خمسة من أولادي مختلين عقلياً

تسرد سلوى علي إمرأة متزوجة من مقاطعة كري سبي د قصتها ومعاناتها مع أولادها الخمسة الذين يعانون من مرض خلل العقلي

كثير ما نواجه قصص في مجتمع سادت فيها حروب ومعاناة ,هجرة ونزوح وبالإضافة لهذه المعاناة التي نراها أمامنا ,هنالك معاناة لا نراها تكون ضمن بيوت يعيشها أصحابها فقليل منها ترى وقليل منها تروى على ألسن راويها ,ففي كل بيت قصة تجلب معها معاناة تعيشها كل يوم أصحابها ولكن بالرغم من ذلك يمتلكون إرادة , ومن هذه القصص قصة إمرأة تروي قصتها مع أولادها الخمسة الذين يوجد لديهم خلل في عقلهم، واجهت سلوى علي الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تنتج من تصرفات وأفعال أولادها المختلين عقلياً ، لكنها بالرغم من ذلك بقيت صامدة وقوية,فهي التي تقوم على تربية أولادها وتأمن لهم كافة إحتياجاتهم ولوازهم كما هي التي تقوم بأخذهم غلى المشافي والمستوصفات لعلاجهم ,وإيجاد حل لمرضهم.

سلوى علي البالغة من العمر سبعة وخمسون عاماً متزوجة ولديها إحدى عشرة أولاد منهم ستة فتيات وخمسة شبان تسر قصتها قائلةً:أنا من سكان مقاطعة كري سبي ولكن أصلنا من قرية " القرنفل " ويبلغ عمري سبعة وخمسون عاماً وأنا متزوجة منذ أربعة وثلاثون أعوام ماضية ويوجد لدي إحدى عشرة أولاداً منهم ستة فتيات وخمسة شبان ، و لكن توجد ثلاثة من الفتيات مصابين بخلل عقلي وأيضاً اثنين من الشبان مختلين عقلياً .

تابعت سلوى قصتها مشيرة أن أبنتها سوزان البالغة من العمر ثمانية وعشرون عاماً تعذبها كثيراً فهي شرسة أكثر من أخوتها فعندما تخرج من البيت لا تعود إلا والمصائب والمشاكل ترافقها ,فعندما ترى الأطفال يلعبون في الشارع تقوم بضربهم من دون أي سبب ,ففي بعض الأحيان عندما نقوم بإعطائها أدوية المهدئ تهدأ قليلاً ولكن فور إنتهاء مدة مفعول المهدأ عليها تعود مثل الأول وتهاجمنا .

وأشارت سلوى علي حديثها بأن زوجها كان عضواً في الأساييش وإستشهد منذ ثلاثة أعوام ,أما بالنسبة لأولادها الشباب فأثنين منهم يعانون مرض الخلل العقلي , فالأبن الأكبر يبلغ من العمر ثلاثون عاماً وهو متزوج ولديه أربعة أولاد , أما الأبن الثاني فهو عضو في الأساييش وهو الذي يقوم بالصرف على البيت وأخوته وتأمين الإحتياجات اللازمة  ، كما لدي أبن كسيح فقد كان يريد الذهاب إلى ألمانيا لإكمال دراسته ولكنه عندما ذهب عن طريق التهريب تعرض لحادث وأصبح كسيحاً والآن لا يستطيع أن يقوم بأي عمل .

وأكدت سلوىى بأنها تحاول بقدر المستطاع وبإرادتها الإهتمام بأولادها مهما عانت من أفعالهم إلا أنها تعرف أن هذه الأفعال ليست بإرادتهم فهم لا يستطيعون التحكم بأفعالهم ,كما أنها تقوم بتلبية كل مستلزماتهم ,فالبرغم من معاناتي مع أولادي المختلين عقلياً إلا أنني أتحلى بتلك القوة التي تجعلني أهتم بهم وأبعدهم عن الوقوع في مشاكل وبالأخص إبنتي التي كثيراً ما تجلب المشاكل والمصائب فأحاول ببقدر قوتي أن أبعدها عن تلك المشاكل وعدم التعرض للناس وأولاد الحي .