في مشاركة لها لبرنامج " Xwebûn"، التي تبثها قناة" Jin TV "، اكدت عضوة حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، روناهي سرحد، ان السلاح الأكثر فاعلية للمرأة كي تحارب بها هو تمسكها بأيدولوجية تحرير المرأة.
أوضحت روناهي سرحد أن مصدر كل المشاكل هو مشكلة المرأة وقالت: "الحياة يمكن أن تدمر بالاعتداء على المرأة، ولن تنجح الأيديولوجيات التي لا تجعل المرأة الأرضية التي تستند لها، وحتى لو حاولت المرأة إيجاد حلول دائمة للمشكلات الا انها لم تتمكن من ذلك، هناك حاجة إلى أيديولوجية مستقلة للمرأة لتحقيق ذلك، لذا تم إنشاء أيديولوجية المرأة، لكن أيديولوجية تحرير المرأة ليست فقط لتحرير جنس واحد ولا ينبغي أن يُفهم على هذا النحو.
المرأة وصلت لمفهوم الجنس الخاص بها مع إيديولوجية تحرير المرأة
تناولنا أيديولوجية تحرير المرأة ضمن جدول أعمالنا لأول مرة في عام 1998، حيث تم الإعلان عنه في 8 اذار عام 1998 نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها القائد عبد الله اوجلان، وقد جلبت معها هذه الأيديولوجية تغييرات كبيرة، حيث كانت هناك حاجة لمثل هذه الأيديولوجية نظراً لأن المرأة كانت تعاني من مشاكل اجتماعية وكانت الجنس الأول التي يتم اضطهادها؛ لا يمكن لأحد التحدث عن مجتمع حر وديمقراطي ما لم يتم حل مشكلة المرأة، أو أنها ستبقى فقط على مستوى الدعاية والترويج؛ لقد أوضحت أيديولوجية تحرير المرأة السبيل لإيجاد حل لذلك، وهذا يعني ان أي منظمة أو أيديولوجية تتحدث حقاً عن الحقوق والقانون، يجب أولاً وقبل كل شيء أن توفر حلاً حقيقياً لمشكلة المرأة.
كما صرحت روناهي سرحد أنه مع أيديولوجية تحرير المرأة، أصبحت المرأة أكثر وعياً بحياتها الجنسية مؤكدة أن المرأة باتت تعرف حقيقتها وتاريخها وتظهر منهجها وفقاً لذلك.
إيديولوجية تحرير المرأة هو تدخل ثوري
وأوضحت روناهي سرحد أن العديد من المواقف غير القانونية اعتُبرت مشروعة في تاريخ البشرية وقالت: "هذا الوضع مستمر منذ خمسة آلاف عام، ويتم التدخل في المرأة والحياة والحقيقة، وأيديولوجية تحرير المرأة هي تدخل ثوري ضد هذا الاضطهاد، وهو تدخل في الفكر واللغة الخاطئة التي تشكلت منذ آلاف السنين ومحاولة تصحيحها، لذلك فإن هذه الخطوة هي أولاً وقبل كل شيء تدخلاً في نظام الذهنية الذكورية، إنها تدخل في مفهوم المجتمع المتحيز على أساس الجنس، كمل إنه خطوة جديدة ضد مفهوم الحداثة الرأسمالية، باختصار، هي خطوة ضد الذهنية الذكورية الرأسمالية المهيمنة، وضد ثقافة وسياسة وعلم عقلية الرجل المهيمنة.
في هذه الفترة يتم القول دائماً، لقد ولّى زمن الأيديولوجيات، ومع ذلك، لا يوجد شيء في هذا العالم بدون أيديولوجية، كل نظام مبني على أيديولوجيته الخاصة ويتطور على أساسها، فمنذ انهيار الاشتراكية الحقيقية، بذلت جهود لإظهار الأيديولوجية على أنها هامشية وسلبية ومعادية للمجتمع، ومع ذلك، عندما يقوم النظام الرأسمالي بذلك، فإنه يشن هجوماً أيديولوجياً بشكل منهجي".
