آيتن ديرسم: التنظيم الذاتي هو المبدأ الأساسي للحماية الذاتية - تم التحديث

لفتت عضوة منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، آيتن ديرسم، الانتباه إلى تنظيم الشعب لنفسه ضمن استراتيجية حرب الشعب الثورية.

شاركت عضوة منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، آيتن ديرسم، في برنامج "Xwebûn" على قناة (Jin TV)، وأجابت على أسئلة الصحفية آرجين بايسال، وجاء في تقييم آيتن ديرسم ما يلي:    

 لماذا رأى القائد عبد الله أوجلان الحاجة إلى استراتيجية من هذا القبيل وخلق استراتيجية حرب الشعب الثورية؟

لقد ابتكر القائد أوجلان العديد من الاستراتيجيات كبديل للدولة في حل القضية الكردية، حيث إن نضال الكريلا هو حرب ومرحلة طويلة الأمد للنضال، وقال القائد أوجلان بعد تغيير النموذج: "يجب على أبناء شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان وعلى وجه الخصوص المرأة، أن يتخذوا من خط الحماية الذاتية أساساً لهم"، فمع التغيير العام للنموذج، برزت أيضاً تطورات وتغييرات استراتيجية في أسلوب الحرب وأصبحت حديث الساعة، حيث تم طرح حرب الشعب الثورية على جدول الأعمال نتيجة لهذا البحث ونتيجة للنضال الثوري الممتد على مدى عشرات السنوات.

الدولة هي عدوة الشعوب

لقد كنا قد أعلنا كحركة في العديد من المرات وقف إطلاق النار خلال مرحلة الحرب والنضال وخلال اللقاءات مع الدولة، وكانت مراحل وقف إطلاقنا للنار أحادية الجانب، وقد طرح القائد على الدوام في لقاءاته مع الدولة طرق وأساليب حل القضية الكردية والقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة، كما طرحها في نفس الوقت في مرافعاته ولقاءاته المتعلقة بوقف إطلاق النار، كما تم خوض نضال قوي طويل الأمد في النضال من أجل حل القضية الكردية، وكنظام، استمر المدافعون عن الدولة والديمقراطية في مسيرتهم، ونحن كحركة تحررية، بمجرد تحقيقنا للديمقراطية، فسوف ينخفض نفوذ الدولة أيضاً، فالدولة بإمكانها أن تستمر في نظامها لفترة طويلة، حيث إن تاريخ الدولة مستمر منذ عهد السومريين وما بعد، وقد أشار القائد أوجلان بشكل مكثف في مرافعاته إلى أن الدولة هي عدوة الشعوب، فالدولة لا تتخذ خطوات من أجل ابتكار حلول للشعوب، و بصفتنا كحركة تحررية، وفي سياق تطوير نضال الديمقراطية والحرية، نؤدي الواجبات التي تقع على عاتقنا، وقد رأينا في اللقاءات مع الدولة، بأن الدولة لا تخلق الحل وعبر مراحل وقف النار، وكحركة تحررية، ومن خلال الثقة بالنفس، وفي إطار استراتيجية حرب الشعب الثورية القائمة على أساس تطوير الحماية الذاتية، قمنا بسحب قوات الكريلا المتواجدة في شمال كردستان بموجب أمر من القائد أوجلان، وكان هذا الانسحاب خطوة استراتيجية، وما تسعى الدولة إلى القيام به ضد الكرد سواءً كان من الناحية الاجتماعية وكذلك من الناحية العسكرية هو الإبادة الجماعية والإنكار. 

سنعمل على تطوير نظام الكونفدرالية الديمقراطية على أساس خط الحماية الذاتية

لقد ابتكر القائد أوجلان العديد من الاستراتيجيات كبديل للدولة في حل القضية الكردية، وسنعمل على تحقيق نظام الكونفدرالية الديمقراطية على أساس خط الحماية الذاتية، ففي روج آفا خلال العامين 2011 و 2012، وفي شمال كردستان خلال العام 2015 وفي شنكال ومخمور، دخل مشروع القائد حيذ التنفيذ خطوة بخطوة، فحتى لو كانت الدولة حاضرة، فإننا نقوم ببناء نظامنا، كما أن بناء نظامنا لا يقتصر فقط على الإعلان فحسب، ولهذا السبب، هناك حاجة للتنظيم وبناء نظام حماية وإعادة بناء جميع الجوانب في كل مجال من المجالات، وفي مرحلة المعركة الممتدة على مدى 50 عاماً، تم خوض معركة قاسية للحرية، فيما، تواصلت في مواجهة هذا الأمر هجمات الإنكار والإبادة للدولة، ونتيجة لاستراتيجية حرب الشعب الثورية، أصبح هناك تراكم وتجربة نضالية.  

