الحركات النسائية العالمية تجتمعن في برلين

ستعقد "شبكة المرأة تبني المستقبل"، مؤتمر المرأة الدولي في العاصمة الألمانية برلين بحضور مئات الوفود من 41 بلداً.

صرحت هسكار قرمزي كول، عضوة أكاديمية علم المرأة والمشاركة في نفس الوقت ضمن الأعمال التحضيرية لمؤتمر المرأة الدولي الثاني، بأن المؤتمر سيكون واسعاً من حيث المشاركة والمضمون.

وسيُعقد مؤتمر المرأة الدولي الثاني بين 5-6 تشرين الثاني الجاري، تحت شعار "ثورتنا هو تحرير الحياة" في الجامعة التقنية بالعاصمة برلين، وتحدثت هسكار قرمزي كول، عضوة أكاديمية علم المرأة والمشاركة في نفس الوقت ضمن الأعمال التحضيرية لمؤتمر المرأة الدولي الثاني، إلى وكالة فرات للأنباء-ANF بشأن التحضير والهدف ومضمون المؤتمر، وأوضحت هسكار قرمزي كول بأن الحركات النسائية من مختلف البلدان ستشارك في المؤتمر ولفتت الانتباه إلى هذا الأمر، حيث أن هدفهن المنشود هوالاتحاد ضد الحداثة الرأسمالية والنظام الذكوري.

وبيّنت قرمزي كول بأن المؤتمر سيُنظم بقيادة حركة المرأة الكردية من قِبل "شبكة المرأة تبني المستقبل"، وقالت بهذا الصدد، "تشارك الحركات النسائية من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا في هذا المؤتمر، والهدف المنشود من هذا المؤتمر هو توحيد نضال المرأة ضد النظام الذكوري المهيمن والحداثة الرأسمالية، وهذا المؤتمر في الحقيقة هو استمرار له، حيث سيُعقد هذه المرة في الجامعة التقنية في برلين."    

قامت 800 شخصية من 41 بلداً بالتسجيل

وذكرت قرمزي كول بأن المؤتمر ليس مهماً فقط لحركة المرأة الكردية فحسب، بل مهم أيضاً بالنسبة للعديد من الحركات، وقالت بهذا الخصوص: "لقد سجلت أكثر من 800 شخصية من 41 دولة واضطررنا إلى إيقاف عملية التسجيل بسبب عدم وجود مكان كافي لاستيعابهن في القاعة المخصصة للمؤتمر، ولا يقتصر وجود المرأة من بين هذه البلدان الـ 41، على النساء الأوروبيات فحسب، بل هنالك أيضاً نساء شرق أوسطيات يقمنَ في أوروبا كمهاجرات وأيضاً نساء من أفغانستان، وهناك أيضاً مشاركات من السودان واليمن والهند والفلبين وغواتيمالا وكولومبيا والأرجنتين وجميع البلدان الأوروبية، والجانب الآخر المثير للاهتمام هذه المرة، هو الطلبات الزائدة للمشاركة في المؤتمر وخاصة من دول البلقان، وهنالك مشاركة أيضاً من قِبل المرأة الفلسطينية وكذلك الحركات النسائية في تركيا، باختصار لقد تجهزنا لكهذا مستوى من الحضور أمام أعيننا، وبرأي هناك إمكانية كافية لمناقشة مستقبل المرأة."

المؤتمر هو نتاج المرحلة          

ونوهت قرمزي غول إلى أن المؤتمر جاء نتاجاً لمرحلة، وتابعت قائلةً: "إن هذه الشخصيات لا تبدي اهتماماً فقط بدعواتنا وبياناتنا، لكن في الحقيقة غالبيتهن كن قد عقدن لقاءات مع حركة المرأة الكردية، حيث تدرك عن كثب إيدولوجية حرية المرأة وثورة المرأة التي تسعى للتطور على أساس علم المرأة، وتريد أن تتعرف عليها وتعتبرها كـ مصدر للإلهام، وتسعى الحركات والتعاونيات للاستفادة من مثل هذه التجربة الأيديولوجية والبحث الفلسفي والقاعدة العلمية القوية، حيث إن البعض منها لها أرضية واسعة؛ مثل حركة Non Una Di Meno.. التي حققت مكاسب كبيرة في النضال في أمريكا اللاتينية، ولهذه الحركة فعاليات في أوروبا أو لها تأثيرها في أوروبا، وستشارك المرأة من حركة الإضراب النسائية، والتجمعات النسائية المختلفة، والتعاونيات النسائية ، والحركات البيئية النسائية، وفي الوقت نفسه ، إن من أهم النقاط الهامة هو نضال المرأة في أبيا يالا، أي دول أمريكا اللاتينية، ضد الشركات متعددة الجنسيات والشبكات التي تشكلت من قِبل المنظمات الجامعة داخلها، وبالأخص أيضاً التي كانت نتيجة النضال من أجل وجود السكان الأصليين، حيث ستشارك المرأة من هذه الدول في هذا المؤتمر كممثلات ومشاركات ومتحدثات."

