الأثنية والقومية والعقائدية لمواجهة هذا التمدد الوحشي حيث جاء في ختام البيان: “من هنا، وكمنظومة المرأة الكردستانية، نشدد على أننا كشعوب المنطقة ومكوناتها وهوياتها الأثنية والقومية والعقائدية عموماً، وكنساء وحركات ومنظمات نسائية خصوصاً، لا خيار أمامنا لمواجهة هذا الخطر الإرهابي الشنيع والوحشي، إلا بالتعاضد والتحالف والتكاتف على كافة الأصعدة والمستويات. إذ لن يصد هذا الخطر غير الوحدة والاتحاد والتركيز على المصالح المشتركة لشعوب المنطقة ونسائها أجمع. وقد أثبتت مقاومة المرأة الكردية في شمال سوريا وفي جنوب شرق تركيا أن الدفاع الذاتي المشروع شرط لا غنى عنه للمرأة لحماية نفسها من الذهنية الذكورية القتالية التي وصلت ذروتها الوحشية مع داعش وغيره من القوى الظلامية، وللكفاح ضد هذه الذهنية، وحماية القيم الأنثوية والإرث النضالي النسوي العريق الذي تميزت به المرأة الشرق أوسطية.
مرة ثانية، وباسم منظومة المرأة الكردستانية، نعزي الشعب العراقي بصورة عامة والمرأة العراقية بصورة خاصة، ونشد على أياديكم، ونقول: معاً نحو تحالف نسائي شرق أوسطي في سبيل استتباب السلام والاستقرار وتكريس الحياة الحرة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية بناء على نظرية الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك ووحدة الشعوب”.