فعاليات منددة بالهجوم التركي... سيكتب التاريخ من جديد بأيدي صانعة السلام

توالت ردود الأفعال ضد هجوم الاحتلال التركي الذي اسفر عن استشهاد الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح، أمس الثلاثاء، حيث قال المشاركون في الفعاليات: "بركان الثورات المتأججة سيقضي على الأنظمة الفاشية وسيكتب التاريخ من جديد بأيدي صانعة السلام"

ضمن سلسلة الفعاليات المنددة بهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا والتي أسفرت آخرها عن استشهاد الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح لإقليم الجزيرة، زينب محمد ويلماز شرو.

أصدرت منسقية مؤتمر ستار، بيان كتابي استنكرت فيه هجمات الاحتلال التركي على المنطقة، وقالت: "تتواصل هجمات دولة الاحتلال التركي على شعوب ومناطق شمال وشرق سوريا منذ بداية ثورة روج آفا، لحظةً بلحظة وبلا توقّف".

وأضافت: "تسفر الهجمات التي تشنّها دولة الاحتلال التركي عبر الطائرات المسيّرة والمسلّحة عن استهداف قادة مجتمعنا، وذلك لبثّ الرعب والخوف في قلوب أهالي المنطقة المتمسّكين بثورتهم وحقوقهم ولا يتراجعون عن مشروعهم".

مشيرة إلى أن هذه الهجمات الوحشية ترتكبها الدولة التركية على مرأى العالم أجمع؛ وتلتزم الدول العالميّة الصمت حيال هذه الممارسات والهجمات.

ولفتت المنسقية في بيانها، الانتباه إلى المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، قائلةً: "لأننا نبني نظاماً جديداً في شمال وشرق سوريا، نظاماً قائماً على أساس جديد يضمن مفهوم حرية المرأة، فإنّ هجمات الدولة التركية المستبدّة على النساء تتزايد يوماً بعد يوم، لاسيما النساء اللواتي قدن ويقدن ثورة روج آفا".

وأدانت الهجوم التركي على الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح، وقالت: "ندرك أنّ وحشية الدولة التركية المحتلة والمستبدة لن تنتهي حتّى يتم وضع حدّ للأنظمة الظالمة والعقلية المهيمنة".

كما أعربت عن استنكارها لصمت المجتمع الدولي مجدّداً، واعتبرتهم "شركاءً للدولة التركية".

حلب

في سياق متصل، أدلى مؤتمر ستار بحلب، ببيان قرأته عضوة لجنة الصحة بمؤتمر ستار، نسرين محمد، وذلك من أمام مركزه الواقع بالقسم الغربي بحي الشيخ مقصود في حلب، وذلك بحضور العشرات من النساء.

البيان استهل بالتنديد واستنكار الهجمات الاحتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهداف المرأة والقيادات النسائية بشكل خاص، وقال: "كل ذلك لكسر إرادة المرأة الحرة فقد قامت الدولة التركية باستهداف الشهيدات سوسن وجيان ورانيا وكذلك قامت الدولة الإيرانية بقتل الشابة جينا أميني تحت الغطاء الإسلامي وبحجة الشرف".

وأشار البيان إلى أن هذا كله يدل على التعصب الذكوري تجاه المرأة الحرة، منوهاً إلى أن "الدولة التركية كررت فعلتها أمس باستهداف الرفيقة زينب محمد، لأنها أصبحت ضمن قافة النساء اللواتي يقدن المؤسسات في ظل الإدارة الذاتية نساء ذات إرادة ورأي وقرار".

في النهاية أكد البيان على ضرورة عدم الخضوع لتلك الممارسات والأفعال البشعة التي ترتكبها الدولة التركية، كما عاهد بالسير على خطا شهداء الحرية وتحقيق أهدافهم.

الشهباء

وفي مقاطعة الشهباء، تجمعت العشرات من عضوات هيئة المرأة لإقليم عفرين، ومؤتمر ستار، واتحاد المرأة الشابة، أمام صالة ميتان للثقافة والفن الواقعة في ناحية الأحداث بمقاطعة الشهباء، للإدلاء ببيان مندد بالهجوم التركي، قرأته عضوة مؤتمر ستار، ريحانة علو باللغة الكردية، وعضوة هيئة المرأة، أمينة ملا حسن باللغة العربية.

كشف البيان عن الجرائم التركية المرتكبة بحق أهالي شمال وشرق سوريا، بقوله: "مازالت آلة القتل والدم والدمار مستمرة في وحشيتها على شعوب المنطقة في سوريا وخاصة في شمال وشرق سوريا باستهدافها الهمجي للمرأة الثورية المناضلة التي جعلت من فكرها وروحها وجسدها ناراً تحرق السلطة والمتسلطين وتشرق ظلام عبودية الشعوب متحدية الفكر المتشدد المتطرف المتمثل بفاشية دولة الاحتلال العثمانية".

وأضاف: "مرة أخرى طعنت ثورة المرأة في الصميم باستشهاد أيقونة من أيقونات عصر المقاومة، زينب صاروخان، (زينب محمد) والشهيد المناضل يلماز شرو، بيد الغدر والخيانة، عملاء الدولار وتجار الوطن".