من الضروري على أبناء شعبنا أن ينظموا أنفسهم على أساس حرب الشعب الثورية

كنا قد أطلقنا في البداية حرب الكريلا ضمن صفوف الشعب، حيث كانت المعركة الأولى في المدن ضد العملاء والجواسيس، ومع انطلاق قفزة 15 آب، بدأ نضال الكريلا، ففي البدايات تم تأسيس جيش التحرير الشعبي الكردستاني ARGK في الجبال، فالكريلا هم من أبناء الشعب الكردي، والشعب بدوره أيضاً يقف إلى جانب الكريلا، وهذا التنظيم متشابك مع بعضه البعض، فالشعب لا يمكن يكون بدون الكريلا، ولا الكريلا أيضاً يمكن أن يكون بدون الشعب، ففي جميع العمليات العسكرية للدولة التركية كانوا يقولون بأنها ستجفف البحار وستحرم الأسماك من الماء، في حين التف الشعب حول قوات الكريلا، فالكريلا هم أبناء هذا الشعب، ففي عام 2015 ، ومع إعلان الإدارة الذاتية، انضم الشعب من تلقاء نفسه إلى هذه المعركة في انتفاضات جزير ونصيبين وآمد، حيث تعرض الآلاف من النساء والمسنين للقتل في هذه الانتفاضات، ولم يعد الشعب يثق بالدولة التركية، ولهذا السبب، ينبغي على الشعب تأسيس إدارته الخاصة به، فنحن لم نعلن الحرب، بل كنا قد قلنا بأننا نطالب بإدارة أنفسنا من خلال بناء إدارتنا الخاصة، حيث قام الشعب بتنظيم نفسه في هذا السياق، فيما قامت الدولة التركية بمهاجمة الشعب، وقد حدثت تغييرات في سياسات الشرق الأوسط، ويجري شن الحرب النفسية بناءً على هذه التغييرات، فالدولة التركية ودول العالم تقول "إن حزب العمال الكردستاني وقوات الكريلا هم إرهابيين، ولكي نقوم بالقضاء عليهم، يمارسون السياسة"، في حين، يجري ارتكاب عمليات الاغتصاب والتحرش ومذابح النساء على مستوى عالٍ للغاية في المجتمع، فلم تعد الحرب قائمة فقط ضد الكريلا فحسب، وباتت الحرب على أشدها في مواجهة المجتمع بأكمله وقوات الكريلا على حد سواء، وينبغي علينا إفراغ جميع استراتيجيات الدولة من محتواها وأن ننظم أنفسنا من خلال اللجوء إلى استراتيجية ومنظور حرب الشعب الثورية، كما أن الشعار العام السائد لدى الشعب، هو أنه يجب على قوات الكريلا أن تهب لإنقاذنا، لكن هذا الشعار لا يترسخ في مكانه، فالمدن والأحياء مرتبطة بذلك المجتمع، كما أن الدولة تشن الهجمات على الدوام، فحينها، ينبغي على المجتمع إن يحمي نفسه في مواجهة هذه الهجمات.      

المجتمع وسيلة الطبيعة في التعبير عن نفسها

عندما تحدث القائد أوجلان عن الحماية الذاتية، تحدث عن نظرية غول (Gul)، وأوضح أنه مثلما تحمي الزهرة نفسها بأشواكها، فإن كل الكائنات الحية يجب أن تحمي نفسها، وهذا حق طبيعي، الطبيعة نفسها حية وهناك دائماً رد فعل للطبيعة، لدى المجتمع عقل ورد فعل ولغة في الكون والطبيعة، لكن الكائنات الحية الأخرى تعيش في مجموعات، لا يمكننا أن نطلق على هذه الكائنات الحية أو هذه الكائنات مجتمعاً، يمكننا أن نسميها مجتمع الزهور والأشجار، المجتمع كيان طبيعي، يصبح المجتمع مجتمعاً من خلال التنظيم والتكاثر وتنظيم الحياة والثقافة واللغة، ووسيلة الطبيعة للتعبير عن نفسها.

