هدية يوسف تدعو الى توحيد المرأة لتشارك بفعالية في حل الازمة السورية

دعت الحاكمة المشتركة في مقاطعة الجزيرة هدية يوسف جميع النساء السوريات لتوحيد صفوفهن في جسم سياسي واحد لبلورة جهود ونضال المرأة السورية والمشاركة في رسم خارطة طريق بناء سورية تعددية لا مركزية.

 دعت الحاكمة المشتركة في مقاطعة الجزيرة هدية يوسف جميع النساء السوريات لتوحيد صفوفهن في جسم سياسي واحد لبلورة جهود ونضال المرأة السورية والمشاركة في رسم خارطة طريق بناء سورية تعددية لا مركزية.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقتها الحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف في كونفرانس المرأة السورية من أجل السلام والديمقراطية المنعقد في مدنية ديرك.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الحاكمية المشتركة لمقاطعة الجزيرة:

“روج باش، صباح الخير، بريخ صفروا”

مرحبا بكل الضيوف والنساء من التنظيمات والأحزاب السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في كونفرانس المرأة السورية لأجل السلام والديمقراطية.

بداية ننحني إجلالاً أمام عظمة شهداء ثورة روجافا وشهداء الثورة السورية وكل شهيد ضحى بدمه لاجل حرية الشعوب أينما كان.

كما نحيي ونثمن جهود وتضحيات مقاتلينا في قوات سوريا الديمقراطية وكل الفصائل التي تقاتل لاجل سوريا الديمقراطية وكل قواتنا التي تسهر لحماية وامن شعوبنا في المنطقة.

كما نحيي كل عوائل الشهداء اللذين يسيرون على خطى أبنائهم وبناتهم الابرار ونشد على أيديهم وايدي عوائل الضحايا في هذه الازمة التي تمر بها بلدنا.

ايتها السيدات الكرام اننا اليوم وفي هذه البقعة المحررة من رجس الأعداء المتربصين بالشعب السوري، نعمل لأجل كتابة تاريخ جديد للمراة التي ناضلت وقاتلت لاجل حريتها وحرية شعبها، هذه المرأة التي كانت الأساس ومازالت الأساس في تطور الإنسانية والعدالة والسلام ، فكما تعرفون ان المرأة في بدايات التاريخ عملت لاجل بناء مجتمع و كانت محور المجتمعية والاساس للاستقرار الاجتماعي وتطوره وكانت المرأة هي المحور الأساسي لكل تطور حدث في تاريخ البشرية حيث قادت المجتمعات ومثلت العدالة، بذلك أصبحت الام والزوجة والاخت كما كانت القائدة والقاضية والإدارية وصاحبة القرار في تامين شكل من الحياة الإنسانية العادلة التي لم يتواجد فيها لا العنف ولا الاستغلال ولا الطبقية وعاشت الإنسانية في عهدها ارقى علاقة إنسانية بين الشعوب.

لكن وبعد تطور المجتمعات وازدياد الطمع البشري وبدء مرحلة من الصراع السلطوي الذي هدف المرأة ومكتسباتها والذي انتهي لصالح الرجل السلطوي والعبور الى مرحلة جديدة بطابع جديد ينكر فيه دور المرأة ، باتت الإنسانية من وقتها والى يومنا هذا يتنفس  العنف والاستغلال واللاعدالة الذي لاينتهي ، كما ان مجتمعاتنا نالت ويلات الحروب وآلامها وأكثرها عاشتها المرأة ذليلة  مهمشة ومعدومة من الوجود وبذلك اعتقد انه تم انهاء  دورها المحوري حسب اعتقاد ذهنية الرجل المتسلط وبات مقتنعاً انه لم يبقى للمراة دور لتنافسه أو لتحد من تهميشه وسيطرة ذهنيته على المجتمع الإنساني ، ونحن اليوم نستذكر كل النساء اللواتي على مر التاريخ قاومن لاسترجاع الدور الأساسي للمرأة سواءا المرأة الكردية او العربية او السريانية الاشورية وغيرها من النساء في العالم ، وربما حصلت المرأة على البعض من حقوقها في مجتمعنا والمجتمعات الاوربية ، الا ان ذلك لم ينهي حالة الماسات التي تعيشها المرأة والمجتمع جراء الممارسات اللانسانية ولم يومن ويضمن للنساء حقهن في تمثيل القرار في كل مجالات الحياة .

