بعد عناء الأم زينو على مدار 4 أعوام.... هيئة الشؤون الإجتماعية تجد لها حل جذري

ماما زينو الأم التي أنجبت عشرة أولاد ، تعيش اليوم وحيدة في غرفة مظلمة منعزلة عن العالم برفقة عصاها المنكسرة والتي تدفع بها كل من يحاول الإقتراب منها، بعد 4 أعوام على هذه الحال إستطاعت منظمة سارا تحديد مكانها لتبحث لها عن مأوى ومربية للإعتناء بها.

 ماما زينو الأم التي أنجبت عشرة أولاد من البنين و البنات، تعيش اليوم وحيدة في غرفة مظلمة منعزلة عن العالم برفقة عصاها المنكسرة والتي تدفع بها كل من يحاول الإقتراب منها، بعد 4 أعوام على هذه الحال إستطاعت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة تحديد مكانها لتبحث لها عن مأوى ومربية للإعتناء بها، وقد حملت هيئة الشؤون الإجتماعية والعمل بمقاطعة عفرين على عاتق إعالة الأم زينو  .

لا يمكن تصور حجم معاناة ،  إلا بعيش آلامها فاللسان عاجز عن الوصف والعقل غير قادر على التخيل ، فهل يعقل أن يصل الجحود والإهمال في قصة الأم زينو  إلى هذا الحد؟ وأين أبناؤها الذين أعتنت بهم في كافة مراحلهم العمرية، تركوها وهي في أرذل العمر؟ تتساءل في صمت؛ ماذا فعلت حتى تكون هذه نهايتها؟.

الأم زينو، إمرأة صماء في الثمانين من عمرها تعيش في مقاطعة عفرين بإقليم عفرين أنجبت 10 بنين وبنات، حملتهم تسعة أشهر وذاقت المر من أجلهم لتؤمن لهم مستقبلاً أفضل، تعيش الآن وحيدة بين أربعة جدران في غرفة مظلمة أشبه بكوخ مهجور بلا نوافذ ولا أبواب، ولا تتوافر فيها أبسط شروط الحياة كوجود مصدر للإضاءة أو حتى توفر مياه صالحة للشرب.

منذ أربع سنوات والأم زينو على هذه الحال، مستلقية على الأرض وممزقة الثياب، في منزلٍ يفتقر إلى أثاث تمكث عليه أو غطاء يحميها من تقلبات الجو المختلفة، مصارعة حياتها مع جسدها الهزيل في تلك الغرفة الموحشة التي تنهبها الحشرات والفئران.

إلى جانب كل هذه المعاناة التي تمر بها الأم زينو إجتاح المرض جسدها النحيل وأضعف من قدرتها على الحركة أو المشي وحتى الجلوس، فهي على هذه الحالة المزرية منذ أربعة أعوام متتالية بلا  معين يساعدها ويساندها ويرأف لحالتها التي لا توصف.

تقوم المسنة الأم زينو غالب الأحيان بالخروج إلى الشارع حاملة عصاها المنكسرة الشيء الوحيد الذي بقي معها لتحمي نفسها بها فهي لا تتقبل تواجد أي شخص حولها ولربما لأنها لم تعد تثق بأحد بعدما تخلى عنها أولادها، تزحف على الأرض بيديها وبطنها، متجولة في الأزقة مما يثير شفقة الأهالي القاطنين في الحي نحوها فيقدمون لها بعض الطعام والماء.

بعد أربعة أعوام من حالة اليأس والحزن التي تعيشها الأم زينو، إستطاعت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة أن تحدد مكان تواجدها، فتوجهت المنظمة لمساعدتها، ونظراً لوضعها الصحي المتدهور تم نقلها إلى مشفى آفرين وإخضاعها للفحوصات الطبية، وذلك بشكل مجاني من قبل المشفى، وأشارت نتائج الفحوصات والتحاليل الطبية إلى وجود كتلة خبيثة في صدرها ولم يتم التأكد من مدى خطورة هذا الورم، كما تبحث منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة وبالتنسيق مع هيئة الشؤون الإجتماعية والعمل الآن عن منزل ومربية لتتكفل برعايتها مقابل تقديم المعونات وراتب شهري.

وفي لقاء لوكالة المرأة مع رئيسة هيئة الشؤون الإجتماعية عن أسباب تفشي هذه الحالة بالمجتمع، وما هي المساعدة التي سيتم تقديمها وذلك بالتنسيق مع منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة.

تحدثت رئيسة هيئة الشؤون الإجتماعية والعمل عريفة بكر قائلة:" بعد الأزمة التي شهدتها سوريا والحرب الجائرة فيها إرتفعت نسبة الهجرة والسفر بغية توفير مكان آمن والبحث عن العمل لتوفير لقمة العيش مما أدى إلى تفشي القيم اللاأخلاقية واللاإجتماعية، ونجمت عنها الكثير من المشاكل الأخلاقية، والهروب من الواجبات تجاه من حولنا".

أشارت بكر أن قصة أم زينو هي إحدى القصص الإجتماعية المخفية على هامش المجتمع بذريغة المرض وفقدان العقل، لكننا نحاول كهيئة شؤون الإجتماعية وجود حل جذري لأمثال مشكلة الأم زينو

تابعت عريفة بكر" بعد دراسة المشكلة الأم زينو  من جميع جوانبها والتواصل مع المنظمات الإنسانية والأشخاص القربين من الأم زينو لنحصل أخيراً على أثبات يمكننا من خلاله  التواصل مع أولادها المقيمي خارج البلاد".

أضافت بكر أنه بعد الحديث مع أولاد الأم زينو المقيمي خارج البلاد والعمل والنقاش الطويل من خلال وسائل التواصل الإجتماعي لوجدوهم خارج البلاد، تمكن من وجود حل وهو أن يتم تعين مربية للإعتناء بأم زينو في الآونة الأخيرة من عمرها المبتذل.

أكدت رئيسة هيئية الشؤون الإجتماعية والعمل عريفة بكر في ختام حديثها" أنه توعد أحد أبنها بإرسال مبلغ مادي لدفع مرتب السيدة التي سيتم تعيينها لإعالة الأم زينو، إضافة إلى تقديم هيئة الشؤون الإجتماعية والعمل المساعدة الطبية والإجتماعية عند الحاجة للأم زينو.

الجدير بالذكر أن هيئة الشؤون الإجتماعية بالتعاون مع كومين الحي المحمودية (كومين الشهيد تول هلدان)تعمل على  ترميم منزل الأم زينو .