طورت حجج الحرب الخاصة سياسة الاستيعاب الأبيض

تهاجم دولة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية الشعب الكردي كل يوم، لكن في الوقت نفسه، يقولون إن مشكلتهم ليست مع الشعب الكردي، لكن مع حزب العمال الكردستاني، أي مع الإرهابيين، من يسمونهم بالإرهابيين بالطبع هم أبناء هذا الشعب، هذا الهجوم مستمر منذ قرون، بحيث كان يمارس الاضطهاد، القمع والاستغلال ضد المجتمع، لكنهم مروا بعد ذلك بعملية الاستيعاب، أدى هذا بالناس إلى الدخول في حالة من إنكار الذات، على هذا الأساس طوروا سياسة الاستيعاب الأبيض، بشكل عام، يهاجمون روج آفا وشنكال ومخمور، يقول بأنه ليس لديهم مشكلة مع الشعب الكردي والإيزيديين، إذ ينفذون هجمات احتلالية على جنوب كردستان كل يوم، لكنهم يقولون إنهم يعرفون إرادة حكومة الإقليم، ويشنون نفس الهجمات في كل مكان، يهاجمون المجتمع، ولذلك، يجب علينا القضاء على حجة الحرب الخاصة هذه التي تمنع الناس من معرفة أنفسهم وتاريخهم وثقافتهم.

استراتيجية الحرب الخاصة تبني أسس الحداثة الرأسمالية

تعتمد الدولة التركية المبنية على الفساد، على الحرب الخاصة لكسب الانتصار، حيث تنتمي قوات الكريلا إلى هذا المجتمع، لماذا ظهر حزب العمال الكردستاني في المقام الأول؟ كيف تشكلت قوات الكريلا؟ إذا تم الاعتراف بهوية الشعب الكردي ولم يتم إنكارها، لما ظهر حزب العمال الكردستاني، لما كانت هناك حاجة لحزب العمال الكردستاني، ثانياً، أين ومتى يجب على المجتمع أن يحمي نفسه؟ يجب على الناس أن ينظموا أنفسهم ويحموا أنفسهم في إطار استراتيجية حرب الشعب الثورية، لم تقتصر الثورة على التوجه نحو الجبال والتحول إلى كوادر، الثقافة الثورية هي التربية الذاتية والتنمية في إطار الكونفدرالية الديمقراطية، تتم إعادة التنظيم على أساس نهج الأمة الديمقراطية ونهج الحماية الذاتية، استراتيجية حرب الشعب الثورية ليست مثل الحماية الذاتية، على الرغم من أن الاثنين مترابطان، فإن استراتيجية حرب الشعب الثورية طويلة المدى، محاربة هجمات الدولة التركية لا تقتصر على الهجمات العسكرية فقط، إنهم يريدون تدمير واقع المجتمع الذي تم إنشاؤه على أساس قيمنا، المجتمع الأخلاقي والسياسي الذي تم إنشاؤه في إطار فلسفة الحرية بالمعنى الاجتماعي، ويريد المجتمع أن يبني نفسه باللغة والثقافة والأخلاق والسياسة والديمقراطية.

