نساء منبج يتظاهرن بالسيارات احتجاجاً على جرائم قتل النساء في تركيا وإيران

نظمت النساء في مدينة منبج وريفها مظاهرة بالسيارات تحت شعار "المرأة حياة لا تقتلوا الحياة"، للتنديد بجريمة قتل جينا أميني على يد السلطات الإيرانية واستشهاد الرئيسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح لإقليم الجزيرة، زينب محمد.

شاركت في المظاهرة، عضوات المؤسسات المدنية والعسكرية، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة بالمرأة، وزينت السيارات بصور الشهيدات ويافطات كتب عليها "لا للعنف ضد المرأة"، و"قتل المرأة يعني قتل الحياة"، و "لا لقتل النساء".

انطلقت المظاهرة من أمام حديقة الشهيدة هفرين خلف في الجهة الشرقية للمدنية، وصولاً إلى الساحة العامة وسط المدنية، ولدى وصولهم إلى الساحة وقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج وريفها ابتسام عبد القادر، بياناً جاء في مستهله:

"إننا في القرن الواحد والعشرين ولا زالت الأنظمة القمعية تقوم بارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء، وبحق كل من يقف بوجه هذه الأنظمة الديكتاتورية وكانت آخرها مأساة أليمة تعرضت لها الشابة "جينا أميني" بتاريخ الـ 16 من أيلول الجاري، من قبل شرطة السلطات الإيرانية المعادية لحرية المرأة".

وأضاف البيان: "أدى ذلك إلى مقتلها جراء التعذيب أثناء اعتقالها بحجة عدم الالتزام بارتداء الحجاب وكان شعرها ظاهراً، وبهذه الذهنية الرجعية اللاإنسانية يرتكبون أبشع المجازر والأفعال المناهضة للديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، فالذهنية الذكورية والأنظمة السلطوية الاستبدادية التي أدت بالشعب والمجتمعات إلى حالة الدمار وخلق الأزمات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والروحية، عملت على استغلال الدين للحفاظ على سياستها التعصبية والقومية، وأيضاً كوسيلة لقمع حرية المرأة وإقصائها في جميع مجالات الحياة".

ولفت إلى أن هذه الأنظمة ترتكب جرائمها تحت مسمى الدين، حيث استخدمت كافة أساليب العبودية والظلم وأباحت للرجل كل شيء، وسلبت المرأة كافة حقوقها ودورها الطليعي وحرمتها من تمثيل وجودها بكامل إرادتها على مدى التاريخ.

وأعرب البيان عن استنكاره الشديد للجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الشابة "جينا أميني"، "هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية"، مؤكداً "فهي بعيدة كل البعد عن القيم الأخلاقية والشرائع الدينية والقوانين الدولية، فهي تتكرر بشكل شبه يومي وترتكب بحق الكثير من الفتيات القاصرات باختلاف أسماء الضحايا ومرتكبي الجرم، بذهنية قامعة ورافضة لحرية المرأة، وتمارس أبشع أنواع العنف والقتل بحقها".

وأوضح بأن الذهنية التي قتلت "جينا أميني" هي نفسها من قتلت هفرين خلف وزهرة بركل، والكثيرات غيرهن، قائلاً: "ويوم أمس الثلاثاء، طالت يد الغدر رفيقتنا زينب محمد، التي تم استهدافها من قبل الاحتلال التركي عبر مسيّراته".

وطالب البيان "منظمات حقوق الإنسان، وهيئة الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، باتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل إيقاف ارتكاب مثل هذه الجرائم، وإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجرائم، وإدانتهم وتحويل الجناة إلى المحاكم، وإنزال أشد العقوبات بحقهم".

كما طالب "بالإفراج عن المعتقلات في السجون، كي لا يلقين مصير جينا وغيرها ممن قتلن على يد السلطات والحكومات، فلن نقبل بقتلنا ووجودنا ونقول كفى قتلاً للمرأة".

وتوجه البيان بتقديم تحية المقاومة والصمود إلى جميع النساء في إيران والعالم، وعاهد "بالسير على خطى صاحبات الحق حتى تحقيق أهدافهن وإكمال مسيرتهن النضالية، فعلى جميع النساء التكاتف والوقوف صفاً واحداً وتوحيد كلمتهن لمناهضة كافة أشكال العنف والتمييز والتعصب ضد المرأة، وتحقيق العدالة من أجل الحياة ومن أجل حرية الإنسانية ضد الظلم والعبودية".