صيغة المرأة هي الحياة الحرة

وكما أوضح قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، ذكرت قرمزي كول أن صيغة المرأة، الحياة، الحرية هي صيغة سحرية ، وقالت: " قبل اندلاع انتفاضة المرأة في إيران وشرق كردستان، كان برنامج المؤتمر يتمحور حول موضوع برنامج جلسة المؤتمر، أي كيفية توافق المستقبل وإيجاد الطريق الصحيح، حيث إن عنوان "المرأة الحياة الحرية" هو من أحد العناوين السابقة، وهذا بحد ذاته ليس صدفة، بل في الواقع هي فلسفة الحياة التي تسعى إليها دائماً حركة المرأة الكردية، فهو بالأساس شعار ولكنه في الوقت ذاته فلسفة الحياة، فبدون أخذ مصدر الأساس الإيديولوجي بعين الاعتبار، فإن المضي في تهميش منبعه لن يفضي إلى أي نتيجة، وبهذا المعنى حاولنا توضيح ذلك في المؤتمر، فعلى سبيل المثال، حيث لا أتذكر بالضبط، سوف يتم الترحيب بالمشاركين في المؤتمر بلافتات "المرأة الحياة الحرية" بعشرين لغة، بالتأكيد إنه شيء رمزي، فالأمر المهم هو معنى الحياة، والتعريف الحقيقي للمرأة، ولأجل ذلك، تُبذل جهود حثيثة من خلال الاستعانة بكل الوسائل المتنوعة، ولهذا السبب يمكن أن تكون منظمة، ويمكن أن تكون تعاونية، ويمكن أن تكون أكاديمية، ويمكن أن تكون قوة الدفاع عن النفس، أو حتى يمكن أن تكون ردة فعل علمية، بدون أدنى شك سوف يتم ناقش هذا الأمر، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت المؤتمر يحظى باهتمام أكثر من المؤتمر الأول، ويمكننا القول بأن هذه المشاركة والرغبة والنضال المشترك، كان نتيجة عمل عظيم."  

الأرضية التي أسستها حركة المرأة الكردية

وأوضحت قرمزي كول بأنه من غير الممكن تحديد برنامج التغيير العالمي خلال يومين، لكن هناك أرضية، وقالت: "إن الجهود التي بذلتها حركة المرأة الكردية خلال السنوات العشر الأخير هي أساس هذه الأرضية، فطبعاً، فهذا ليس مجرد مؤتمر لمناقشة الأمور وترتيبها، وهذا هو الأمرأيضاً مهم للغاية، حيث سيتناول هذا المؤتمر ورش عمل جماعية، وخاصةً فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي-البيئي والنضال ضد الفاشية، وكيف يمكننا تطوير حركات المرأة داخل وخارج النظام ونضالها حول المرأة، حيث ستُعقد ورشة عمل حول الموضوع، فالنسبة لي أعتبر ورشة العمل هي كتدريب، وهذا أمر في غاية الأهمية، فإن الأساس الذي يقوي حركة المرأة الكردية لهذه الدرجة ويجعلها لا تُقهر، هو التدريب، والذي حدده القائد أوجلان كوسيلة أساسية، كما أن التدريب هو أمر مهم جداً في هذا الصدد، حيث ستناقش المشاركات في جميع ورش العمل الجماعية خلال المؤتمر تجاربهن، وأيضاً ستعبر العديد من المشاركات والمتحدثات عن آرائهن وأفكارهن، وسيتمحور النقاش في هذا الصدد خاصةً حول تجارب علم المرأة التي سيكون لها تأثير حقيقي على تنظيم ورشات العمل، كما سيتم مناقشة إمكانية  انه للمرأة خلق بدائل في جميع المجالات التي يسيطر عليها الرجل، كما أن المناقشات وربما التوصيات التي ستنبثق عن ورش العمل الجماعية ستحدد مستقبل المؤتمر.      

أين ستكون وجهة هذه الشبكة؟ بعبارة أخرى، كان المؤتمر يُعقد مرة واحدة فقط كل سنتين أو ثلاث سنوات، أما الآن يجري الحديث بأن فترة عقده سيكون كل سنتين، لكن بسبب انتشار فيروس كورونا تم تمديده إلى أربع سنوات، ولكن يجب أن يكون مؤتمراً عملياً، فهذا المؤتمر ليس فقط من أجل الخوض في المناقشات النظرية فحسب.

سيكون المؤتمر هو البداية

وأشارت قرمزي كول، أنه لا يمكن مناقشة كل الأمور بتعمق خلال فترة زمنية قصيرة، وتابعت قائلةً، "كيف يمكن لهذه البداية، وهذا التعاون، وهذا التنوع، وهذه البيئة، وهذه الوحدة العظيمة التي ولدت من خلال هذه الاختلافات أن تلهمنا وتلهم كل امرأة ستشارك في المؤتمر؟ هنا ستظهر قوة المرأة بعض الشيء إلى العلن، فالنسبة لي، الأمر الأكثر أهمية هو الجانب العملي، وسيكون لنا جهود في هذا الصدد، كم أنني على يقين تام بأن هذا المؤتمر سيكون انتصاراً عظيماً، وتخلق أمل كبيراً وتظهر إرادةً عظيمة.

ومؤخراً، تحظى حركة المرأة الكردية في أوروبا أيضاً بالكثير من الاهتمام هذا العام، ونحن بدورنا قمنا بفرض القيود على وفود حركة المرأة الكردية في أوروبا، حيث يمكن القول بأن حركة المرأة الكردية في أوروبا وكأن جميع مجالسها وكوميناتها ومؤسساتها ومكوناتها المختلفة ستحضر هذا المؤتمر لأول مرة وستكون شاهدة عن قرب لهذه الشبكات وهذا الروابط وهذه القوة التي تم خلقها من قِبل حركة المرأة الكردية في أوروبا."