وذكر خصال الشهيدة زينب محمد، قائلاً: "زينب هذه الرفيقة التي أينما حلت أثبتت حقيقة المرأة الإنسانية بجوهرها ووجودها بأيديولوجية حركة حرية المرأة"، وأشار "فالواضح تماماً إنها سياسة عالمية ممنهجة وضعت نصب أعينها قتل الحياة في شخص المرأة تحت مسميات وفتاوي لا معنى لها".

مؤكداً "لكن هذه لن يكسر إرادتنا فبركان الثورات المتأججة ستقضي على الأنظمة الفاشية وسيكتب التاريخ من جديد بأيدي صانعة وخالقة السلام والحياة في الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب في إدارتنا الذاتية".

وطالب جميع الهيئات الحقوقية والمنظمات الإنسانية والحركة الديمقراطية النسائية العالمية، بتوحيد رؤيتها وموقفها السياسي والتحرك بشكل حاسم وصارم لإيقاف قتل المرأة ومحاسبة المجرمين ومحاكمة الاحتلال التركي الفاشي ومرتزقته، ووضع حزب العدالة والتنمية وأردوغان على "لائحة الإرهاب" واعتبارهم مجرمي حرب.

وعاهد في ختامه، "بدماء شهيدات وشهداء الحرية إننا سنكمل على خطى الشهيدة زينب، فنحن تلميذات فكر القائد الأممي عبد الله أوجلان في أكاديمية الحياة الحرة".

كوباني

بدوره استنكر مكتب شؤون العدل والإصلاح في إقليم الفرات خلال بيان كتابي، الهجوم التركي الذي أدى إلى استشهاد الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في إقليم الجزيرة.

وأكد المكتب "بات واضحاً للجميع أن دولة الاحتلال التركي تخوض حرب إبادة معلنة ضد شمال وشرق سوريا والهدف منها هو ضرب مشروع الإدارة الذاتية الذي يمثل حالة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، لذا تتخوف تركيا من هذا المشروع".

شدد المكتب "لن تنال هذه الجرائم الوحشية من عزيمة شعوب المنطقة التي تناضل لتحقيق حريتها وصون كرامتها، وستدفع بالشعب للمضي قدماً في سبيل تحقيق أهداف ثورته المباركة".

طالب مكتب شؤون العدل والإصلاح في إقليم الفرات، التحالف الدولي والمنظمات الحقوقية باتخاذ خطوات ملموسة ضد هذه الجرائم وتوثيق هذه الأعمال البشعة بحق الإنسانية، وفرض حظر جوي وإغلاق المجال الجوي أمام الغارات الجوية التركية.

من جانبهن، أدلت أمهات السلام في إقليم الفرات ببيان، قرئ من قبل الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في إقليم الفرات، عائشة أفندي في مبنى المجلس بمدينة كوباني للتنديد بهذا العمل الإجرامي، وأكدت الأمهات خلال البيان، أن ما يجري اليوم في روج آفا لا يختلف عما يجري في روجهلات، فالقاتل واحد ولكن بوجهين مختلفين والضحية هي المرأة الكردية.

شدد البيان على أن المرأة أعطت كلمتها لكل مستبد يحاول النيل من إرادتها، مناشداً النساء بالتجمع في ساحات الحرية لكسر السلطة الذكورية المتمثلة في الأنظمة الفاشية التي تسعى لفرض نفسها على شعب المنطقة من خلال العقلية الذكورية.

وأضاف البيان "يحاولون إبادة المرأة كما فعلوا منذ ٥٠٠٠ عام، إلا أنها اليوم استنشقت نسيم الحرية ولن تتراجع عن حقوقها، وستكسر القيود، لذا نقول لمن لا يعرف المرأة الكردية أن يراجع تاريخ من دحر مرتزقة داعش".

قامشلو

في سياقٍ متصل، توجه العشرات من الأهالي في نواحي مقاطعة قامشلو (جل آغا، كركي لكي، تل كوجر، تربه سبيه) وعضوات مؤتمر ستار إلى مكان وقوع الهجوم، للإدلاء ببيان إلى الرأي العام، تنديداً بهجوم الطائرة المسيرة التابعة لدولة الاحتلال التركي والتي أدت إلى استشهاد الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح زينب محمد، ويلماز شرو.

قرئ البيان من قبل عضو مجلس ناحية تل كوجر زاهد محمد، في مفرق قرية تل جمان التابعة لناحية كركي لكي (مكان الاستهداف).

استنكر البيان في مستهله هجمات المسيّرات التركية واستهدافها للمواطنين في شمال وشرق سوريا بشكل عام، وعلى وجه الخصوص استهدافه للرئاسة المشتركة لمكتب العدل والإصلاح، زينب محمد، ويلماز شرو.

وأكد بأن "المسيّرات تخترق كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية بالإضافة لاختراقها القوانين والدساتير الحقوقية العالمية".

كم أدان "كل المتخاذلين والمتواطئين والخونة والمتعاونين مع الفاشية التركية من دول وأنظمة وأحزاب وأفراد"، مؤكدين بأن التاريخ كفيل بفضحهم ورميهم في مزبلة التاريخ".

واختتم البيان بالتأكيد على تصعيد النضال حتى إفشال جميع المخططات التركية.