يمكن للمجتمع الكردي أن يقرر مصيره بنفسه

يقولون إن النظام الفاشي لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية سيغير علم الاجتماع الكردي، وهم يعرفون أيضاً أن حزب العمال الكردستاني وقوات الكريلا قد غيروا علم الاجتماع الكردي، لم يعد الكرد كما في السابق، يقول الناس إنه لا يتعين علينا القيام بكل ما تقوله الدولة بعد الآن، بات يدرك المجتمع الكردي حقيقته الآن، لم تتطور معرفة الكرد وخبراتهم وتنظيمهم بهذه الطريقة من قبل، تمت هزيمة المقاومة الكردية دائماً، دخل حزب العمال الكردستاني عامه الخمسين، خلال هذه الفترة التي استمرت 50 عاماً، حدثت تغيرات كبيرة في المجتمع، وفي هذا الصدد، قال القائد أوجلان: "إذا لم يكن لدى شخص ما في المجتمع إمكانية الوصول إلى المعرفة التاريخية والثقافية، فإن هذا المجتمع جاهل"، كيف يبدو الشخص الجاهل؟ يمكن للناس التلاعب به بسهوله وتغيير آرائه، يعرف المجتمع الكردي ذاكرته التاريخية، ما حدث في التاريخ، ما قد ضاع منه، إنه يعرف ما هو مطلوب القيام به اليوم، يمكن للمجتمع الكردي أن يقرر مصيره من خلال تطوير وعيه التاريخي.

يجب على الجميع تنظيم أنفسهم وفقاً لحرب الشعب الثورية

تتواجد قوات الكريلا في كل مكان في استراتيجية حرب الشعب الثورية، ومتواجدة ضمن المجتمع، وتعتبر المجتمع نفسه، وفقاً استطلاعات الرأي العام، يتم قتل العشرات من النساء كل يوم، من سيحمي هؤلاء النساء؟ المجتمع وقوات الكريلا بالطبع، تأخذ الدول الثقافة العربية والفارسية والتركية وتفرضها، إنهم لا يعترفون بالتاريخ واللغة والثقافة الكردية، وعلى هذا الأساس، استراتيجية حرب الشعب الثورية مهمة أيضاً، يجب إشراك كل فئات المجتمع في استراتيجية الحرب الشعبية الثورية، من الضروري أن ينظم الجميع أنفسهم وفقاً لحرب الشعبية الثورية، بما في ذلك النساء، حيث تعتبر المرأة مؤسِسة المجتمع وأساسه، بعبارة أخرى، هي أم المجتمع، كيف أثرت مشاركة المرأة ضمن قوات الكريلا على الناس وما هو تأثير الحركة النسائية الأولى؟ كما أن لها تأثير على المجتمع أينما كانوا، يجب على النساء تنظيم أنفسهن ضد الحكومة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية وضد دول سوريا والعراق وإيران، والاعتماد على قوات الكريلا في كل شيء ليس أمراً صحيحاً، إذ نظم الشعب في روج آفا وشنكال أنفسهم ضمن سياق الحماية الذاتية، التنظيم الذاتي هو المبدأ الأساسي للحماية الذاتية، كل مجتمع مسؤول عن المكان الذي يعيش فيه، يجب أن يشعر بالمسؤولية تجاه كل بيت وكل حي، حيث يعبر الموقف الأخلاقي عن هذا المجتمع، ما هي الاخلاق؟ الأخلاق هي العيش وفقاً للمعايير الصحيحة، لكل مجتمع أخلاقياته وسياساته، مجتمع بلا أخلاق وسياسة هو مجتمع ميت.

كان القائد أوجلان يقول دائماً: "كلما نظمتم المجتمع أكثر، كلما أصبح ذلك المجتمع مرتبطاً بكم".

قال القائد أوجلان: "لا يجري العيش مثل السابق، ولا حتى الحرب مثل السابق" ، بماذا تفكرون فيما يتعلق بهذا الموضوع