اننا الان اجتمعنا هنا لنكون  اصحابا لجهود كل تلك النساء اللواتي تعرضن للقتل والحبس والاعتداء جراء نضالهن لاجل الحرية، ونحن اليوم في موقع يشهد له التاريخ مما سطرناه من ملاحم ونخص بالذكر نساءنا في ي ب ك وي ب ج  واللواتي سطرن مقاومة روج افا بطابعهن، فالشهيدة ارين ميركان أصبحت رمزا لمقاومة روز افا ومعها المئات من الشهيدات اللواتي غيرن من معالم الثورة ومعالم السياسة في المنطقة، هذا جانب الدور الريادي التي لعبته في تنظيم المجتمع وادارته والعمل الجاد التي تلعبه الآن لانشاء مجتمع ديمقراطي عادل وخاصة ان اكثر الشرائح التي تواجه وتكون ضحية الحرب الجائرة في سورية وتتعرض لكل أنواع القمع والتهجير والقتل هن النساء. وفي المقابل نرى حقيقة صمود المرأة الكردية والسريانية والعربية اليوم النساء اللواتي هن لائقات بتاريخهن العريق الذي لم يكتب عنه التاريخ كيف يسطرن الملاحم البطولية امام الهجمات العدوانية وخاصة إرهاب داعش الذي بات يهدد البشرية وكيف ان هذه المرأة التي لم تكن تنال ثقة المجتمع أصبحت الحجرة الأساسية لاعاقة داعش ونرى كيف ان هذا الإرهاب ينتقم من هذه القوة البناءة في بيع نسائنا في سوق النخاسة وكيف يخرج الفتاوي لاجل الاستمتاع وزواج النكاح، وان دل هذا على شيء، دل على متانة الدور التي تقوم به نسائنا.

على رؤى هذه الاحداث التي يعيشها بلدنا وشعبنا في خضم الثورة السورية والازمة التي تعقدت وكيف ان  الساحة السورية أصبحت ساحة لحرب كل دول العالم لتوضيح معالم مصالحهم، واسميها بالحرب العالمية الثالثة لان كل الدول المركزية أصبحت اساطيلهم تحارب في بلدنا تحت اسم محاربة إرهاب داعش، والمعارضة التي  تتقاتل على كيفية تهميش البعض وخدمة الاجندات الخارجية وتزيد من إعاقة الازمة، وذلك سيؤدي الى تدهور الأمور اكثر وازدياد الازمة والكارثة اكثر فاكثر والتي ستكون النساء والأطفال والابرياء الضحية التي لاترى صاحبا او منقذا .

واستنادا على دور المرأة في تنظيم مجتمعنا وقيادته منذ اكثر من خمسة سنوات في مناطق الإدارة الذاتية، حيث انه تم تنظيم النساء في كل انحاء مناطق الإدارة الذاتية والعمل على توعيتهن لاجل ان يكون لهن المشاركة الفعالة في تمثيل الدور الوطني والمشاركة الحقيقية في حماية مناطقها والدفاع عنها ففي هذا المجال ولاجل ان تكون فعالة قامت نساءنا بتنظيم صفوفهن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى القضائية والإدارية وساهمت في بناء أرضية كبيرة لتعلن قبل اعلان مناطق الإدارة الذاتية عن مبادرة النساء السوريات لتكون بذلك المبادرة الأولى في توحيد صفوف المجتمع سياسيا واجتماعيا وتنظيميا وكانت بالفعل لها الدور الكبير في إنجاح عملية الوحدة بين التنظيمات والحركات والأحزاب الموجودة في مناطقنا. هذا الى جانب دورها الريادي في حل مشاكل المجتمع وتامين احتياجاته والمشاركة الفعالة في اخراج قوى النظام بشكل سلمي من مناطقنا في بدايات ثورة روج افا . كما ان المرأة شاركت وبشكل فعال في عملية الدفاع عن المنطقة تجاه المجوعات المسلحة وأخيرا في مواجهة داعش. هذه القوى الإرهابية التي باتت تهدد الإنسانية جمعاء.بذلك أصبحت صاحبة مكانة قوية حيث انها تمثل نسبة 40% في الإدارة الذاتية الى جانب تمثيلها بالرئاسة المشتركة في كل مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية. وهذا المستوى العالي من المكتسبات تصب في مصلحة المرأة السورية والمجتمع السوري  حيث اثبتت انها تستطيع قيادة الحل في سوريا أيضا ولعب الدور الأكثر اجابية  في لملمة شمل المجتمع وقوته السياسية ضمن التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية ولعب الدور الأساسي في بناء المجتمع الديمقراطي الحر.

