اختتمت أعمال المنتدى حول المجازر في ميزوبوتاميا وتأثيرها على النساء الذي انطلقت أعماله صباح اليوم في مدينة الحسكة تحت شعار " بقوة وتضامن النساء سندحر سياسة التقسيم وإبادة لوزان بحق الشعوب" بمشاركة أكثر من 60 مشاركة من شخصيات سياسية نسوية وناشطات في مختلف المجالات.
ركز المحور الثالث على نظام الإبادة في ميزوبوتوميا، ألقته الباحثة في حضارات الشرق القديمة واللغة السريانية ونائبة رئيس حزب الاتحاد السرياني، ليلى لطي.
وعرّفت ليلى لطي في بداية محورها بمصطلح الإبادة وقالت:" تعمد القتل الجماعي لمجموعة كاملة من الأشخاص، ولكن عدد الضحايا ليس مقياساً لتحديد الإبادة أو الجينوسايد".
وأشارت إلى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني والشعب السرياني وأن الدولة العثمانية ارتكبت العديد من الجرائم بحق المكون الأرمني والسرياني أيضاً من بينها سيفو 1915 ومجزرة أضنة 1909 والتي أودت بحياة 30 ألف أرمني وبهذه الإبادات أرادت الدولة العثمانية أن تقضي على هوية الشعب الأرمني والسرياني".
مؤكدة: "فإن أردت أن تقضي على هوية شعب ما فلا بد من القضاء على أدباء ومفكري وفقهاء ذلك الشعب وهذا ما فعلته الدولة العثمانية بالشعب الأرمني، والهدف منه هو تطبيق الفكر القومي الذي رأى الشعب الأرمني و السرياني والأقليات الأخرى عضواً غريباً في جسد الأمة التركية".
وأضافت ليلى لطي: "إن السرد التاريخي لأحداث المجازر التي ارتكبت بحق شعوبنا والهدف منه هو خلق وعي لدى الرأي العام بعيداً عن التعاطف وعدم الاستخفاف بمجرى الأحداث واستخلاص التجارب منها".
وأكدت ليلى لطي:" إن القاسم المشترك بين مجزرة 1915 وما تشهده المنطقة الآن هو أن أردوغان الذي اتبع نهج العثمانيين لا يزال يتغذى على هياكل وجماجم الشعوب الأخرى".
وخلال مداخلات من قبل المشاركات في المنتدى أكدن أنه بعد معاهدة لوزان دخل الشرق الأوسط في مرحلة مفصلية حيث قسمت الدول العربية إلى 22 دولة، وارتكبت المجازر بحق كافة المكونات وهناك الآلاف من القوميات والأعراق الأخرى حقوقهم مهمشة من قبل نظم الدول القومية.
وأكدن أن :"خلال معاهدة لوزان لم يكن خط المقاومة قوياً، ولكن في المرحلة الحالية خط مقاومة الشعوب أقوى".
إلهام أحمد : يجب بناء نظام كونفدرالي في الشرق الأوسط
أما المحور الرابع والأخير فقد كان حول دور المرأة في إحياء حسن الجوار، وألقته رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد.
وقالت إلهام أحمد في محورها "إن المرأة كانت مستبعدة دائماً عن مراكز اتخاذ القرار وكل ما حدث في التاريخ يعتبر من صنع الذكورة والرجل هو من صنع التاريخ وبالتالي أي إجحاف بحق المرأة هو إجحاف بحق الشعوب لذلك من الضروري عندما ندرس التاريخ أن ننظر له بنظرة المرأة وتحليلها واستخلاص الدروس منه".
مضيفة: "النقطة الثانية التدخلات الخارجية في المنطقة كان لها تأثير عميق على واقع المرأة من كل النواحي فاتفاقية سايكس بيكو كانت لها نتائج سلبية ولوزان أيضاً فالانقطاع المجتمعي بين الدول التي تشكلت نتيجة اتفاقية سايكس بيكو قد أحدث شرخاً ضمن المجتمع وكان له تـأثير مباشر على المرأة لأنها تشكل نواه المجتمع، فنتيجة هذه المعاهدات التي حدثت هناك استمرار للإبادات".
مضيفة: "يجب أن يكون لنا نهج آخر ومختلف يعزز من ثقافة المرأة, فمن خلال ثورة 19 تموز وبناء مشروع الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية فتح المجال أمام المرأة للعب دورها الريادي على الرغم من محاولات الأنظمة والقوى المهيمنة نرى أن مشروع الأمة الديمقراطية وتطوير نظام كونفدرالي للمرأة على جغرافية مزوبوتاميا مهم جداً ".
مؤكدة: "إن الكونفدرالية التي تعترف بالهوية الاعتبارية لكل تنظيم نسائي ومن المهم العمل على بناء النظام الكونفدرالي النسوي واكتساب المرأة للوعي التاريخي والوعي الثقافي والوعي بالذات واتخاذ مكانها في مراكز القرار".
مختتمة بالقول: "ثقتنا كبيرة بأن المرأة هي التي ستنبي نظاماً جديداً بنظرة أنثوية.
ومن ثم انتقل المحور الرابع للمداخلات حيث شددت النساء خلال مداخلاتهن على ضرورة تقوية منظومتهن الدفاعية لإفشال كافة المخططات والمعاهدات التي أبرمت ضدهن، وبناء تحالفات نسوية تشمل كافة النساء في مختلف مدن الشرق الأوسط لحمايتهن.
وبهذا تنتهي محاور المنتدى ومن المترقب الإدلاء ببيان بيان ختامي من قبل اللجنة التحضيرية لفعاليات المنتدى.