لقد حدثت تطورت في جزء من أجراء كردستان، فالتطورات الجارية في روج آفا متخلفة، كما أن التطورات في شمال كردستان مختلفة أيضاً، فعندما يجري الحديث عن حرب الشعب الثورية، لا يجوز تنفيذ نفس التكتيك في كل مكان، كما تنظيم قوات الكريلا مختلف في أيلة من الأيلات، وليس هناك قالب للحديث عنه بهذا الخصوص، ولكي نقوم الكريلا بخوض حياتها، ينبغي أم يكون هناك تنظيم وانضباط، كما أنه يتوجد في المجتمع كل الأطياف، لذلك، يجب على المرء أن يتعامل بشكل مختلف، وقد قمنا بتطوير ثورة روج آفا، حيث إن المجتمع ينظم نفسه وفقاً للحرب، ويعيد بناء نفسه من جديد، وبعد العام 2015، بدأ المجتمع في ساحة شمال كردستان باتخاذ خطوة، في حين قامت الدولة التركية بالتسبب في استشهاد المئات من أبناء شعبنا، وإلقاء الآلاف من أبناء شعبنا في السجون، وهناك دائماً وضع غير مسبوق في شمال كردستان، لكن على الرغم من ذلك، فإن أبناء شعبنا منتفضين على الدوام، وتعني جميع فعالياتهم وبياناتهم الصحفية ومسيراتهم هو أنهم يشكلون حلقة حول الكريلا ويتبوؤون مكانتهم إلى جانب الكريلا، وحتى لو لم تكن هذه الفعالية بالمستوى المطلوب، فإن الدولة التركية تقوم بممارسة الكثير من عمليات الضغط والتعذيب ضد الشعب، فالدولة التركية شنت الهجوم على الدوام ضد الشعب الكردي، ونحن بدورنا لم نبقى مكتوفي الأيدي في مواجهة هذه الهجمات، وقمنا بالرد عليها، فمهما أوضحنا بأننا نناضل ضد المرحلة القائمة، فإن هذا الأمر يبقى غير كافٍ، ونحن لم نرضى عن أنفسنا بالمطلق، فإن اعتبرنا أنفسنا راضين، فسوف نجد أنفسنا غير نشطين وهذا ليس صحيحاً، وطالما أن هناك مجتمع حاضر، فإن النضال سيستمر من نواح كثيرة، وكنا قد قيّمنا الثورة سابقاً، ولكن، نظراً لأن الثورة تعيش في لحظة من اللحظات، فكل يوم من أيامنا هو ثورة، ويجب على المرء أن يدفع بالمجتمع إلى مستوى حيث يصبح فيه اليوم كل يوم من أيام النضال، فإذا ما قمنا ببناء مجتمع حر أو حتى بناء جوهر المجتمع، فحينها لن يكون هناك الحاجة إلى مفاهيم الحرية والديمقراطية، لأنه سيكون قادراً على مواصلة حياته بطريقة حرة وديمقراطية، تماماً كما هو الحال في المجتمع الطبيعي، ونحن كشعب كردي في الشرق الأوسط، ينبغي علينا أن نستمر في نضالنا من أجل سلامة أمننا، فخلال الهجوم على عفرين، قاوم شعبنا وحارب على مدى 56 يوماً، وهذا الأمر بمثابة أساس المقاومة بالنسبة لنا، فالقائد أوجلان يقول، كلما قمت بتنظيم مجتمع ما، فإن ذلك المجتمع سيكون مرتبطاً بك، وينبغي على المرء ألا يتعامل مع المجتمع بشكل مباشر، ويجب ألا نضعف جهودنا التنظيمية بالقول "إن المجتمع يعرفنا ويفهمنا"، فالمجتمع قد واجه الاستعمار وكان يرزح تحت الضغوط على مدى 5 آلاف عام مضت، وقد وقع المجتمع بأكمله تحت تأثيرات الحداثة الرأسمالية وتأثر بها، وقد وضعت الحداثة الرأسمالية المجتمع تحت تأثيرها عبر استغلال الثقافة والتكنولوجيا.

المجتمعات هي مجتمعات بتاريخها

يجب تطبيق 9 إبعاد الأمة الديمقراطية على أساس احتياجات المجتمع. ولا توجد قاعدة يجب تنفيذها بنفس الطريقة في كل مجتمع. حيث قال القائد بخصوص الكونفدرالية الديمقراطية إنها قد لا تفي بالكامل بمتطلبات اليوم. ولكن قد يتغير هذا  في المرحلة التي تنتظرنا. ونحن لسنا مهندسين اجتماعيين. ولا يمكن أن يتم الكفاح أو الثورة في إطار محدد. وعندما تلتزم بالصيغ، فإن هذا المجتمع لا يتعرف عليك. وقال القائد عبدالله أوجلان، ان المجتمعات هي مجتمعات بتاريخها. ولا يمكن تدمير المجتمعات. وان المجتمعات حية وتتغير. ولذلك، لا ينبغي القيام بالهندسة الاجتماعية.

