جامعة توبنغن والتي تعد من اهم الجامعات و المؤسسات العلمية في ألمانيا في عام 2013 بدأت عمليات تنقيب في منطقة باستيك والتي تقع على مقربة من مدينة دهوك في جنوب كردستان . فريق الأبحاث الذي اشرف على عمليات التنقيب ترأسه البروفسير بيترفالزنير تمكن من العثور على الكثير من المكتشفات الهامة العام الماضي .
التنقيب استمر بالتعاون مع متحف دهوك و معهد الدراسات و الأبحاث في الشرق الأدنى القديم و التابع لجامعة توبنغن . نتيجة التنقيب وفي البداية عثرت على طبقات جدار لمستوطنة قديمة تعود إلى عصر الإمبراطورية الأكادية قبل 5 الآلاف سنه و التي تعتبر اقدم الإمبراطوريات في التاريخ البشري تم اكتشافه .
رغم الصراع في المنطق لكن الأبحاث و التنقيب استمر
على الرغم من هجوم مرتزقة داعش على المنطقة و العمليات العسكرية هناك إلا ان عمليات التنقيب استمرت . خلال عمليات التنقيب تم العثور على اكتشافات تاريخية هامه و التي من شأنها إعادة كتابة التاريخ في كردستان و خاصة تاريخ شمال ما بين النهرين ( موزوبوتاميا ) .
المكتشفات التاريخية تعود إلى العصر البرونزي وهذ يعني أنها تعود إلى 3000 عام قبل الميلاد . وفي الفترة ما بين 2340 إلى 2200 قبل الميلاد كانت المنطقة تحت حكم الإمبراطورية الأكادية .
يذكر ان جدار المدينة الذي عثر عليه من قبل فريق البحث تم بنائه في العام 2700 قبل الميلاد و تم رفع هذا السور مرة أخرى في العام 1800 قبل الميلاد . كذلك تم العثور على منازل كثيرة تبعد مسافة 1كم عن الجدار تعود للعصر البرونزي . بحسب ما ذكره فريق البحث تعتبر هذه المدينة مركز وصلة الربط بين الأناضول و موزوبوتاميا .
93 لوحة مسمارية عثر عليها أثناء التنقيب
خلال عمليات التنقيب الأخيرة تم العثور على 93 لوحة مسمارية و يتوقع أنها تعود إلى 1250 عام قبل الميلاد . وبحسب الأبحاث الأولية التي أجريت على اللوحات في المنطقة والتي عثر عليها تحت احد الجدران تشير إلى انه معبد لآلهة العواصف و المطر و يدعى أداد . وقراءة هذه اللوحة لا تزال مستمرة .
اللوحات التي كتب عليها باللغة الآشورية و الميتانية إلى الآن لم يتم ترجمة ما كتب عليها واذا ما كانت عن مواضيع إلاهية , قانونية او اقتصادية . وبحث البحث الأولي الذي أجراه عالم اللغات القديمة الدكتور بيتر فايست فأن احد اللوحات تتحدث عن إلاه الخير في عصر الأكاديين . جامعة توبنغن أعلنت انه من اجل إجراء دراسة علمية و متطورة على هذه اللوحات تم نقلها إلى ألمانيا .
كذلك تم إعلان ان هذه اللوحات بقيت بين الأنقاض لسنوات طويلة لهذا تعرضت للتلف كبير لهذا فأن من الممكن ان تستمر دراسة هذه اللوحات مدة طويلة . رئيس فريق البحث البروفيسير بيتر فالزنير أوضح ان هذه اللوحات تحتوي على معلومات هامة جداً على تاريخ موزوبوتاميا .
البروفيسير فالزنير أضاف المنطقة غنية جداً بثقافة الحضارات القديمة و قال : المعلومات التي نملكها عن الأحداث , الثقافات , الديانات و المجتمعات في هذه المنطقة قليلة جداً في فترة 2000عام قبل الميلاد , لذا نأمل ان تكشف لنا هذه اللوحات أسرار تلك الحقبة الزمنية في تلك المنطقة .