انطلاق المؤتمر الثاني لمجلس المرأة العام بحزب سوريا المستقبل في الرقة

انطلقت فعاليات المؤتمر الثاني لمجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل، في مدينة الرقة، تحت شعار "بإرادة المرأة الحرة المنظمة نبني سوريا المستقبل"، بحضور 800 عضوة.

انطلق المؤتمر الثاني لمجلس المرأة العام بحزب سوريا المستقبل، بمشاركة 800 عضوة من مجالس المرأة بحزب سوريا المستقبل من كافة مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك في صالة التاج بالطرف الجنوبي لمدينة الرقة، وذلك بمشاركة رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، والأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل سهام داوود، وسعاد مصطفى والدة الأمينة العامة السابقة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف.

وعُلِقت في الصالة صور الشهيدات اللواتي تم استهدافهن بطائرات مسيّرة للاحتلال التركي في أماكن وأوقات متفرقة في شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى لافتات كتب عليها "ينبغي أن لا ينتهي عزمنا للحياة أبداً"، و "المرأة هي الوطن لأي حياة حرة"، و"نجاح المرأة في الثورة مرتبط بمستوى نجاحها في التدريب والتنظيم والعمل".

وبدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاه كلمة للجنة التحضيرية ألقتها الناطقة باسم مجلس المرأة بحزب سوريا المستقبل في منبج، ابتسام عبد القادر، وقالت: "إننا نجتمع اليوم من كافة مناطق شمال وشرق سوريا ومختلف المناطق السورية، ومن كافة المكونات والثقافات لنعقد مؤتمرنا الثاني"، وباركت انعقاد المؤتمر على كافة المشاركات.

ويستمر المؤتمر بكلمة ترحيبية من قبل الناطقة باسم مجلس المرأة العام بحزب سوريا المستقبل، غالية الكجوان.

وتلتها كلمة ألقتها رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، في المؤتمر الثاني لمجلس المرأة العام بحزب سوريا المستقبل، المنعقد في هذه الأثناء بصالة التاج في مدينة الرقة، حيث رحبت في مستهلها بكافة المشاركات في المؤتمر.

وقالت إلهام أحمد "السيدات العزيزات، عضوات مجلس وإدارة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل، تحية لكنّ وأهنئ بانعقاد المؤتمر على كافة نساء سوريا".

وأضافت "المرحلة التي نمر بها، هي بالتأكيد مرحلة حساسة جداً، وتحمل في طياتها الكثير من الإنجازات التي يمكن أن تحققها النساء على مستوى سوريا بالكامل وعلى مستوى المنطقة"، وأكدت "لقد تأسس حزب سوريا المستقبل بناءً على ضرورات سياسية وثقافية واجتماعية، وكان له هدف أساسي بأن يرتقي بالحالة السياسية في سوريا".

وأشارت إلهام أحمد إلى أن "حزب البعث الحاكم في سوريا لم يأتِ بحالة صحية سياسية للشعب السوري، لقد تسبب بالكثير من المآسي والويلات نتيجة السياسيات التي مارسها خلال أعوام ماضية من تاريخ سوريا بالكامل، وما نعيشه اليوم هو نتيجة للسياسات التي مارسها ولا يزال يمارسها هذا الحزب على الشعب السوري".

وتابعت: "نُحمّل حزب البعث وسلطته الحاكمة كل المآسي التي يعاني منها الشعب السوري والأزمة التي تعاني منها سوريا بشكل كامل"، مشيرة إلى أن تأسيس حزب سوريا المستقبل أتى بناءً على ضرورات مهمة لإيجاد سياسات متقدمة في المجال المجتمعي والثقافي.

وشددت على أهمية مشاركة عضوات مجالس المرأة في حزب سوريا المستقبل، بالقول "مشاركتكن ضمن صفوف هذا الحزب، وأداؤكن للدور الريادي فيه له ضرورة حياتية ومصيرية بالنسبة للمجتمع السوري، فحزب سوريا المستقبل هو حزب سوري والنساء الناشطات ضمن هذا الحزب وخاصةً مشاركتهن ضمن صفوفه، استطاع الارتقاء إلى مستويات مهمة في منطقة شمال وشرق سوريا".

إلهام أحمد شددت على ضرورة استمرار الحزب "بهذا الدور"، وأضافت "نرى أن على النساء الوصول إلى المرأة الريفية أو في المدينة، وإشراكها في كافة مجالات الحياة، اليوم، بهكذا حزب ريادي قادر على قيادة المرحلة بدور طليعي ومهم ومصيري في سوريا، ومشاركة المرأة ضمن صفوفه يعني أنه يمكن لحزب سوريا المستقبل أن يبني مستقبل سوريا ديمقراطية لا مركزية".

