رغدة قاسم إبراهيم البالغة من العمر 14 عام من تل قصب التابعة لقضاء شنكال هي احدى الفتيات اللواتي عانين الظلم على أيدي قوى الشر داعش عندما دخلت إلى شنكال .
رغدة قاسم وبكلمات مخنوقة بالكاد كانت تخرج من فمها ملئوها المرارة و الأسى روت قصتها الحزينة و تحدثت عن معاناتها عندما كانت مختطفة لدى مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي .
قاسم بدأت بسرد قصتها منذ بداية هجوم داعش على شنكال حيث أطرت هي و عائلتها المكونة من 5 نساء و 6 رجال إلى الخروج من منزلهم متوجهين إلى جبال شنكال.
قاسم أوضحت انهم وبعد عودتهم إلى منزلهم تم أسرهم جميعاً من قبل داعش في منطقة سولاق التابعة لقضاء شنكال.
قاسم حينها كانت تبلغ من العمر11عاماً فوصفت لحظات الأسر ان الخوف كان يسطر على كامل حواسها فتذكر تفاصيل الأسر باقول : في البداية احتجزونا ووضعونا في محلات أسواق سولاق ثم نقلونا إلى احدى المدارس في تلعفر و استمرت رحلة التنقل من مدرسة إلى أخرى حتى وصولنا إلى إحدى السجون في مدينة الموصل يسمى سجن بادوج .
هناك في سجن بادوج قام المرتزقة بأخذ الرجال والمسنين من بين جملة الأسرى و نقلونا نحن الفتيات , الأطفال و الأمهات إلى مدينة الرقة السورية .
قاسم أضافت انهم ومنذ ذلك الحين انقطعت الأخبار عن ذويهم من الرجال الذين أسروا معهم .
قاسم قالت : بعد وصولنا إلى مدينة الرقة أسكنونا في منزل مؤلف من طابقين , هناك حيث كانت الأحداث كارثية كان المرتزقة يأتون إلينا و يأخذون الفتيات كسبايا و زوجات . اغلب المرتزقة كانوا من جنسيات عربية منهم جزائريين , ليبيين , سوريين , تونسيين و حتى من جنسيات أجنبية .
رغدة قاسم أضافت : هناك قام المرتزقة ببيعي أنا وزوجة شقيقي مع ابنها الصغير إلى احد المرتزقة و كان لقبه أبو هاني الجزائري . بقينا في منزلة نخدم زوجته و أولاده لمدة شهر هناك لم يكن يحصل ابن شقيقي على أي مستلزمات تخصه حيث كان طفلاً و بحاجة إلى مستلزمات خاصة . بعد مكوثنا هناك باعنا المرتزق أبو هاني إلى مرتزق أخر سوري الجنسية من مدينة الرقة و يدعى أنس ولقبه أبو قدادة والذي كان متزوجاً وله ابنه صغيرة , بعد يومين باع أبو قدادة زوجة أخي إلى مرتزق أخر لا اعلم شيء عنه و بقيت وحدي اخدمه في منزلة لمدة عام كامل , أبو قدادة هو الآخر باعني إلى داعشي يدعى أبو المهاجر و مكثت عنده حوالي عشرة أيام و الذي باعني أيضا إلى مرتزق أخر وهكذا, المرتزقة باعوني اكثر من عشرين مرة ولجنسيات مختلفة . جميعهم لهم نفس السمات و نفس الصفات فالظلم و العنف وقسوة المعاملة كان أمرا يمكن تحمله لكن ما لا يطاق أخلاقهم التي لا تنتمي لأخلاق البشر و بعيد كل البعد عن الإنسانية . لم القى معاملة حسنه من احد فالظلم و البطش و الرعب كان كالجبال على كاهلي .
رغدة قاسم و بعد ان عانت العبودية لمدة 4 سنوات و مرة في مأساة و مظالم لا حصر لها ولا عدد , تمكنت من الهروب و الوصول إلى منطقة آمنة بعيد عن أيدي داعش في مدينة دير الزور .رغدة ومن هنا اكملت حديثها بالقول : هناك تعرفت على أسرة لا تتبنى فكر داعش بل وكانت تلك الأسرة تكره و تعادي ما ينادي داعش إليه , و من هناك سنحت لي الفرصة بالوصول إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية الآمنة .
رغدة قاسم وصلت إلى المناطق الآمنة حيث سلمت نفسها لمقاتلات وحدات حماية المرأة و الذين بدورهم قاموا بإيصالها إلى مقاطعة الجزيرة و تسليمها إلى هيئة المرأة في مقاطعة قامشلو .
رغدة قاسم وفي حديثها عبرت عن شكرها و امتنانها لوحدات حماية المرأة و قوات سوريا الديمقراطية و جميع من ساهموا في إيصالها إلى بر الأمان .
قاسم وفي نهاية حديثها عاهدت نفسها أنها حين وصولها إلى شنكال ستنضم إلى وحدات حماية المرأة في شنكال و تتوجه لجبهات القتال ضد مرتزقة داعش فهدفها اليوم هو تحرير جميع الفتيات و الأمهات و جميع الأسرى لدى داعش و تخليصهم من الظلم و العبودية .
ويذكر ان هيئة المرأة في مقاطعة قامشلو تعمل على إيصال رغدة إلى ذويها في قضاء شنكال قريباً .