السلطات الإيرانية تركّب كاميرات لمراقبة مدى التزام النساء بالحجاب

قامت السلطات الإيرانية بتركيب كاميرات مراقبة في الأماكن العامة والطرقات لمراقبة النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن.

أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم السبت، أن السلطات تركّب كاميرات في الأماكن العامة والطرقات لـ "رصد النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن"، في محاولة جديدة لقمع حرية النساء وتضييق القوانين المجحفة بحقهن.

وقالت الشرطة في بيان إن المخالِفات سيتلقين بعد رصدهن "رسائل نصية تحذيرية من العواقب".

وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء ميزان التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى أن هذه الخطوة تهدف إلى "وقف مقاومة قانون الحجاب"، بذريعة أن "مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن"، على حد تعبيرها.

يأتي ذلك بعد نحو شهرين من إصدار مكتب المدعي العام الإيراني توجيهات جديدة للشرطة بـ "الامتناع عن اعتقال النساء اللواتي يخالفن قواعد اللباس النسائية في البلاد، ولكن بدلاً من ذلك سيتم فرض عقوبات عليهن"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية.

وقالت سلطات الدولة الإيرانية في 17 كانون الثاني الماضي، إنها "ستعتمد بشكل متزايد على تقنيات المراقبة الجديدة لفرض قواعد اللباس، وبأنه سيتم تمديد العقوبات الاقتصادية الجديدة لتشمل حتى أولئك الذين يتغاضون عن انتهاكات قواعد اللباس على سبيل المثال، ستفرض غرامات على سيارات الأجرة والمطاعم والبنوك، إذا سمحت بدخول النساء غير المحجبات".

وأكد على ذلك رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، موسى غضنفر آبادي، حيث قال في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام داخل إيران، 3 شباط الجاري، إنهم سيشددون على الحجاب الإلزامي "من خلال خطة سيتم الموافقة على تنفيذها قريباً"، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال رسالة نصية لمن لا يرتدين الحجاب "تحذرهن بالالتزام بالحجاب"، وفي حال إصرار الفتيات والنساء على موقفهن فسيتم تغريمهن، وحظر بطاقاتهن الوطنية والحرمان من الخدمات الاجتماعية، حتى يدفعن الغرامة.

ويندرج ذلك ضمن الانتهاكات المستمرة التي تمارسها سلطات الدولة الإيرانية بحق النساء، والتي ازدادت حدتها بشكل كبير بعد مقتل الشابة جينا أميني (22 عاماً) على يد "شرطة الأخلاق" أيلول الماضي.

وأشعل مقتل الشابة جينا أميني انتفاضة نسائية وشعبية كبيرة امتدت صداها لجميع أنحاء العالم تحت شعار "Jin, Jiyan, Azadî".

واتخذت سلطات الدولة الإيرانية تدابير عنيفة لإخماد الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، إلا أنها فشلت في ذلك، إذ تستمر الانتفاضة التي تقودها المرأة بألقها وقوتها، كما تزداد وتيرتها يوماً بعد آخر، في تطور لافت لأساليب المقاومة التي يتبعها المحتجون ضد سياسات الدولة الإيرانية والقمع الذي يمارس بحقهم.