دعت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM, آسيا عبد الله جميع أبناء الشعب الكردي إلى الدفاع عن مقاطعة عفرين, التي تواجه عدواناً تركياً همجياً, كما انتقدت فيه مواقف المجتمع الدولي الذي لزم الصمت حيال الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية بحقّ مدنيي المقاطعة, مطالبةً إيّاه بالقيام بواجباته لوقف العدوان التركي.
وجاء نص النداء كالآتي:
"إلى الرأي العام
يدخل قصف عفرين يومه التاسع على التوالي. والدولة التركية لم تهدأ لحظة فيه فلم تتوانى من استعمال جميع الأسلحة الثقيلة ضد الشعب في عفرين. ضد شجر الزيتون. ضد جبالها ووديانها. ضد أنهار عفرين وسدودها. مُطلِقاً في ذلك كافة أشكال حقده عبر طائرات ودبابات ومدافع هاون وصواريخ وهيلوكوبترات؛ إنه قصفٌ ضد البشر والشجر والحجر.
يراد من ذلك إبادة متكاملة على كل من اختار البقاء في عفرين مدافعاً عن كرامته وبيته وزيتونه؛ عن سمائه ومائه وأرضه. عن شرفه وعرضه. عن تراثه وتاريخه وحاضره. مصوِّباً آلاته العسكرية الرعناء ليفتح الطريق أمام همج وشذاذ آفّاق؛ جمعهم النظام التركي من كل البسيطة نحو وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية التي تحوّلت على مدى الأعوام السابقة إلى رمز عالمي ضد الإرهاب ومع الأمن؛ ضد الخطر مع الاستقرار.
تفصح الدولة التركية وتحاول مِنْ على الملاً أن تبيد هذه الوحدات التي تقاتل اليوم باسم الإنسانية وشعب سوريا بجميع تكويناتهم القومية والدينية. هذه الوحدات التي تقاتل الإرهاب في هذه اللحظة في دير الزور. فهجوم الدولة التركية أخطر بكثير من هجوم داعش الإرهابي؛ لأنها تقصف بإسم دولة عضو في الأمم المتحدة وفي حلف الناتو وأمام مرأى العالم كله وأمام المجتمع الدولي؛ فأمام أعينهم في هذه الأيام التسعة تم فيه هدم المراكز الصحية واستهداف سيارات الاسعاف ولم يسلم منه حتى قصف سد ميدانكي؛ علاوة على وقوع عشرات الضحايا من شهداء وجرحى؛ أغلبهم من المدنيين: مسنين ونساء وأطفال وأغلب الضحايا هم من الذين هجروا من مناطقهم التي تشهد بالعنف والتوتر إلى عفرين التي باتت من خلال إدارتها الذاتية الملاذ الآمن لأبنائها وبناتها وللنازحين السوريين الذين يضاهون نصف المليون.
ولولا الصمت الدولي لما وقعت هذه المجازر، ولولا الصمت الدولي لما تجرأت الدولة التركية الإقدام على مثل هذه الخطوة المعادية لكل قيم الإنسانية ولكل حرف كُتبت في مواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة. إننا مستمرون بروح مقاومة العصر في عفرين وبشخصية الشهيدة آفستا خابور وكل الشهداء والشهيدات.
إننا من عفرين الشامخة. من عفرين الموغلة بالتاريخ. من عفرين مستقبل السلام والأمن. نناشد الرأي العام العالمي والرسمي منه بشكل مخصوص وفي الوقت نفسه ننادي الكردستانيون وعموم القوى الديمقراطية الاستمرار في إيصال صوت عفرين إلى العالم كله بما تتعرض لها من عدوان غاشم. ننادي من خلاله الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوربي والتحالف الدولي ضد الإرهاب كي تتحمل مسؤولياتها أمام ما يحدث في عفرين المقاومة والتحرك الفوري لحماية الشعب والأرض في عفرين؛ كي لا تتحمل مسؤولية شراكة ما حدث ومسؤولية ما يحدث لشعبنا الآمن ولقواتنا التي وجهت أقصى الضربات لداعش وينتظر منها أن تكمّل المسيرة في القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا وفي المنطقة والعالم كله. خروج أرواحنا من أجسادنا تخرجنا من عفرين. وعفرين عصيّة على الركوع.
من عفرين 28 كانون الثاني 2017".