أعلنت القيادية في وحدات حماية المرأة YPJ, دستينا كوباني أنّه يجب أن لا نخلط الأمور في عفرين التي تشهد "مقاومة العصر" في وجه العدوان التركي المشترك مع الفصائل الإرهابية, وقالت بأنّ هذه المقاومة البطولية "تستحقّ كلّ التقدير والاحترام".
ودخلت مقاومة عفرين في يومها السادس والثلاثين, وهي تجابه قوات الجيش التركي وإرهابيي الفصائل المسلّحة, فمن جبهات القتال إلى شوارع المدينة ونواحي المقاطعة, الجميع يبدي إرادةً قويّة" للنصر, و"بروح الشهيدة آفيستا خابور والشهيدة بارين كوباني".
وقالت دستينا كوباني بأنّ مقاومة عفرين "ستترك بصمتها الخاصة في التاريخ", حيث أنّها أن لا شبيه لها في التاريخ "فهي تتعرّض للهجوم بمختلف أنواع الأسلحة, رغم ذلك, نرى أنّ روح المقاومة تزداد إرادة وعزيمة".
وأشارت إلى أنّ عفرين لا تقاوم لأجل الشعب الكردي وحده "هي مقاومةٌ لأجل كلّ شعوب المنطقة, هناك في عفرين يعيش الكردي إلى جانب التركماني والعربي, وفي النهاية, فإنّ ثورة روج آفا هي ثورة كلّ شعوبها. استهداف عفرين من قبل الدولة التركية هو استهداف أخوّة الشعوب والعيش المشترك, لذا فإنّ العدو يُجابه بمقاومة شرسة".
وانتقدت دستينا كوباني الصمت الدولي حيال العدان التركي على عفرين والمجازر الوحشية التي يرتكبها بحقّ المدنيين الأبرياء قائلةً: "جنود جيش الاحتلال التركي ومرتزقة الفصائل الإرهابية يستهدفون المدنيين في عفرين بوحشيّة لا نظير لها, يرتكون يومياً ممارسات لا أخلاقية. نعرف بأن هناك أخلاقيات للحرب, لكن لا نرى أيّاً منها لدى هؤلاء. عفرين تقاوم في وجه أولئك الذين يهدفون لإبادة الشعب. للأسف المجتمع الدولي صامت حيال كلّ هذه الممارسات, القوى الكبرى تنتظر من سينتصر في هذه الحرب, كي تبني مواقفها على هذا الأساس".
واعتبرت القيادية في YPJ أنّ كلّ من يبقى صامتاً حيال العدوان التركي\الإرهابي على عفرين هو "شريكٌ فيها, روسيا, التحالف الدولي, النظام السوري والجميع ممن لا يبدي أيّ موقفٍ حيال الإرهاب الوحشي الذي تمارسه قوى الاحتلال".
وذكرت دستينا كوباني بأنّهم يعرفون الدولة التركية جيّداًوأضافت بالقول "نعرف بأنّ تركيا هي دولة احتلالٍ, منذ عهد العثمانيين وهي تستخدم الإسلام كأداةٍ لتحقيق مصالحها وتوسيع مناطق نفوذها, هذا ما يقوله التاريخ لنا". ونوّهت بأنّ في "جوهر الإسلام هناك الإنسانية, هناك إيمانٌ مطلق بالإنسان. لننظر إلى ممارسات تنظيم داعش, لنرى بأنّ الدولة التركية لديها الممارسات ذاتها, حتّى قبل أن يظهر التنظيم, استخدام الدين, القتل, النهب وارتكاب الفظائع بحقّ المدنيين, كلّها جرائم قامت بها الدولة التركية".
وعن دور المرأة في مقاومة عفرين, قالت دستينا كوباني بأنّ "المرأة قد لعبت دورها بشكلٍ بطولي في مقاومة العصر في عفرين" وتابعت "أثبتت المرأة بأنّها قادرة على كسر إرادة الاحتلال, ورأينا كيف تصدّت المقاتلات لهجمات الاحتلال التركي وإرهابيي الفصائل بكلّ بطولةٍ, وأكّدن على قدرتهنّ في مجال حماية الشعب والأرض. في أيّة نقطةٍ قتالية للخطوط الأمامية للجبهة, تجد مقاتلات YPJ جنباً إلى جنب مع مقاتلي YPG وهذا هو سرّ عدم سقوط عفرين بيد الاحتلال".
وتوجّهت القيادية في YPJ بالنداء لإرهابيي الفصائل المسلّحة, ممن وصفته ب"مرتزقة تركيا" بأن يعلموا بأنّ الدولة التركية تجنّدهم لتحقيق مصالحها وقالت "نرى كيف أنّ الجنود الأتراك يفتحون البوابات الحدودية لهم ويطلقونهم باتجاهنا, لا قيمة للمرتزقة لدى الدولة التركية, رأيت في العديد من المرات كيف يقتل الأتراك من يعود من جبهة القتال. أقول للمرتزقة, بدل أن تقاتلوا لصالح تركيا, عليكم أن تقاتلوا لأجل سوريا, عليكم المساهمة في بناء دولتكم القوية, لا أن تصبحوا مجرد أداة بيد المصالح التركية, وبهذا الشكل فقط, يمكن أن يسامحكم التاريخ".
وفي نهاية حديثها, أعربت دستينا كوباني عن شكرا وامتنانها العميقين للشعب المقاوم في عفرين وقالت: "YPG, YPJ, قوات الأسايش وقوات الحماية الذاتية, كلّهم يتصدون لقوى الاحتلال التركي ومرتزقته, لكنني أود أن أحيّي بشكل خاص شعبنا المقاوم في عفرين, الذي لم يغادر أرضه, على الرغم من الهجمات الوحشية التي يتعرّض لها. أستطيع القول بأنّ هذه المقاومة هي مقاومة الشعب بالدرجة الأولى. التاريخ يظهر لنا بأنّ الاحتلال لا يدوم أبداً, وعفرين ستكون لشعبها, وسننتصر سويّاً على العدوان. لأنّنا نقاتل في الجبهات, والشعب يناضل معنا بإصراره على البقاء في أرضه".