يجب على جميع الأطراف تنظيم نفسها بناءً على احتياجات المجتمع

يجب على جميع الاطراف التي ذكرها القائد أن تنظم نفسها في إطار الحرب الشعبية الثورية. وعلى سبيل المثال، الجانب الاقتصادي مهم جداً للمجتمع والجانب الاقتصادي الذي سيتم تطويره في الحرب الشعبية الثورية مهم جداً. ويجب تنظيم كل من الاقتصاد العام واقتصاد المرأة في إطار فهم الاقتصاد الجماعي. ويجب ان يكون الاقتصاد من أجل المجتمع لإدارة حياته. ويعني الاقتصاد الجماعي أن المجتمع يحدد ويدير اقتصاده. وعلى سبيل المثال، يجب أن تُزرع الأرض بطريقة جماعية ويجب توزيع منتجاتها بطريقة جماعية. كما ان الاقتصاد، الذي تم تطويره منذ آلاف السنين، يخضع لسيطرة السلطة والاحتكار. حيث تستغل الدولة كدح الشعب وتطور اقتصادها. وبهذه الطريقة، تُترك المجتمعات جائعة لكي تحتاج إلى الدولة. والدولة لا تعطي أي شيء للمجتمعات. تحدد الدولة عن فئة صغيرة. وهذا الفئة تشجع على الظلم والقمع والسلطة. وتُعيش نفسها من خلال استغلال المجتمعات. وعلينا أن نجعل الاقتصاد المجتمعي تحت خدمة الشعب. ويجب القيام بهذا الشيء الآن. ويمكن تطبيق بذلك عبر كفاح وجهد كبيرين. ويجب علينا تطوير دبلوماسية المجتمع. وإذا لم تكن الدبلوماسية التي سيتم تطويرها كسند للشعب، فستصبح هذه الدبلوماسية ديبلوماسية الدولة. ومن خلال النظر في احتياجات وآراء الشعب، يمكن تطوير الدبلوماسية. وان الحماية الجوهرية وقت طويل، وهي أن ينظم المجتمع نفسه ضد كل أنواع الهجمات والأساليب. ويجب على المجتمع أن ينظم نفسه على أساس الحماية الجوهرية. يجب على كل طرف أن يعبر عن المجتمع بنفسه. وان الاضرار التي أحدثتها الدولة في ذهن المجتمع لا تزال تُعاش حتى اليوم. حيث لم يصل المجتمع إلى هذا المستوى في التفكير وتنظيم نفسه على أساس الأخلاق والسياسة. ويجب أن تكون العدالة على أساس العدالة الاجتماعية. ويقرر المجتمع بنفسه في جميع محاكمنا في روج آفا، وهذا هو الشيء الصحيح. وفي الإدارة الذاتية، تنظم نفسها على أساس استراتيجية الحرب الشعبية الثورية مع الكونفدرالية الديمقراطية. ويرتبط تنظيم جميع الأطراف ببعضهم البعض. وان الشعب ينظم ويقوي نفسه باستراتيجية الحرب الشعبية الثورية ضد كل الهجمات، لأن هذا الأساس هو ضرورة.

وتأخذ الكريلا مكانها ضمن نظام الكادر الكونفدرالي الديمقراطي وان الكريلا هي القوة الرئيسية. كما يتم تدريب الكوادر بالمعنى الفكري والفلسفي والتنظيمي والتاريخي. ولا يمكن للكريلا السير من دون التدريب. ويلعب الجانب التدريبي دوراً مهماً في تطوير الحرب الشعبية الثورية. ويجب أن يتدرب المجتمع. كما يجب أن يتواجد التدريب في كل مكان. ويجب إجراء تدريبات متعدد الجوانب وفقاً لكل مجال. وعلينا أن نسأل أنفسنا السؤال "أي نوع من المجتمع نريد أن نكون؟"