ايديولوجية تحرير المرأة هي القدرة على حل المشاكل
وقالت عضوة حزب حرية المرأة الكردستانية(PAJK) روناهي سرحد، إنهم يعرّفون هذه الأيديولوجية بأنها أيديولوجية تحرير المرأة، لكنها في الواقع هي أيديولوجية التحرر الاجتماعي وقالت: "لأن المرأة تعني المجتمع، والمشكلة الأولية والأساسية، الحيل، الكذب، هي اضطهاد واستعباد المرأة، لهذا يجب تحقيق الحرية في هذا المجال، عمق مشكلة المرأة هو العمق في حل المشكلات الاجتماعية، لذلك فإن أيديولوجية تحرير المرأة هي القوة لحل هذه المشاكل الراسخة في المجتمع وخاصة في القرن الحادي والعشرين، وعليه باسم حزب حرية المرأة الكردستانية، نقود جميع النضالات الاجتماعية وليس فقط المجتمع الكردي، وقيادتنا لأي مفصل من مفاصل الحياة تتم من خلال تقبل أيديولوجيتنا، الأيديولوجيا والحركة التي لا ترى هذا لا يمكنها الاستمرار، فمع هذه الأيديولوجية، نقوم بتقييم المشاكل الاجتماعية من وجهة نظر المرأة ونحاول إنشاء مجتمع ديمقراطي وأخلاقي وبيئي يحتضن نهج حرية المرأة.
وفي سياق حديثها تطرقت روناهي سرحد الى المعايير الأساسية لإيديولوجية تحرير المرأة مؤكدةً بأن هذه المعايير مهمة لإيديولوجية تحرير المرأة وان لديهم خمسة معايير أساسية بشكل عام والمعيار الأول هو الوطنية، بالإضافة إلى معيار الفكر الحر والإرادة الحرة ومعيار التنظيم والمشاركة في الحياة على أساس الحرية، معيار النضال مع العلاقة المنظمة وقياس العلاقة بالجمال، وجماليات الحياة.
الهدف هو ألا تبقى المرأة بلا تنظيم
وأشارت روناهي سرحد إلى أنه لا يمكن لأي شخص تحريك حتى ورقة في العالم ما لم يكن منظماً وقالت: "هذه الأيديولوجية مهمة وخاصة من اجل المرأة، كما هو مهم لجميع القوى في العالم، ولولاها لا يمكن لأحد أن يعدّ نفسه منظماً ضمن أية قوة تنظيمية، فالرجل ينظم نفسه في ظل الدولة والجيش العسكري، وبهذه الطريقة نظم نفسه مادياً ومعنوياً، لذا يجب على المرأة أيضاً تنظيم نفسها ضد هذه المؤسسة حتى تتمكن من كسب نضالها، التنظيم الذي يجب القيام به يجب أن تتوسع أيضاً وفقاً لهذه الحقيقة وأن تكون جادة، لأن أعظم سلاح للمرأة ضد نظام هيمنة الذكور هو أن يكون لها إيديولوجية تحرير المرأة، والهدف الرئيسي من التنظيم النسائي هو ترسيخ هذه الايديولوجية؛ تفقد النساء حياتهن كل يوم بسبب العنف الذي يمارسه الرجال بحقهن، وتنظيمهن يعني تنظيم المجتمع بأسره".
وفي ختام حديثها أشارت روناهي سرحد إلى أن حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) بكوادره ومقاتليه يقودون نهج بناء حياة حرة في القرن الحادي والعشرين، وقالت: "لقد قبل شعبنا هذا منذ فترة طويلة، ولا أحد يعترض ذلك، هل بإمكان المرأة أن تفعل ذلك أم لا، لقد رأى الجميع قيادة المرأة وقبِل بذلك".