ديروك قهرمان: المرأة الكردية كتبت مقاومتها بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ
قالت عضوة لجنة الجنولوجي “ديروك قهرمان” إن المرأة التي لا تعرف نفسها وهويتها، والمرأة التي لا تستطيع حماية نفسها ستتعرض إلى جميع أشكال العنف. وناشدت قهرمان جميع النساء بترسيخ الهوية الحرة للمرأة ونشر الوعي والتنظيم في جميع المجالات.
بهدينان
anf
الاثنين, ١٦ نوفمبر ٢٠١٥, ٠٩:١٨
قالت عضوة لجنة الجنولوجي “ديروك قهرمان” إن المرأة التي لا تعرف نفسها وهويتها، والمرأة التي لا تستطيع حماية نفسها ستتعرض إلى جميع أشكال العنف. وناشدت قهرمان جميع النساء بترسيخ الهوية الحرة للمرأة ونشر الوعي والتنظيم في جميع المجالات.
تحدثت عضوة لجنة الجنولوجي “ديروك قهرمان” بصدد يوم مناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتطرقت قهرمان في بداية حديثها إلى دور المرأة في خلق توازن الكون والمجتمع قائلة “للمرأة دور بارز في الوجود وذلك من خلال إدارتها للمجتمع ولطبيعتها الأخلاقية وتطوير المساواة بين الطبيعة الأولى والطبيعة الثانية، ولأنها تمنح الحيوية للحياة والإنسانية بالإضافة إلى اعتزازها بوجودها الاجتماعي.”
وتابعت قهرمان ” ولكن منذ ظهور الهرمية (الدولة)، تحول التعصب الجنسوي كإيديولوجية للسلطة وبالتالي أدى إلى تعزيز دور الرجل في السلطة، وأصبح هذا التاريخ تاريخ خسران وضياع المرأة كما أنه أصبح تاريخاً مليئاً بالمعاناة والمآسي. وفيما بعد أصبح حق الرجل على المرأة وسيلة طبيعية للسيطرة عليها وتملكها، وعندما نحلل هذه السوسيولوجيا نجد بأن الرجل المتسلط يجد من حقه الاعتداء والاغتصاب وممارسة جميع وسائل العنف تجاه المرأة دون خوف أو خجل.”
وتطرقت قهرمان إلى مفهوم العنف ضد المرأة معرفة إياه بأنه “عمل عنيف أو مؤذ تدفع اليه عصبية الجنس، يتم استعماله تجاه المرأة بشتى الأنواع والأساليب، ويشمل الإيذاء البدني والنفسي وتهديد حياتها العامة والخاصة”. وأشارت إلى أن العنف هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر.
وفيما يتعلق بنضال ومقاومة المرأة على مستوى العالم للحد من العنف ضد المرأة أشارت قهرمان إلى أن كل الانتفاضات والتمردات والمظاهرات لم تجد نفعاً في القضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث لا زال العنف مترسخاً في الذهنية الذكورية سواء في المجتمع الغربي أو الشرقي.
وتابعت أيضاً “نلاحظ أن العنف ضد المرأة يزداد يوماً بعد يوم من كافة النواحي سواء كانت نفسية، اجتماعية أو سياسية. ولهذا جردت المرأة من هويتها الخاصة وبقيت منعزلة عن المشاركة في الحياة، ولم تستطيع أن تلعب دورها الفعال في الحياة”.
وقالت قهرمان إن الحل الأنسب لهذه الظاهرة هو “أن تبادر المرأة بتوعية نفسها من جميع النواحي سوء كانت من الناحية التاريخية أو السياسية أو الاجتماعية. لأن المرأة التي لا تعرف نفسها وهويتها ستكون معرضة للعنف، ولهذا عليها دراسة تاريخها بشكل جيد لكي تتمكن من معرفة ذاتها، ولكي لا تصبح ملكاً لشخص آخر، وهذا يمر عبر إرادتها الفولاذية وهي الإرادة الحرة.” كما نوهت إلى أهمية التنظيم وتوحيد طاقات النساء وتفعيل الحماية الجوهرية.
وتابعت قهرمان حديثها بالقول “المرأة التي لا تستطيع حماية نفسها ستتعرض إلى جميع أشكال العنف. والعنف الذي تعرضت له نساء شنكال على يد مرتزقة داعش من قتل واغتصاب وبيع في الأسواق مثال حي على هذه الحقيقة”. كما أوردت قهرمان أمثلة عن العنف الذي تتعرض المرأة في باكور و روجهلات كردستان كمثال الفتاة “أوزكجان” التي تعرضت للاغتصاب في باكور كردستان وكذلك الفتاة “فهريناس خسرواني” انتحرت في مهاباد لحماية نفسها من الاغتصاب.
واختتمت عضوة لجنة الجنولوجي ديروك قهرمان حديثها بالقول “على المرأة ترسيخ الهوية الحرة للمرأة ونشر الوعي في جميع المجالات، هذا ما شاهدناه لدى المرأة الكردية التي أثبتت نفسها من الناحية السياسية، الاجتماعية والعسكرية وتصدت لكافة الهجمات الوحشية والإرهابية التي تعرضت لها وقامت بحماية ذاتها ووطنها من جميع المجازر. وسطرت المرأة بطولات كبيرة وعظيمة كتبت بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ، وخير مثال على ذلك المقاومة البطولية للمناضلات والقياديات آرين ميركان، داستينا، توبراك، ايفان هولفمان اللواتي أثبتن بأن المرأة قادرة على حماية نفسها ووطنها”.