الدولة سرقت إرادة المجتمعات وتركتها من دون إرادة

كيف نحمي بلادنا من الهجمات الداخلية والخارجية؟ يمكن للمجتمع المدني أن يصبح مجتمعاً بإرادته. ولقد سرقت الدولة إرادة المجتمعات وتركتهم من دون إرادة. وهل يمكن للمجتمع أن يعبر عن نفسه في نظام كونفدرالي ديمقراطي بالمعنى التاريخي والفلسفي والثقافي؟ حيث يجب على المجتمعات أن تنشئ أنظمتها الديمقراطية الخاصة. ويجب التغلب على كل من سيكون عقبة أمام تطور الديمقراطية أمام الشعب. وهناك وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في روج آفا. ويجب على المجتمع بأسره أن يأخذ مكانه في هذا الانشطة. وإذا لم يأخذ المجتمع مكانه بنفسه ضمن الحرب الشعبية الثورية، فإن هذا يصبح خداعاً للذات. وان مسؤولية المجتمع تقع على عاتق الجميع. ويجب أن نتجمع حول وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وننفذ المهام الموكلة إلينا. وعلى سبيل المثال، جلب الذخيرة والمراقبة وتحضير الطعام وتقديم المساعدة العامة وإحضار الجرحى وإجلاء الشهداء وإبلاغ الشعب، هذه كلها مهام. ومن خلال أداء هذه المهام، فإننا نشارك بفعالية في الحرب الشعبية الثورية.

"لا تُخاض الحرب مثل القبل، ولاتُعاش مثل القبل"

وقال القائد عبدالله أوجلان: "لا تنخدعوا، لا يمكننا تحقيق أمن كردستان في وقت قصير". حيث تندلع الحرب العالمية الثالثة. ولقد شهدت جميع المجتمعات الحربين العالميتين الأولى والثانية. واليوم نحن نعيش الحرب العالمية الثالثة ايضاً وهي حرب مختلفة عن الآخريات. وان هذه الحروب هي  مع بعضها وضد بعضها كشخص. حيث إنهم يقسمون ويضطهدون كل المجتمعات، ويتحدثون باسم المجتمعات. قال القائد عبدالله أوجلان، "نحن لا نأخذ كل الأماكن. أي باب يكون مفتوحاً وهناك فرصة، فسنكون قادرين على المرور من هذا الباب. وان الباب هو المجتمع بنفسه. وكمجتمع فأن اتخاذ القرارات بشأن حياتنا، وقبول أنفسنا بمعنى الإرادة، يبني أسس الحرب الشعبية الثورية. حيث تريد الدولة داخل المجتمع تلويث المجتمع نفسه. وضمن المجتمع، مثال، إذا حاول شخصاً تخريب المجتمع وتلويثه في قرية، وإذا كان هناك تنظيم، فسوف يقف ضده ويمنعه. واليوم يجب على الجميع أن ينظموا ويعيشوا حياتهم وفق استراتيجية الحرب الشعبية الثورية. كما أوضح القائد عبدالله أوجلان، " لا تُخاض الحرب مثل قبل، ولاتُعاش مثل قبل".

ما هو دور الشبيبة في الحرب الشعبية الثورية؟

ان الشابات هن القوى الرائدة في حركة الحرية. وإنهم يمتلكن المبادرة والفعالية والفدائية والحيوية في كل معنى. وجميع الدول تريد استخدام الشبيبة. ونحن كحركة الحرية، ماذا نريد أن نفعل؟ نقول إن رواد هذا المجتمع هم الشبيبة. كحركة حزب العمال الكردستاني، بدأنا بالشبيبة، وسننتصر بالشبيبة. ويجب أن تشارك الشبيبة دائماً في النضال من أجل التجديد. وعلى هذا المستوى، يجب على الشابات تنظيم أنفسهن ضد الفاشية ونظام الحرب الخاصة.  ويجب ان يعرفن مسؤولياتهن وان يشاركن. كما يجب أن تشارك الشابات بفعالية أكبر في استراتيجية حرب الشعب الثورية. ويجب على حركة الحرية ككريلا والشعب تنظيم انفسهم في جميع المجالات في إطار استراتيجية الحرب الشعبية الثورية. ونعتقد أن من بين الذين  سيشاركون بقوة في هذه المرحلة ويستجيبون لها، هم الشبيبة.