"الهجرة"... عنوان لورشة عمل في الشيخ مقصود
نظم مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية في حي الشيخ مقصود بحلب، اليوم، ورشة عمل بعنوان "الهجرة"، وذلك بمشاركة العشرات من الناشطات وممثلات عن الأحزاب السياسية.
نظم مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية في حي الشيخ مقصود بحلب، اليوم، ورشة عمل بعنوان "الهجرة"، وذلك بمشاركة العشرات من الناشطات وممثلات عن الأحزاب السياسية.
وشارك في ورشة العمل التي نظمها مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، عضوات المؤسسات المدنية والكومينات وناشطات سياسيات وممثلات الأحزاب السياسية، في صالة الاجتماعات في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود بحلب.
وبدأت ورشة العمل بالوقوف دقيقة صمت، بعدها تحدثت الإدارية في مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية بحلب نجلاء حمزة التي أشارت إلى أن الهجرة هي الانتقال من مكان إلى مكان آخر بحثاً عن حياة أفضل ضمن الوطن، أما الهجرة الخارجية فهي التخلي عن المكان الذي ولد فيه الإنسان والانتقال إلى مكان آخر خارج الوطن.
وعن الهجرة القسرية قالت نجلاء: " الهجرة القسرية تكون لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادة الشخص أو الأشخاص وبسبب ظروف عديدة منها؛ الحروب والنزاعات المسلحة، جرائم ضد الإنسانية والظروف الاقتصادية، قمع الحريات، الكوارث الطبيعية وغيرها. أما التهجير القسري فهو إجراء تعسفي في إجبار الأشخاص على ترك مناطق سكنهم وإرغامهم على الخروج من بيوتهم وبلداتهم بغاية الاستلاء عليها والتنكيل بهم".
وأما عن خطورة الهجرة فتطرقت نجلاء إلى أن "أخطر أنواع الهجرة في المجتمع هي هجرة الأدمغة البشرية، حيث تعمل الأنظمة الحاكمة على استقطاب أصحاب العقول النيرة، وذلك من خلال فتح المجال لأبناء الشرق الأوسط والسماح لهم بالدراسة في أوربا ومن ثم تسخيرهم في خدمة الدولة التي هاجروا إليها، وأن يبتعد الإنسان عن الحرية الجوهرية وممارسة سياسة الصهر والانحلال على المهجرين وجعلهم يبتعدون عن جوهرهم من خلال الانحلال اللغوي والثقافي والاجتماعي".
السؤال الأول ما تأثير الهجرة على وضع المرأة؟
وتضمنت ورشة العمل عدداً من الأسئلة، جاوبت عن السؤال الأول رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في حلب خالدة عبدو وقالت بأن "الهجرة هي انتقال الأشخاص من مكان إقامتهم إلى مكان آخر وقد تكون طوعية لغايات سياسية أو اقتصادية أو لتغيير أسباب المعيشة أو لغاية التعليم، هناك عدة أسباب سواء سياسية أو اقتصادية أو دينية أو علمية ولها تأثيرات كثيرة وخاصة على المرأة كونها العنصر الأساسي في المجتمع، لذلك فالمرأة تعاني في الهجرة من ناحية الوضع الاجتماعي والنفسي".
وتابعت: "الهجرة بشكل عام هي ظاهرة تنعكس على الأسرة والمجتمع إذ تعمل على تشتت أفراد الأسرة كما تؤثر على تفتت المجتمع، وهذا ما ينعكس على المرأة عندما يهاجر ولدها أو ابنتها الذين سهرت الليالي على تربيتهم. يعني بالهجرة هي فقدت فلذات كبدها في لحظة هجر الوطن.
السؤال الثاني ما تأثيرات الهجرة على الأطفال سواء الداخلية أو الخارجية؟
أشارت إدارية مجلس سوريا الديمقراطية مكتب حلب جيهان محمد إلى أنه "فقد أطفالنا ثقافتهم واليوم يتعلمون ثقافة ولغة أخرى في الخارج، والدولة تعمل على برمجة الأدمغة لنسيان لغتهم وثقافتهم، هنا المرأة تفقد الحاكمية في تربية طلفها، أما عن الهجرة الداخلية فتغيير المكان ينعكس على نفسية الطفل نتيجة مشاهدته لكافة أنواع الأسلحة التي عملت على تدمير وتخريب مكانه بالإضافة إلى القتل".
ومن جهتها قالت الناشطة النسوية المستقلة جيهان سمان بأن الهجرة بنوعيها سلبية فقد تؤثر على الطفل من ناحية التربية وأسلوب الحياة والبعد عن العادات والتقاليد، والهجرة تختلف من دولة للدولة التي طلب إليها اللجوء، لا علم ولا تعليم، واكتساب الطفل لثقافة وعادات غير ثقافته وعاداته وكذلك شعوره بعدم الانتماء سواء كان داخل دولته أو خارجها.
وبعد انتهاء النقاشات، قالت الإدارية في مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية بحلب نجلاء حمزة: "إذا كنا نريد أن نحمي مجتمعنا لا بد أن نبقى متمسكين بتراب الوطن الذي نعيش عليه وولدنا فيه والتمسك بالقيم والمبادئ الاجتماعية والأخلاقية والديمقراطية، والذود عن الوطن وحمايته من أي اعتداء داخلي وخارجي وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية".
وقالت نجلاء حمزة في نهاية حديثها: "تقع على عاتق المثقفين والشباب وعلى عاتق الأمهات والآباء فترك الوطن يعطي دافعاً لأعداء الوطن ولا بد لنا من العودة للتاريخ لمعرفة حقيقة مجتمعنا والتعرف على الجوانب السلبية في تاريخنا كي لا نقع في الأخطاء نفسها. ولكي نستطيع الحد من الهجرة لا بد من ترسيخ مبادئ الوطنية وبناء إنسان ذي شخصية وطنية حرة وأن نعي تماماً الخدع والألاعيب التي تتبعها الأنظمة المحتلة وكذلك أنظمة الحداثة الرأسمالية"