بهذا المناسبة اود الإشارة الى مبادرة النساء السوريات لاجل السلام الذي أسس برعاية الأمم المتحدة والتي تقف بموقف المشاهد للاحداث على الساحة السورية والدور الضعيف الذي تلعبه والذي لا يليق بمستوى إنجازات المرأة السورية. وانادي كل النساء المشاركات في مبادرة المرأة السورية لاجل السلام الى الانضمام الى نتائج كونفرانسنا المنعقد وأتمنى ان يكون حراكهن على مستوى اعلى من النضال والضغط على الاطراف الدولية لان تكون للمراة السورية الوجود المباشر في حوارات السلام بجنيف بدلا من ان تكون بمستوى المستشارلممثل الأمم المتحدة الى سوريا السيد ستيفن دي مستورا.

اننا الان نفتخر بوجودنا داخل الساحة السورية وانجازنا هذا الزخم الكبير من المكتسبات التي ستضمن مستقبل سوريا الديمقراطية. وعلى هذا الأساس سنوحد ارادتنا كنساء للوصول معا الى شكل من العمل السياسي والتنظيمي المشترك وإعلان جسم يضم جهود وتجارب كل النساء السوريات، ولنعمل معا على تطوير السلام والديمقراطية وإعادة البناء الجديد لسورية الديمقراطية التعددية اللامركزية والمشاركة في كتابة دستور ديمقراطي يضمن حقوق المرأة ودورها الريادي في قيادة مجتمع جديد ديقراطي. كما اننا نرفع باصوتنا عاليا للإعلان باننا أصحاب حق في لعب دورنا في محادثات السلام وحل الازمة السورية، وان أي حل لسوريا بدون ضمان حقوق المرأة لن يثمر بنتائج تساهم في إحلال السلام  وقد اثبتنا بداهتنا ومدى وموضوعيتنا ومكانتا الفعالة  في الحياة العملية كما اننا اقنعنا مجتمعنا بهذه الحقيقة وتجربة الإدارة الذاتية خير دليل على ذلك ومازلنا سائرين على نهجنا الثالث في تغيير الواقع السوري وإيجاد الحلول التي ستصب في مصلحة الشعب السوري .

أتمنى لكونفرانسنا النجاح في كل نقاشاته وقراراته على امل ان نوحد صفوفنا تحت سقف تنظيمي موحد يمثل الإرادة النسوية.

المجد والخلود لثورة روجافا والثورة السورية

ولتحيا وحدة وتضامن النساء السوريات لاجل مستقبل ديمقراطي حر”.

وتلا كلمة الحاكمة المشتركة برقيات التهنئة التي وصلت إلى الكونفرانس من وحدات حماية المرأة، مجلس أدارة مناطق الشهباء، منظمة المرأة في حزب الاتحاد الوطني الحر واتحاد النساء الشيوعي السرياني.

ومن ثم تم انتخاب ديوان الكونفرانس من 5 أعضاء ضم كل من الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطي إلهام احمد، رئيسة الاتحاد النسائي السرياني شاميران شمعون مسؤولة مكتب المرأة في الهيئة الوطنية العربية خنساء الحمود والمستقلتان سعاد محمد ولورين ابراهيم.

ويواصل الكونفرانس أعماله مغلقاً أمام وسائل الإعلام

...