"الثورة التي تقودها المرأة لابدّ لها أن تحدث التغيير وتسقط عرش الملك المستبد"

اكدت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام، أن معظم الأنظمة الديكتاتورية والفاشية التي تسعى إلى خلق مجتمع القطيع وإلى التعصب الأعمى كي لا تتمرد تلك المجتمعات على الطاغية.

وجاء ذلك من خلال بيان للمبادرة والتي أكدت من خلاله أن الثورة التي تقودها المرأة لابدّ لها أن تحدث التغييروتسقط عرش الملك المستبد. لذا وخوفاً من ذلك بدلاً من أحداث التغيير والحل لجأت السلطات الأيرانية إلى الاضطهاد والقمع في الثورة مما أدى إلى سقوط ضحايا كثربالرصاص.

وجاء في نص البيان ايضاً:

 بيان إلى الرأي العام

"أن معظم الأنظمة الديكتاتورية والفاشية التي تسعى إلى خلق مجتمع القطيع وإلى التعصب الأعمى كي لا تتمرد تلك  المجتمعات على الطاغية ، فهي تحارب بالدرجة الاولى العلم بهدف نشر الجهل، لأنها تتستر بظلام  الليل  فتخلق الرعب والهلع لأي شخص يسعى الى الكشف عن حقيقتها. فتعمل على أطفاء الشعلة الأولى قبل أن تتقد عن طريق الوعي والأدراك واليقظة بالدرجة الأولى ومنها ما تكون الشرارة الأولى للثورات التي تسعى إلى التغيير والتحديث والتطوير. فالأنظمة المنغلقة على ذاتها والمتعصبة دوماً تحارب الانفتاح لدى الفئة الواعية التي تتطلع إلى أحداث التغيير. فأما تحاربها تحت مسمى الدين أو الخروج عن المألوف والأصول وتتهمها بالعمالة، ليتسنى لها الفتك بها ولوأد الثورة قبل ولادتها، التي تشكل خطراً على كيانها. وأغلب هذه الأنظمة تكون مؤدلجة بأيديولوجية ذكورية سلطوية  تهدف إلى تجهيل المرأة بالمقدمة ومن خلالها تحقيق جهالة المجتمعات. لأنه لو أردت أن تعرف مستوى تطور أي مجتمع أو شعب، أنظر إلى مدى ومستوى تطور أو انحطاط المرأة فيها. فاليوم أننا نرى يومياً مشاهد بعيدة عن الأنسانية والحقوقية لما ترتكبها حركة طالبان في أفغانستان. وتحريمها الفتيات من التعليم ومنعها من العمل في جميع الوظائف وتكبيلها بالقيود يومياً وفرض عليها ما ترتديه، وأحراق المكتبات ودور العلم. هذا الأسلوب في التفكير أدى إلى زيادة التطرف والبغض وما آل بها إلى حادثة اليوم في تاريخ ٢٠٢٢/١٠/١ في غرب العاصمة كابول /أفغانستان في مركز امتحاني بين الطلاب الذين يزيد عددهم عن ٦٠٠ من أقلية الهزارة الشيعية الهجوم من قبل أنتحاري مما أسفر عن ما يزيد مقتل ٣٢ طفل ومراهق.

 فهذه المشاهد تتكرر يومياً في أفغانستان الذي أدى بالمجتمع للعيش في ظل قمع وظلم وكبح وأرهاب يومي مخيم على تلك المجتمعات. كما ولا تختلف هذه الأوجه عن بعضها أينما حلت، فحادثة مقتل جينا (مهسا أميني) المرأة الكردية في أيران على يد الشرطة الأخلاقية الأيرانية التي تغذيها الذهنية الذكورية التي سيست القانون وفق ملآأتها. هذه الحادثة أدت إلى أنتفاضات شعبية عارمة هزت عرش الديكتاتورية ونظامه الملالي وأتسعت رقعة المظاهرات على أكثر من ٣١ مدينة إيرانية وشاركت فيها كافة الفئات الشعبية ومن كافة المكونات والأديان والأعراق التي تعاني من القمع على يد النظام المستبد الذي يبيد جميع الألوان والأطياف ويفرض الرؤية الواحدة وفقاً له. هذا ما أدى إلى توسع في المظاهرات والمطالبة بانهيار وتدمير الديكتاتورية وتحت شعار "جن  جيان آزادي" أي المرأة حياة حرية. كون الثورة تقاد بريادة المرأة المطالبة بالحرية. وكسبت هذه الثورة دعما نسائيا ومجتمعيا على مستوى العالم بأسره. لأن ثورة التي تقودها المرأة لابدّ لها أن تحدث التغيير وتسقط عرش الملك المستبد. لذا وخوفاً من ذلك بدلاً من أحداث التغيير والحل لجأت السلطات الأيرانية إلى الاضطهاد والقمع في الثورة مما أدى إلى سقوط ضحايا كثير برصاص الحي التي راح ضحيتها أكثر من المئات ففي يوم واحد ارتكبت القوات الإيرانية في اليوم الرابع عشر من الاحتجاجات، مجازر في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، فقد قتل 36 متظاهر وأصيب 58 آخرين. هذا غير المدن الأخرى و أعتقال بالألاف. كما وأقدم على تعذيب الشابة  ميكا شاكارامي ذات 17 عاما حتى الموت بعد اختطافها من مظاهرة سلمية شاركت بها.

هذا ولم تكتفِ الدولة الأيرانية حيث توجهت بصواريخها إلى منطقة سيدكان شمال هولير (أقليم كردستان العراق). والتي أودى ضحيتها ١٣ شخص بينهم إمرأة حامل.

لذا نحن ك "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن السلام" ندين ونستنكر حركة طالبان وانتهاكاتها اليومية لحقوق الأنسان والمرأة والطفل وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم وعدم إلتزامها بفتح المدارس للفتيات، وقيامها بأجراءات تعسفية يومية تهدد أمن ومستقبل الأجيال القادمة وهذه الأساليب يزيد وتيرة التطرف ، فلا بد من إيجاد وفتح سبل آمنة لتلقي الأطفال والفتيات تعليمهم وفق مناهج دراسية معتمدة من قبل منظمة حقوق الطفل. كما وندين ونستنكر السياسة التي يتبعها النظام الأيراني في قمع والاضطهاد بحق المتظاهرين بدلا من إيجاد سبل الحل  وتحقيق مطالب المتظاهرين ولاسيما تغيير السياسية العصبية بحق النساء لتحقيق مطالبهن في الحرية. كما وأننا نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نساند وندعم المقاومة والانتفاضة الأيرانية والتي تقودها المرأة ونشد عضدها متأملات في تحقيق مكاسب الثورة المرأة فيعودها أثرها بالنهوض بالمجتمع الشرق أوسطي.

وفي هذه المناسبة كما أننا نهنئ الذكرى الثالثة لحراك تشرين، ونحيي مقاومة الشعب العراقي، ونتمنى لهم التوفيق في تحقيق مطالبهم في وقف هيمنة الأحزاب الدينية على الحياة العامة للشعب. و أن يتجه العراق إلى دولة تحقيق الأمن والاستقرار ورسم مستقبل مشرق".

مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام

2/10/2022