اعتدوا على جذور الانتفاضة المنادية بـ "المرأة، الحياة، الحرية"

في الوقت الذي بدأت فيها انتفاضة المرأة في شمال كردستان، وامتدت الآن في شوارع شرق كردستان وإيران تحت شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية"، قُتلت إحدى رائدات أكاديمية علم المرأة ناكهان اركاسال في هجوم وحشي.

هذا الشعار الذي هو بمثابة إعلان الحياة، والذي وضعه فيلسوف القرن الحادية والعشرين قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، تم إخراجه للمجتمع والمرأة لكي يعيشوا على جذورهم وعلمهم.

وانطلاقاً من هذا الأساس، فإن شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية" يصدح بقيادة المرأة الكردية في كافة مجالات الحياة، وأصبح شعاراً عالمياً يُهتف به بكل فخر واعتزاز من قِبل جميع النساء اللواتي يجدن أنفسهن في هذا الشعار.

وعلى هذا الأساس، فإن رئيسة تحرير مجلة علم المرأة وعضوة مركز أبحاث علم المرأة ناكهان اركاسال، ومن أجل ترسيخ هذا العلم وبيان الحياة في المجتمع، عملت جاهدة انطلاقاً من هذا الأساس في جنوب كردستان على تثقيف المرأة ومساعدتهن على تنظيم أنفسهن.

في هذا الإطار، كانت تعمل منذ فترة تحت مظلة أكاديمية علم المرأة ومركز أبحاث علم المرأة، لأنه في جنوب كردستان، هذا المفهوم الذكوري الذي يفرض التمييز الجنسي على المرأة، يفتح المجال لمزيد من النساء بالابتعاد عن فطرتهن وواقعهن وحقوقهن النسائية، وفي هذا السياق، بذلت جهوداً كبيرة في مدينة السليمانية، لإنجاز مثل هذا العمل من الجذور للارتقاء بالمرأة إلى مستوى التنظيم والنجاح.

وفي خضم حالة كهذا، نجد بأن الاعتداء ليس موجه فقط إلى شخص ناكهان اركاسال، ولكن في نفس الوقت هو اعتداء على فكر وفلسفة فيلسوف العصر قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، كما انه في نفس الوقت هو اعتداء على علم ومعرفة المرأة التي أدت بها إلى تحقيق النجاح والتحرر، وهو أيضاً اعتداء في مثل هذا الوقت بالضبط، على انتفاضة المرأة الكردية والفارسية والبلوشية والشركسية والآذرية وجميع مكونات شرق كردستان وإيران ضد النظام الإسلامي الفاشي تحت شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية".

وعندما يلقي المرء نظرة إلى الأمر في هذا السياق، سيجد بأن هناك وراء الكواليس مؤامرة كبيرة خلف هذا الاعتداء، ولا ينبغي اعتبارها قضية سياسية أو عادية، لأن هذا الحدث هو مسألة أيديولوجية وأخلاقية ووجدانية، ولذلك، يجب أن يكون لكل النساء ومؤسسات المرأة موقف على هذا الأساس.

ويجب على المرأة ومؤسسات المرأة والقوى الديمقراطية والمحبة للسلام على وجه الخصوص، وخاصة في كردستان وخارجها، وبالأخص المرأة في جنوب كرستان، رؤية هذه الحقيقة الحالية والوقوف ضدها ومواجهتها، فمع هذا الهجوم قُتلت المرأة والحياة والحرية مرة أخرى، ففي شخص ناكهان اركاسال، قُتلت جميع نساء جنوب كردستان اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن وعلمهن، ويجب على المرأة ومؤسسات المرأة في جنوب كردستان أن ترى حقيقة هذا الهجوم الوحشي وأن تتعامل معها بهذه الطريقة.

اعتباراً من الآن فصاعداً، يجب حتماً عدم قبول العقلية الذكورية القائمة على التسلط وفرض الأوامر، ويجب بذل كل الجهود من أجل صون حقوق وحرية المرأة والحياة، وإذا لم يتم هذا الأمر فحتماً سيُقتل ويُنتهك شعار "المرأة، الحياة، الحرية".  

في البداية وقبل كل شيء، يجب أن تأخذ المرأة الشابة زمام القيادة في جميع أنشطة المرأة وعملهن، وإيصالها إلى مرحلة تحقيق النجاح والقيام بتنظيمهن، ويجب عليها أن تنتفض في وجه كل التقاليد، والعادات المتخلفة التي تستعبد وتسجن وتقتل المرأة، ويجب عليها أيضاً جعل كل ساحة من الساحات صرحاً لعلم المرأة، وجعل كل شارع وحي أكاديمية لعلم المرأة، وتناضل في كل لحظة على أساس هذه الفكرة والفلسفة، "المرأة هي الحياة ، الحياة هي الوجود، والوجود هو الحرية".

فإذا لم يتم النضال على هذا الأساس، فإن نظام الحكم الوحشي هذا سيجعل من المرأة حتماً على الدوام ضحية المصالح، ويجعل المرأة أيضاً عبيدةً للرجل، وضحيةً لنظامه.