بدأت الانتفاضة في شرق كردستان وإيران بعد جريمة مقتل الشابة الكردية جينا اميني. في 16 أيلول مع انتشار نبأ مقتل الشابة الكردية جينا اميني، تجمعت النساء والشباب أمام المشفى في طهران وأعربوا عن استيائهم. بعد ذلك الاحتجاج، انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

شعار “المرأة، الحياة، الحرية”

بعد ذلك دُفن جثمان جينا اميني في مقبرة أيجي بمدينة سقز. وخلال المراسم، خلعت النساء الحجاب وهتفن شعار “المرأة، الحياة، الحرية”. الشعار الذي رُدد خلال المراسم اصبح فيما بعد هويةً للاحتجاجات.

وفي اليوم نفسه، خرجت مظاهرات واحتجاجات في العديد من مدن كردستان شرق وفي العديد من الجامعات في طهران.

في 19 أيلول، انتشرت الاحتجاجات، واستخدمت القوات الإيرانية العنف ضدها. في 20 أيلول، قطعت خطوط الإنترنت في جميع أنحاء إيران.

وقصفت الحكومة الإيرانية مناطق حدودية مع جنوب كردستان بذريعة علاقة أحزاب شرق كردستان بالاحتجاجات. في 27 أيلول قصفت القوات الإيرانية مقري أحزاب شرق كردستان في هولير والسليمانية. وبسبب الهجمات، استشهد 17 شخصا وأصيب 60 آخرون.

الجمعة الدموية

في 30 أيلول، الذي يُعرف بأنه أكثر أيام الجمعة التي مرّت دمويةً، كانت هناك اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الحكومة الإيرانية في مدينة زاهدان. وبحسب المعلومات، فقد أدى هجوم القوات الإيرانية إلى مقتل 96 مواطناً، من بينهم 12 شخصاً دون سن الثامنة عشرة. وجاء الاحتجاج في زاهدان بعد أنباء عن اعتداء قائد شرطة على شابة تبلغ من العمر 15 عاما.

إضراب في شرق كردستان

في الأول من تشرين الأول أعلن إضراب عام تنديدا بهجمات القوات الإيرانية بدعوة من نشطاء وأحزاب شرق كردستان. وفي نفس اليوم، أقيمت فعاليات في العديد من دول العالم لدعم الاحتجاجات في شرق كردستان.

في 2 تشرين الأول هاجمت القوات الإيرانية جامعة الشريف الصناعية في طهران. طوقت الجامعة واعتقلت العديد من الطلاب.

في 3 تشرين الأول، خرجت العديد من النساء إلى الشوارع وأعربن عن استيائهن. كما خلعت الطالبات حجابهن وتظاهرنّ للتعبير عن استيائهن.

في 8 تشرين الأول، أُعلن عن الإضراب مرة أخرى، وهذه المرة انضم أيضا جزء من التجار ورجال الأعمال في طهران إلى الإضراب. بعد ذلك، أصبحت الاحتجاجات أكثر انتشاراً.

السبت الدموي في سنه

وفي 8 تشرين الأول، قُتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 10 آخرون في احتجاجات بمدينة سنه. لكن هجمات القوات الإيرانية لم تتمكن من وقف احتجاج أهالي سنه. خرجت النساء والشباب إلى الشوارع وانتشرت المظاهرة في جميع أنحاء المدينة.

في 12 تشرين الأول، بعد مظاهرات المرأة  في مدرسة شهيد أرابيل، هاجمت القوات الإيرانية المدرسة، مما أدى إلى إصابة 7 طالبات. وبحسب المعلومات، فقدت طالبة تدعى إسراء بناهي حياتها تحت التعذيب، بعد أن انتشرت الاحتجاجات. أدعت السلطات الإيرانية إن إسراء ماتت بسبب سكتة قلبية، لكن هذا لم يوقف الاحتجاجات.

سجن افين

في 15 تشرين الأول اندلع حريق كبير داخل سجن أفين، وبحسب مسؤولين إيرانيين، نتج الحريق عن اضطرابات بين المعتقلين، مما أدى إلى مقتل 8 سجناء وإصابة نحو 60 سجيناً. لكن بحسب النشطاء، وقع الحادث بعد وضع القوات الخاصة في السجن.

في 21 تشرين الأول، بعد صلاة الجمعة في مدينة زاهدان، خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع وساروا ضد الحكومة. هاجمت القوات الإيرانية المتظاهرين مرة أخرى، ووفقا للتقارير، اعتقل ما لا يقل عن 57 شخصا.

