هيفي مصطفى: نموذج الرئاسة المشتركة يمثل كافة النساء

أفادت الرئيسة المشتركة السابقة لمقاطعة عفرين هيفي مصطفى أن نموذج الإدارة الذاتية هو تجربة جديدة في الشرق ‏الأوسط، وأشارت إلى أن نظام الرئاسة المشتركة تمثل جميع النساء.

في روج آفا وبعد الأزمة السورية، تجمعت شعوب شمال وشرق سوريا وبعد فترة ظهر نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث تم إعلانها في البداية في عفرين وتأسس نظام الرئاسة المشتركة واتخذ الجميع مكانه فيها، وبالأخص المرأة والتي حملت الحمل الأكبر على عاتقها، ولأن هذا النظام يشكل تهديداً كبيراً على القوى المهيمنة، من اليوم الأول لتأسيسها وإلى الآن يتم استهدافها، والشعوب في شمال وشرق سوريا رووا ترابها بدماء أبنائها ويقاومون بإصرار وعلى أعلى مستوى لحمايتها والدفاع عنها.

وتحدثت هيفي مصطفى الرئيسة المشتركة السابقة في الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين والتي كانت الشخصية الأولى التي شغلت هذا المنصب، لوكالة فرات للأنباء حول تجربة الإدارة الذاتية.    

وفي بداية حديثها، أوضحت هيفي مصطفى أن الإدارة الذاتية أصبحت تجربة حيث يدير كل الشعوب والأشخاص انفسهم بانفسهم وفقاً لهويتهم، وقالت:" هذا كان شيئاً مهماً للغاية، لأنها كانت تجربة جديدة في العالم، في مكان كالشرق الأوسط وفي خضم الازمة السورية، نظام كهذا لفت أنظار الكثيرين، في البداية لم يتقبل الشعب إعلان الإدارة الذاتية على مستوى، لأن شعوب الشرق الأوسط وبالأخص الشعب الكردي لم يكن متعوداً على نظامه في إدارة نفسه بنفسه، لكن مع مرور الأيام ومن خلال التدريب، حدث تغيير في وعي المجتمع، وُلد لديه الإيمان والثقة بقوته، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها الشعوب عن أنفسهم بهويتهم الدينية وجنسياتهم وقومياتهم، ليستطيع كل مكون التعبير عن نفسه، وبهذا الشكل حدث قبول وتجمع الشعب حول الإدارة الذاتية".

بالجهود التي بُذِلَت، تم تغيير ذهنية المجتمع حول المرأة

وأوضحت هيفي مصطفى أنه حين إعلان الإدارة الذاتية للمرة الأولى في عام 2014 في المقاطعات الثلاثة كانت هناك صعوبات وقالت: "لأن الشعب لم يكن قد تعلم إدارة نفسه بنفسه بسبب الأنظمة المهيمنة، حين تم الإعلان عن الإدارة الذاتية في عام 2014 لم يحدث أي فرق في مقاطعة عفرين، لأنه لأول مرة في عفرين، تشارك المرأة في إدارة المنطقة، لذلك، كانت هناك حاجة إلى قوة عظمى حتى تتمكن المرأة من إدارة مقاطعة وقبول نظام الإدارة الذاتية في المجتمع، وبعد عامين من العمل في مقاطعة عفرين، تم إنشاء نظام الرئاسة المشتركة، حيث بدأت لأول مرة في عفرين، كان هناك معنى عظيم، لأنه كان عملاً صعباً للغاية، كان يجب إثبات دور المرأة جيدًا، حيث تمثل جميع النساء المحبّات للسلام والديمقراطيات هناك، لقد تغير وعي المجتمع تجاه المرأة بالعمل الذي يُقَدّم كل يوم".

المكتسبات التي تحققت، كانت بفضل دماء أبناء هذا الشعب

وهنأت الرئيسة المشتركة السابقة للإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين هيفي مصطفى الذكرى السنوية لتأسيس الإدارة الذاتية لشعوب شمال وشرق سوريا، وأنهت حديثها بالقول:" نأمل أن تتحرر كافة المناطق المحتلة في العام الجديد ويعود شعبنا إلى دياره وموطنه مرةً أخرى، المكتسبات التي تحققت، هي بفضل دماء أبناء هذا الشعب، ولذلك دعونا شعبنا من أجل الالتفاف حول الإدارة الذاتية وعدم التأثر بالحرب الخاصة التي ينتهجها العدو ضده".