مؤكدة "نحن نعقد على هذا الحزب الآمال، ومخططات مستقبلية لكل سوريا، وبالتالي يقع على عاتق المرأة مسؤوليات مهمة تاريخية باعتبار أن هذا الحزب لن يكون حزباً ذكورياً وإنما سيكون له دور مجتمعي ويقع على عاتقه إحداث عملية تغيير ثقافية في بنية المجتمع وذهنيته، والتخلص من كل رواسب سياسات حزب البعث الحاكم، وبالتالي سياسات هذا الحزب ستكون مختلفة وله أساليب ديمقراطية ومشاركة المرأة بهذا العدد الهائل في صفوف هذا الحزب يعني بأننا سائرون على الدرب الصحيح".

وشكرت إلهام أحمد جهود العضوات في حزب سوريا المستقبل، قائلة "نشكر جهودكن ونشاطكن والتضحيات التي تقدمنها في هذا الطريق، حقيقة هي جهود كبيرة ومقدرة، جميع الشهيدات اللواتي قدمن أرواحهن في هذا الطريق وفي مقدمتهن الشهيدة هفرين، والشهيدتان سعدة وهند قدمتا روحيهما في سبيل مشاركة المرأة في الساحة السياسية".

وأضافت: "الشهيدة هفرين خلف كان لها دور كبير في لمّ شمل النساء وإعطائهن الدور المناسب في إحداث عملية التغيير وكسب المرأة إرادتها الحرة، لذا على المرأة أن تمتلك إرادة وتكون صاحبة قرار في الأسرة والمؤسسة والمجتمع وهذا ما فعلته الشهيدة هفرين".

ولفتت إلهام أحمد "اليوم على المستوى الدولي والمنطقة، نرى أن هناك أحداثاً بدأت من نشاطات المرأة في إيران والشهيدة جينا أميني التي ذهبت ضحية لسياسات النظام الحاكم في إيران، ومنها بدأت انتفاضة المرأة في إيران، فهي خطوة تاريخية ومهمة والشعار الذي رفعته النساء  "jin jiyan azdaî" أي (المرأة، الحياة، الحرية) هذا الشعار له تاريخ نضال طويل بدأته النساء الكرديات، واليوم يلتف حول هذا الشعار مئات الآلاف من النساء وأصبح شعاراً قيادياً وريادياً للنساء للوصول إلى تحقيق مطالبهن بالحرية والعدالة".

وشددت إلهام أحمد "لذلك، فإن ترك الساحة السياسية للرجل يعني استمرار الحروب والقتل وتهجير النساء، كذلك يعني استمرار سياسيات اغتصاب النساء وكل ما يتعرض لهن النساء سواء في الأسرة وفي المجتمع أو في الساحة السياسية"، وأرجعت أسباب ذلك إلى الفراغ الذي تركته المرأة خلال عشرات آلاف السنين في الساحة السياسية.

ونوهت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد أيضاً "نحن النساء يجب ألا نترك هذا المكان شاغراً، يجب أن نملأه بقوة ونشاط وحيوية وذكاء لتغيير الحياة المعيشية والاقتصادية والسياسية والقانونية وفي كل مجالات الحياة"، وقالت "الحياة التشاركية تعني تغيير الحياة من الجذور وهذا ما تقوم به النساء السياسيات وهذا هو دوركن في هذه الحياة وفي هذه المسيرة النضالية".

ودعت "يجب أن نبدأ من أنفسنا بعملية تغيير ثقافي جذري إلى عملية تغيير مجتمعي وسياسي، لذلك فإن هذه المؤتمرات والاجتماعات مهمة جداً وضرورية وحياتية، وعلى النساء في شمال وشرق سوريا أن يشاركن في الحياة السياسية مع الرجل في كافة مراكز القرار، فالقوانين والضمانات موجودة، فقط على المرأة إبداء الرغبة والقناعة للمشاركة وملء الشاغر الموجود في مراكز القرار والساحة السياسية".

وذكرت أيضاً انعقاد المؤتمر الثاني لمجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل "في مرحلة انعطافية حيث الظروف الدولية باتت تتهيأً لوضع سياسات جديدة في سوريا، كما باتت أيضاً تتهيأً لإقرار مصير سوريا، ونحن النساء يجب أن نكون موجودات في مراكز صنع القرار، وإن لم نكن موجودات سنعلم بأن الحرب ستكون مستمرة".

واختتمت إلهام أحمد حديثها بالقول "إن كنا نريد إنهاء الحرب، فهذا يعني أن نكون مشاركات في الساحة السياسية بقوة وفعالية ونوعية، وضمن هذا الإطار، فهذا اليوم هو يوم تاريخي علينا أن نناقش كافة المجالات التي تتعلق بالحياة السياسية في هذا البلد وأن نتخذ فيه قرارات مهمة، ونبدأ مرحلة عملية جديدة"، مستذكرة كافة الشهيدات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل الحصول على حقوقهن وقالت "أنحني إجلالاً وإكباراً أمام أرواحهن وأتمنى لهذا المؤتمر التوفيق".

ويستمر المؤتمر بمناقشة وقراءة النظام الداخلي لمجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل مغلقاً أمام وسائل الإعلام، على أن تختتم فعاليات المؤتمر الثاني بانتخاب ناطقة باسم المجلس العام للمرأة ونائبتين لها، بالإضافة إلى انتخاب 21 عضوة للمجلس، والإدلاء ببيان ختامي للمؤتمر.