في 26 تشرين الأول، انتشر الآلاف من الحراس الإيرانيين بالتزامن مع أربعينية جينا أميني في مدينة جينا أميني ومدن أخرى في شرق كردستان. وجرت مراسم اليوم الأول لجينا في سقز بمشاركة آلاف الأشخاص. وبحسب المعلومات، فقد في ذلك اليوم ما لا يقل عن 6 مواطنين كرد حياتهم نتيجة هجوم القوات الإيرانية.

في 27 تشرين الأول، دخلت الاحتجاجات في شرق كردستان وإيران مرحلة جديدة. في مهاباد، بعد دفن جثة سمكو مولود، الذي قتل في ديسمبر. أصبحت الاحتجاجات أكثر انتشارا. لكن القوات الإيرانية هاجمت مرة أخرى وافادت المعلومات إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح العشرات خلال الهجمات. وفي اليوم نفسه، تعرض مواطنان للقتل في مدينة بانيه نتيجة هجوم شنته القوات الإيرانية.

قُتل ما لا يقل عن 95 شخصا في احتجاجات في زاهدان في 11 تشرين الثاني. بعد ذلك، نزل الآلاف من الناس إلى الشوارع وساروا في مدن مختلفة في مقاطعتي سيستان وبلوشستان. لتعاود القوات الإيرانية هجماتها على المحتجين.

وفي 14 تشرين الثاني، قصفت القوات الإيرانية مجدداً قواعد أحزاب شرق كردستان في إقليم كردستان. نتيجة لذلك، فقد شخصان لحياتهما.

في 15 و 16 و 17 تشرين الثاني، تخليداً لذكرى من فقدوا أرواحهم في احتجاجات عام 2019، أُعلن عن إضراب وخرجت مظاهرات في العديد من مدن شرق كردستان.

في 19 تشرين الثاني، مرة أخرى في مدينة ديواندر بشرق كردستان، أطلقت القوات الإيرانية النار على المتظاهرين، بحسب التقارير، قُتل ما لا يقل عن 5 متظاهرين.

في 20 تشرين الثاني، أعلن الحرس الوطني الإيراني في بيان أنه عزز قواته في شرق كردستان.

ونتيجة لهجمات القوات الإيرانية على مدن شرق كردستان، فقد أكثر من 50 شخصا حياتهم خلال أسبوع، معظمهم في مدن مهاباد وبوكان وجوانرو وبيرانشار وسقز وكاميران.

إضراب عام آخر

في 24 تشرين الثاني، أعلن إضراب عام ضد الهجمات ودعما للاحتجاجات بدعوة من أحزاب شرق كردستان وحزب الحياة الحرة الكردستاني ونشطاء.

في نفس اليوم، التقى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الانتفاضة في إيران وشرق كردستان. وتقرر في الاجتماع التحقيق في الممارسات التي تستهدف التظاهرات. لكن إيران لم تقبل القرار وأعلنت أنها غير مستعدة لتشكيل أي لجنة تحقيق.

في 27 تشرين الثاني، طلبت شقيقة علي خامنئي من الدول الأجنبية قطع العلاقات مع إيران.

في الخامس من كانون الأول إلى السابع من كانون الاول، بدعوة من النشطاء، أُعلن عن إضراب عام من جديد في إيران وشرق كردستان لمدة ثلاثة أيام.

وفي السابع من كانون الأول، نددت شقيقة علي خامنئي بالاعتداءات على المتظاهرين وطالبت القوات الأمنية بإلقاء أسلحتها.

في الثامن من كانون الأول، أعدم المتظاهر الأول محسن شكاري من قبل الحكومة الإيرانية. في الثاني عشر من كانون، تم شنق متظاهر اسمه ماجد رضا.

في الرابع عشر من كانون الأول، وبسبب اعتداءات القوات الإيرانية على النساء والأطفال، أزيلت إيران من لجنة المرأة في الأمم المتحدة بأغلبية الأصوات.

في 19 و 20 و 21 من كانون الاول، وبدعوة من النشطاء، أعلن مرة أخرى عن إضراب عام في جميع أنحاء شرق كردستان وإيران.

مقتل أكثر من 469 شخصاً

منذ بداية الاحتجاجات، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، قُتل 469 متظاهرا. وبحسب نفس المعلومات، فقد اعتقل أكثر من 18 ألفاً و 500 شخص. وحُكم على حوالي 40 شخصا بالإعدام. وبحسب منظمات حقوقية، فإن 26 شخصا معرضون لخطر الإعدام.

رغم عمليات القتل والاعتقالات والتعذيب، تستمر انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” دون انقطاع. 90 يوماً من الاحتجاجات، خرج أهالي شرق كردستان وإيران إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من الدولة الإيرانية. توصف هذه المظاهرات بأنها أطول مظاهرات في تاريخ الجمهورية الاسلامية الممتد على مدى 34 عاماً.

 

المصدر: وكالة روج نيوز