نساء الرقة: من الظلمة نحو الحرية

تحدّثت الناطقة باسم مجلس المرأة في الرقة خولة العيسى الحمّود لصحيفة يني أوزكور بوليتيكاعن عملها التنظيمي وإعادة إعمار الرقة.

تعمل خولة العيسى الحمّود كناطقة باسم مجلس المرأة في الرقة، حيث كانت خولة طالبة قبل أن تهاجم داعش الرقة وتحتلها. وتتذكر خولة أن مجرد الخروج من المنزل كان حلماً بعد احتلال المجموعات الإرهابية التي كانت تسمي نفسها بـ"الجيش الحر" للمدينة وحتى احتلال داعش للرقة. وتتذكر طالبة الحقوق خولة العيسى الحمود أنه تم نعت دراستها بـ"قانون الكفّار".

اتجهت خولة حينها إلى تعلّم الخياطة والتخلي عن حلمها في دراسة الحقوق قبل أن تتجه قوات سوريا الديمقراطية نحو الرقة وتحررها.

وتحدّثت خولة لصحيفة يني أوزكور بوليتيكا "Yeni Özgür Politika"عن حياتها خلال فترة احتلال داعش للمدينة بالقول: "مرّةً كنّا نضع قوانين حول اللباس، لكنهم كانوا يغيّرون القوانين كل عام، ومؤخراً منعوا الخروج من المنازل وكان يجب على الناس ألا تصدر أصواتاً حتى، حيث كانوا يتعرّضون للغرامات المالية، وكانت الغرامات تزداد وفقاً لعدم ارتدائهم للثياب المقررة. لم تكن الثياب تمثّل مشكلة لنا، لكن الضغوط التي كانت تتعرّض لها عائلاتنا كانت تؤلمنا. لقد تسببوا في انفصال الكثير من الأزواج؛ كانوا يلقنون دروسهم للأزواج وكان هؤلاء الأزواج يطبّقون هذه الدروس على زوجاتهم".

تحررنا بقوّة المرأة الكردية

وقالت خولة عن الأمل الذي بعثه تحرير مدينة الرقة في نفوس أهلها: "لقد تحررنا بقوة المرأة. قبل التحرير بقينا محاصرين لمدة خمسة أشهر، لكننا تحررنا بقوة المرأة الكردية. لقد حررتنا النسوة الكرديات من الخضوع وسرنا بنا نحو الحرية. خرجنا من مكان كانت المرأة فيه تُمنع من الخروج من المنزل نحو مكان تقاتل فيه المرأة في الصفوف الأمامية.

بدأنا بعد التحررفي تأسيس الكومونات والمجالس العامة. كنت في البدء أقول لنفسي، لماذا نعمل ضمن النشاطات والأعمال العامة. وبعد العمل فهمت أن مشاكل النساء اللواتي تعرّضن لظلم داعش هي مشاكل متشابهة وأن كلهن يهدفن إلى نيل الحرية".

أمل جديد

وقالت خولة إن الأهالي كانوا يعارضون بداية مشاركة المرأة في القوات الدفاعية، ولكن زال الخوف وزالت الهواجس بعد أن شاهدوا كيف تدافعالنساء عن أنفسهن بشكل أخلاقي. وتابعت خولة بالقول: "بدأنا من تأسيس الكومونات والمجالس والإدارات النسوية ومن ثم افتتحنا أكاديمية لتدريب النساء وتعليمهن".

كان كل شيء جديداً على مجتمع الرقة ونسائها، لأننا ترعرعنا ضمن مجتمع أسير كانت المرأة فيه أسيرة منزلها فحسب، ولم يكن هناك أمل في الخروج من المنزل ورؤية العالم الخارجي. أنا مثال على ذلك، لقد أتيت إلى مكان جمع النساء من كل أصقاع العالم ودفعهن إلى مشاركة تجاربهن مع النساء الأخريات. أهم ما استخلصته من المؤتمر الدولي للنساء هو أن النساء في كل أرجاء العالم يعانين من المشاكل والآلام ذاتها". 

ستنجح النساء في نيل حريتهن من خلال التعاضد

وتحدّثت خولة عن دورها خارج مجلس المرأة بالقول: "أشارك منذ عام في الأعمال النسوية، وأعمل منذ 6 أشهر في المحكمة لحماية حقوق النساء. كما تتم مراجعتنا بخصوص مشاريع النساء. أرى أن الدور الذي تقوم به إدارات المرأة في هذا المجال مهمٌ جداً".

كما قالت خولة أنهن منعوا زواج القاصرات، وقالت في ذلك: "نريد أن نقول للمجتمع إن زواج القاصرات خاطئ ويجلب معه مخاطر جمّة".

كما تحدّثت الناطقة باسم مجلس المرأة في الرقة خولة العيسى الحمود عن تغيّر دور المرأة داخل مجتمع الرقة وقالت أن المرأة تقف في الصفوف الأولى للحرب. وأنهت حديثها بالقول: "أؤمن بقوة النساء وآمل أن نتمكن من تحرير النساء من خلال التعاضد".