تنديد واسع ضد الجرائم التي تطال النساء ودعوة لتوحيد الصفوف

تظاهرت مئات من النساء في مدينة الطبقة للتنديد بجرائم قتل النساء ودعون الى توحيد الصفوف والجهود ضد سياسات الإبادة والانتهاكات.

شارك في المظاهرة التي نظمها مكتب تجمع نساء زنوبيا في الطبقة وريفها، المئات من أهالي المدينة وممثلات وممثلين عن الإدارة المدنية والمؤسسات العسكرية والأحزاب السياسية ووجهاء وشيوخ العشائر وحركة الشبيبة الثورية السورية واتحاد المرأة الشابة ومكاتب ولجان المرأة.

انطلقت المظاهرة من الحي الأول الواقع وسط المدينة، رفع خلالها المتظاهرون صورة الشهيدة زينب محمد الرئيسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح التي استشهدت جراء هجوم جوي للاحتلال التركي في مفرق قرية تل جمان التابعة لناحية كركي لكي، في 27 أيلول الفائت، وصورة الشابة الكردية جينا أميني التي قتلت على يد السلطات الإيرانية في الـ 16 من الشهر نفسه، وبجانب الصورتين مكتوب عبارة "أوقفوا القتل ضد المرأة".

ولدى وصولهم إلى ساحة مركز الثقافة والفن، وقف المتظاهرون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقي بيان باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في الطبقة وريفها، قرأته الإدارية في مكتب التجمع سميرة الحنش.

استهل البيان بالقول، "إن سلسلة الانتهاكات والجرائم التي تتعرض لها المرأة في مختلف بقاع الأرض تتزايد يوماً بعد يوم، حيث تصارع المرأة كل يوم، وهي تتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد الفاشي وسياسات الإبادة والذهنية الذكورية المتسلطة".

وأضاف: "لقد وصل الأمر بهم إلى قتل المرأة بأبشع الطرق والأساليب. إن هذه الممارسات الوحشية لم تأت من فراغ لكن تم تغذيتها من قبل أنظمة الهيمنة الذكورية المنتجة للحرب والاحتلال".

مشيراً "اليوم تقوم هذه الأنظمة الذكورية التي ترى في المرأة قوى مجابهة لسلطتها في حال تحررت، لذلك تسعى دوماً لإبادتها بشكل ممنهج وقمعها".

ولفت إلى تزامن "جريمة مقتل المرأة الأرمنية (أنوش أبيتيان) من قبل جنود أذربيجان الذين قاموا باغتصابها وتقطيع أطرافها والتنكيل بجثمانها والتي تشغل الرأي العام، مع جريمة مقتل الشابة (جينا أميني) على يد الشرطة الإيرانية مما أشعلت شرارة الاحتجاجات".

ولفت التجمع في بيانه إلى جرائم الاحتلال التركي في سوريا، في قوله "النظام التركي الذي يحتل أجزاء من الأراضي السورية، والذي يحمل ذات العقلية الإجرامية كان قد ارتكب جريمة أخرى راح ضحيتها الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية الشهيدين (زينب محمد، ويلماز شرو) والتي لم تكن الأولى من نوعها من خلال استهدافها للقياديين والمدنيين عبر طائرتها المسيّرة".

وأفاد البيان بأن "وجود المرأة منذ انطلاقة الشرارة الأولى لثورة روج آفا، ووقفها بوجه الاحتلال التركي كمناضلة وثورية ورفضت وجوده بكل أشكاله وسعت لتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، يقف سداً منيعاً أمام تمدد الحلم العثماني".

وأدان "الجرائم الوحشية بحق المرأة في كل مكان وزمان من قبل أنظمة السلطة الذكورية وهيمنتها الدكتاتورية التي منعت والبشرية جمعاء من العيش بسلام وأمن"، مطالباً "المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة بمتابعة هذه الجرائم والتحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها أياً كانوا".

ودعا جميع النساء لتصعيد النضال ضد سياسات الإبادة والذهنية الذكورية المتحيزة ورفض كافة الانتهاكات وخاصة التي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية؛ لأن هذه العقليات الإجرامية التي تتغذى على كراهية النساء واضطهادهن ستبقى حجر عثرة أمام تحرر المرأة والمجتمعات"، مشدداً في ختامه على "العمل سوية للخلاص من هذه التنظيمات والعقليات عبر توحيد جهودنا ونضالنا للوقوف في وجه كافة أشكال الاستبداد والاحتلال والإبادة".